إعلان رسمي "هيئة العناية بالحرمين".. كسوة الكعبة من سبع خامات فاخرة| إليك التفاصيل!

تولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عناية خاصة واستثنائية بصناعة كسوة الكعبة المشرفة، في تقليد تاريخي متجذر يعود إلى أكثر من مئة عام، حيث يتم إنتاج الكسوة سنويًا باستخدام أجود أنواع الأقمشة والخامات التي تُنتقى بعناية فائقة لتواكب قدسية المكان وشرف المهمة.
وفي هذا السياق، أوضحت الهيئة أن مصنع كسوة الكعبة المشرفة، الذي يُعد من أهم المعالم الحضارية في خدمة الحرمين الشريفين، يعتمد على استخدام سبعة أنواع رئيسية من الأقمشة الفاخرة التي تدخل في صناعة الكسوة، ويجري إعدادها وتجهيزها بدقة عالية وجودة فنية متقنة، تعكس الحرص الكبير على الحفاظ على إرث طويل من التميز والجمال في صناعة الكسوة.
إقرأ ايضاً:تجارب سعودية في "انعدام الجاذبية".. المملكة ترسل آمال باحثيها إلى الفضاء في مهمة تاريخيةبـ 58 صنف.. انطلاق موسم التمور في المدينة المنورة
وتشمل هذه الخامات قماش الحرير الأخضر السادة الذي يُستخدم في الجزء الخلفي من ستارة باب الكعبة، ويتميز بلونه الأخضر الثابت وملمسه الناعم، كما يُعد قماش الحرير الأسود المنقوش من أبرز الأقمشة التي يتم توظيفها في الواجهة الخارجية للكسوة، حيث يتميز بنقوشه الإسلامية المميزة التي تبرز آيات من القرآن الكريم بخيوط الذهب والفضة، وهو ما يمنح الكسوة جلالًا وروعة خاصة.
إلى جانب ذلك، يُستخدم أيضًا قماش الحرير الأسود السادة الذي يُوظف في أجزاء محددة من الكسوة تحتاج إلى لمسة سادة دون نقوش، وهو ما يُكمل الجوانب الفنية الدقيقة في التصميم، كما يدخل قماش البطانة القطني ذي اللون السكري في صناعة بطانة ثوب الكعبة من الداخل، وهو من الخامات المتينة والناعمة التي تمنح الثوب الداخلي القوة والمرونة في آنٍ معًا.
وتضم قائمة الخامات كذلك قماش الحرير الأحمر السادة، الذي يُستخدم في أعمال فنية محددة داخل إطار الكسوة أو في بعض أجزاء الستارة، ويُعَد من الأقمشة التي تُختار بعناية لتتناسب مع الطابع العام للكسوة، أما القماش الأبيض القطني فيُستخدم في عمليات الدعم الداخلي والتبطين، ويسهم في الحفاظ على استقرار ومتانة الكسوة مع تغيرات الطقس والعوامل المحيطة.
ولم تقتصر استخدامات هذه الأقمشة الفاخرة على كسوة الكعبة فقط، بل تُستخدم أيضًا في كسوة الحجرة النبوية الشريفة، وخاصة قماش الحرير الأخضر المنقوش، الذي يُستعمل في الكسوة الداخلية للكعبة وكذلك في تجهيز كسوة الحجرة النبوية، لما له من رمزية لونية وروحانية عالية، وهو أحد المكونات التي تُصنع بعناية فائقة لتتناسب مع قدسية هذه الأماكن.
ويُعد مصنع كسوة الكعبة المشرفة شاهدًا على تطور الحرفية السعودية في صناعة الكسوة، حيث يتم توظيف أحدث تقنيات النسيج والطباعة، إلى جانب الحفاظ على الطابع اليدوي الأصيل في تطريز النصوص القرآنية والزخارف، بمشاركة نخبة من الفنيين السعوديين المهرة الذين تلقوا تدريبًا متخصصًا في هذا المجال الفريد.
وتُجسد الكسوة كل عام رسالة سامية من المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين، حيث لا تقتصر العناية بها على الجانب الجمالي فحسب، بل تُعبر عن التزام عميق بروحانية المكان، وتعكس مكانة الكعبة المشرفة في قلوب المسلمين حول العالم، في استمرار لمسيرة شرف صناعتها وعراقتها الممتدة لعقود طويلة من الزمن.