ابتداءً من العام القادم.. مقرر "إلزامي" جديد لجميع طلاب هذه الجامعة السعودية.. فما هو؟

في خطوة أكاديمية جريئة تُواكب طموحات التحول الرقمي الوطني، أعلنت جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل عن اعتماد مقرر "الذكاء الاصطناعي: المفاهيم والأدوات" كمادة إلزامية لجميع الطلبة المستجدين في مرحلة البكالوريوس، بدءًا من العام الجامعي المقبل 1447هـ.
يأتي هذا القرار في إطار سعي الجامعة إلى تأهيل جيل أكاديمي يتمتع بمهارات تقنية متقدمة، ويُدرك متطلبات المستقبل الرقمي، ويملك القدرة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تخصصاته المختلفة، أياً كان مسار الطالب العلمي أو الأدبي.
إقرأ ايضاً:الصندوق العقاري يودع مليار ريال لدعم مستفيدي "سكني" في يونيوالعودة للاستقرار.. يعلن الذهب حالة من الثبات وسط تقلبات الأسواق
وأكد رئيس الجامعة المكلف، الأستاذ الدكتور فهد بن أحمد الحربي، أن إدراج هذا المقرر يعكس التزام الجامعة بتنفيذ توجهات رؤية المملكة 2030، خاصة في محور بناء اقتصاد رقمي قائم على المعرفة، وتعزيز قدرات الشباب السعودي في المجالات التقنية الحديثة.
وأوضح أن هذه المبادرة تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وهي خطوة من شأنها أن تُحدث تحولًا نوعيًا في بيئة التعليم الجامعي داخل المملكة.
وأشار الدكتور عبد الله بن محمد المهيدب، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، إلى أن المقرر صُمّم بعناية ليكون مناسبًا لجميع التخصصات، حتى للطلاب الذين لا يملكون خلفية سابقة في البرمجة أو علوم الحاسب، مع التركيز على المهارات العملية إلى جانب المفاهيم النظرية.
يتضمن المقرر موضوعات متنوعة مثل تعلم الآلة، الرؤية الحاسوبية، الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحليل البيانات، إلى جانب التطرق إلى القضايا الأخلاقية والقانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية وسوق العمل.
ويعتمد المقرر على نموذج تدريسي تفاعلي، يمزج بين المحاضرات النظرية والتدريبات العملية، مع إتاحة منصات تقنية رقمية تسمح للطلاب بالتجربة والتطبيق، بما يضمن تحويل المعرفة الأكاديمية إلى مهارات قابلة للتوظيف الفعلي.
كما أوضحت الجامعة أن هذا المقرر سيكون أحد متطلبات التخرج الأساسية، ولن يتمكن أي طالب مستجد من إكمال خطته الدراسية دون اجتيازه، ما يعكس رغبة المؤسسة في ترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعي كقاعدة معرفية أساسية في التعليم الجامعي.
وتسعى الجامعة من خلال هذا التوجه إلى تعزيز التفاعل بين الطلبة والتقنيات الحديثة، وتشجيعهم على تطوير مشاريعهم الخاصة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يخلق بيئة تعليمية محفزة للإبداع والبحث العلمي التطبيقي.
وسيتم تقديم محتوى المقرر بالتعاون مع نخبة من الأكاديميين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاستفادة من خبرات القطاعين الصناعي والتقني، لضمان مواكبة المقرر لأحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال سريع التطور.
وتُخطط الجامعة لتوقيع عدد من الشراكات مع شركات عالمية رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنية، بهدف توفير شهادات احترافية معتمدة، تمنح الطلاب قيمة مضافة وتُعزز من فرصهم في سوق العمل المحلي والدولي.
وقد بدأت الجامعة فعليًا في تجهيز المعامل الذكية وقاعات المحاكاة، التي ستستخدم لتطبيق المشاريع الطلابية في بيئة واقعية تتيح تجربة تعلم تفاعلية، تجمع بين الجوانب النظرية والعملية بشكل متوازن.
من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تقليص الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات السوق، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المهارات الرقمية المتقدمة، حيث بات الذكاء الاصطناعي أداة مركزية في مختلف القطاعات، من الصحة إلى الصناعة إلى الإعلام.
وترى إدارة الجامعة أن هذا التوجه سيكون نموذجًا ملهمًا لباقي الجامعات في المملكة، يؤسس لنقلة نوعية في فلسفة التعليم العالي، حيث لم يعد من المقبول تخريج كوادر لا تملك الحد الأدنى من الإلمام بالتقنيات التي تصوغ مستقبل البشرية.
وتركز الجامعة على تشجيع الطلبة على نيل شهادات احترافية وشراكات دولية في مجالات الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز فرص توظيفهم وتمكينهم من ميزة تنافسية في سوق العمل العالمي.
ووفقًا للقائمين، فإن هذا المقرر سيكون حجر الأساس لبناء قدرات تقنية شاملة، وسيُحدث نقلة نوعية في كيفية إعداد الطالب لمهن المستقبل، خاصة أن التحول الرقمي قد صار محورًا رئيسًا في رؤية البلاد الاقتصادية والطموحات الوطنية.