العودة للاستقرار.. يعلن الذهب حالة من الثبات وسط تقلبات الأسواق

شهدت أسعار الذهب استقرارًا خلال التعاملات المبكرة من صباح اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية، بعد أن أدت التطورات الجيوسياسية الأخيرة، ولا سيما اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، وهو ما انعكس بشكل مباشر على حركة الأسعار.
ومع ذلك، ساهم ضعف أداء الدولار الأميركي والإقبال المتزايد من المستثمرين على اقتناص الفرص بعد انخفاض الذهب في الجلسة السابقة، في الحد من الخسائر ومنع تراجع الأسعار إلى مستويات أعمق.
إقرأ ايضاً:إنزاجي يصدم جماهير الهلال بقرار مفاجئ قبل مواجهة باتشوكا5 مناطق متأثرة اليوم بحرارة مرتفعة ورياح مغبرة وأمطار رعدية
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند مستوى 3326.39 دولار للأونصة، بعد أن سجل أمس الثلاثاء أدنى مستوى له في أكثر من أسبوعين، في تراجع أثار قلق المتعاملين الذين رأوا في الاتفاق السياسي بين إيران وإسرائيل سببًا مباشرًا في تقليص الإقبال على الذهب كأداة تحوط في أوقات التوتر.
أما العقود الآجلة للذهب في السوق الأميركية، فقد شهدت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 3340 دولارًا، وفقًا لبيانات صادرة عن وكالة "رويترز"، في سياق متصل، لا تزال تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، تلقي بظلالها على حركة المعادن النفيسة، حيث أشار في حديث له أمس إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في دفع معدلات التضخم إلى الارتفاع مجددًا خلال فصل الصيف المقبل.
وأوضح باول أن هذه المرحلة ستكون حاسمة عند اتخاذ قرار بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، وهو الأمر الذي تترقبه الأسواق المالية عن كثب، لما له من تأثير مباشر على حركة الدولار وأسعار الذهب.
ويُعرف الذهب بعلاقته العكسية مع الدولار، حيث يؤدي ضعف العملة الأميركية إلى تعزيز جاذبية الذهب بالنسبة للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى، وهو ما شهدناه جزئيًا في تعاملات اليوم، ويبدو أن حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، إلى جانب تباين التوقعات بشأن قرارات الفيدرالي الأميركي المقبلة، تدفع المستثمرين إلى توخي الحذر، مع ميل واضح لتقليص الانكشاف على الذهب في المدى القصير.
أما بالنسبة لباقي المعادن النفيسة، فقد سجلت الفضة في المعاملات الفورية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لتصل إلى 35.94 دولار للأونصة، في حين شهد البلاتين تراجعًا بنسبة 0.2% ليبلغ مستوى 1313.88 دولار، كما انخفض البلاديوم أيضًا ليسجل 1064.01 دولار للأونصة، وسط تعاملات اتسمت بالهدوء والترقب.
ومن المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في نطاق ضيق خلال الأيام القليلة المقبلة، مع ترقب الأسواق لأي بيانات اقتصادية جديدة قد تصدر من الولايات المتحدة، أو أي تطورات جيوسياسية مفاجئة تعيد الاهتمام بالذهب كملاذ آمن.
كما يُنتظر أن يكون لتقارير التضخم المرتقبة والبيانات الخاصة بسوق العمل الأميركي دور محوري في تحديد توجهات الأسعار للفترة المقبلة، سواء من حيث صعودها أو دخولها في موجة تصحيح جديدة.