تحذير طبي.. لا تخلط قهوتك مع هذه الأنواع من الأدوية.. والنتائج قد تكون خطيرة

 لا تخلط قهوتك مع هذه الأنواع من الأدوية
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

في الوقت الذي يعتبر فيه الكثيرون فنجان القهوة الصباحي عادة لا غنى عنها، يطلق الأطباء والمتخصصون تحذيرات متكررة حول خطورة دمج هذا المشروب المنبه مع بعض أنواع الأدوية الشائعة، التحذير قد يبدو مفاجئًا للبعض، لكنه يستند إلى أدلة علمية تشير إلى تفاعلات قد تكون ضارة بين القهوة وبعض العقاقير.

فالقهوة، رغم فوائدها المنشطة والمعززة للمزاج، تحتوي على مادة الكافيين التي تتفاعل مع الجهاز العصبي وتؤثر على امتصاص أو فاعلية بعض الأدوية، وهذا التفاعل قد لا يكون بسيطًا أو مؤقتًا كما يتخيل البعض، بل قد يؤدي إلى مضاعفات صحية تتراوح بين عدم فاعلية الدواء، أو حتى حدوث أعراض جانبية غير متوقعة.


إقرأ ايضاً:إعلان رسمي "هيئة العناية بالحرمين".. كسوة الكعبة من سبع خامات فاخرة| إليك التفاصيل!تحديث من "وزارة الموارد البشرية" رفع تدريجي لنسبة استقطاع التقاعد للموظفين الجديد..بداية من هذا الموعد!

عدد من الأطباء ينصحون بعدم شرب القهوة بالتزامن مع أدوية معينة، أبرزها أدوية القلب، والضغط، والمهدئات، والمضادات الحيوية، والمسكنات، إذ يمكن للكافيين أن يغيّر طريقة امتصاص هذه الأدوية داخل الجسم أو يتسبب في تضخيم تأثيرها بشكل مضر.

من أبرز الأمثلة على هذه التفاعلات ما يحدث مع أدوية "بيتا بلوكرز" التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم؛ بالكافيين قد يعاكس مفعول هذه الأدوية، ويؤدي إلى تسارع ضربات القلب بدلاً من تهدئتها، ما يجعل العلاج بلا جدوى، وربما يفاقم الحالة الصحية للمريض.

وللمفاجأة، فإن حتى أدوية شائعة المسكنات مثل الباراسيتامول (المعروف تجاريًا باسم بانادول وغيره) قد تتأثر عند تناولها مع القهوة، إذ تسرع القهوة امتصاص المادة الفعالة بشكل قد يؤدي إلى ضغط إضافي على الكبد ويزيد احتمالات التسمم في حال الاستخدام المتكرر أو الجرعات المرتفعة.

أما مرضى الاكتئاب الذين يعتمدون على مضادات من فئة SSRIs، فهؤلاء قد يعانون من تداخل غير محمود بين الكافيين وهذه الأدوية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الأرق أو نوبات القلق، وبالتالي التأثير سلبًا على الخطة العلاجية المتبعة وتحقيق نتائج عكسية.

المضادات الحيوية بدورها ليست بمنأى عن هذا التداخل؛ فبعضها مثل سيبروفلوكساسين قد يؤدي إلى تراكم الكافيين في الدم عند تناولهما معًا، مما يزيد من التوتر والارتباك لدى المريض، وقد يسبب خفقانًا وأرقًا حادًا، وهي أعراض قد تُفسر خطأ على أنها ناتجة من المرض الأساسي.

القهوة أيضًا قد تؤثر على امتصاص المكملات الغذائية، خاصة الحديد والكالسيوم وبعض فيتامينات "ب"، حيث تمنع امتصاصها الكامل في الجسم، وهو ما قد يؤثر على مرضى فقر الدم أو من يعانون من هشاشة العظام، دون أن يدركوا أن القهوة هي العامل الخفي خلف تدهور حالتهم.

ما لا يعرفه الكثيرون أن القهوة قد تغيّر أيضًا من طريقة استقلاب الأدوية في الكبد، فقد تبطئ من تكسير بعض الأدوية، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم، وبالتالي تضاعف تأثيرها أو ظهور آثار جانبية مفاجئة لم تكن مألوفة من قبل.

التحذير لا يعني بالضرورة التوقف التام عن القهوة، بل تنظيم توقيت تناولها بالنسبة للأدوية، فالأطباء يوصون بترك مسافة زمنية لا تقل عن ساعتين بين تناول القهوة وتناول الدواء، خاصة إذا كان من بين الأنواع الحساسة للتفاعل مع الكافيين.

وما يزيد من خطورة التداخل أن كثيرًا من المرضى يجهلون أن القهوة ليست هي المصدر الوحيد الكافيين، في المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وحتى بعض أنواع الشوكولاتة، تحتوي على نسب متفاوتة من هذه المادة المنبهة.

ينبغي أيضًا الانتباه إلى الأدوية التي تحتوي هي ذاتها على الكافيين ضمن تركيبتها، مثل بعض أدوية الزكام والبرد والمسكنات المركبة، حيث قد يؤدي الجمع بينها وبين فنجان قهوة إلى تجاوز الحد الآمن اليومي من الكافيين دون وعي.

هذه التفاعلات، وإن بدت في ظاهرها بسيطة أو نادرة، إلا أن تكرارها اليومي وتراكم آثارها بمرور الوقت قد يؤدي إلى مشكلات صحية معقدة، خصوصًا لدى كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة أو من يتناولون أكثر من دواء في اليوم الواحد.

لذلك، فإن الوعي بهذه التفاعلات والتعامل معها بجدية قد يُجنّب المريض الكثير من الأعراض الجانبية غير المفهومة أو النتائج غير المتوقعة للعلاج، وكل ما يتطلبه الأمر هو سؤال الطبيب أو الصيدلي عن التوقيت المناسب لتناول القهوة عند استخدام أي دواء.

وفي ظل غياب ثقافة "التداخل الغذائي الدوائي" لدى معظم الناس، يبقى دور التوعية الطبية حاسمًا في توجيه المرضى نحو سلوكيات صحية بسيطة، لكنها قد تُحدث فرقًا كبيرًا في استجابة أجسامهم للعلاج واستقرار حالتهم الصحية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية