مشهد نادر في سماء جدة.. ظاهرة "الإكليل الجوي" تزين السماء في ليلة صيفية مبهرة!

رُصدت في سماء مدينة جدة خلال الأيام الماضية ظاهرة جوية بصرية ساحرة تُعرف علميًا باسم "الإكليل الجوي"، حيث ظهرت حلقات ضوئية ملونة تحيط بقرص الشمس، في مشهد نادر يتزامن عادةً مع صفاء السماء ومرور السحب الرقيقة.
ولفتت هذه الظاهرة أنظار عدد من المهتمين بالطقس والظواهر الجوية، في حين وثقها المتخصصون باعتبارها واحدة من الظواهر التي تتطلب ظروفًا جوية مثالية لحدوثها ورؤيتها بوضوح.
إقرأ ايضاً:تمور المدينة تغزو الأسواق مبكرًا.. 58 صنفًا تنعش الأسواق مع بداية الحصادتحذير رسمي: الموارد البشرية تعلن عن غرامة عدم إنفاق معاض الضمان الاجتماعي على أسرة المستفيد
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن ما ظهر فوق جدة يُعد نموذجًا واضحًا لظاهرة الإكليل الجوي، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تتمثل في قرص الشمس محاطًا بحلقات ملونة بتدرج يشبه ألوان الطيف.
وتتشكل بفعل حيود الضوء عند مروره عبر قطرات الماء الدقيقة الموجودة في السحب الرقيقة، وهي قطرات ذات أحجام متقاربة تساهم في انحناء موجات الضوء حولها، ما يؤدي إلى تداخل الأطوال الموجية المختلفة مكوّنة تلك الحلقات البصرية الملونة.
وبيّن أبو زاهرة أن هذه الظاهرة تحدث داخل الغلاف الجوي للأرض، وهي تختلف كليًا من الناحية الفيزيائية عن الإكليل الشمسي الفيزيائي الذي لا يُرصد إلا خلال ظاهرة الكسوف الكلي للشمس، حيث ينكشف الهالة الخارجية للنجم.
وأضاف أن الإكليل الجوي يمكن أن يظهر في أشكال مختلفة، وقد تتسبب بعض العوامل الطبيعية الأخرى مثل غبار الطلع أو حبوب اللقاح خلال مواسم الإزهار في إنتاج حلقات مشابهة ولكنها أصغر حجمًا وأقل وضوحًا، وتظهر غالبًا بشكل بيضاوي مصحوب ببقع ضوئية لامعة.
وأكد أن تمييز الإكليل الجوي عن الظواهر الأخرى مثل الهالة الشمسية أو القوس الضوئي أمر مهم، حيث إن لكل منها خصائص بصرية وأسبابًا علمية مختلفة، فبينما تتشكل الهالة الشمسية بفعل بلورات الجليد في السحب المرتفعة جدًا، فإن الإكليل يعتمد على وجود قطرات ماء دقيقة وعلى حيود الضوء وليس انكساره، الأمر الذي يجعله ظاهرًا بشكل أدق وألوانه أكثر قربًا من قرص الشمس.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة ليست نادرة من حيث حدوثها فيزيائيًا، لكنها لا تُرصد كثيرًا بسبب ضعف التباين اللوني أحيانًا أو لانشغال الناس عن النظر المباشر للسماء، موضحًا أن وجود السحب الرقيقة التي تسمح بمرور الضوء مع التخفيف من حدته هو العامل المثالي لرؤية الإكليل بشكل واضح وآمن، دون الحاجة لاستخدام وسائل حماية العين التي تُستخدم عادة عند النظر المباشر إلى الشمس.
ويؤكد الخبراء أن ظاهرة الإكليل الجوي تقدم فرصة فريدة للتأمل في جماليات الطبيعة والفيزياء البصرية، كما تسلط الضوء على أهمية رصد ومتابعة الظواهر الجوية التي قد تمر دون ملاحظة رغم تكرارها في بعض الفصول.
كما يدعو المختصون إلى تعزيز وعي الجمهور بهذه الظواهر من خلال التصوير والرصد العلمي، لتوثيق لحظات نادرة من التفاعل بين ضوء الشمس والعناصر الدقيقة في الغلاف الجوي، والتي تشكل لوحات سماوية تبقى في الذاكرة.