"الذهب" يعلن ارتفاعه اليوم في المعاملات الفورية وسط تقلبات الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا طفيفًا في ظل توجه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن، وسط تصاعد المخاوف المتعلقة بتوسيع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مما دفع العديد منهم إلى تعزيز مراكزهم في المعادن الثمينة كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3371.30 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس تحسنًا طفيفًا بعد موجة من التقلبات التي شهدها المعدن النفيس خلال الأيام الماضية.
إقرأ ايضاً:الشؤون الإسلامية لضيوف الرحمن تقدم خدمة غير مسبوقة لضيوف الرحمن.. "بـ51 لغة"خريطة ملكية الأندية السعودية "تتغير بالكامل".. تسريبات تكشف عن "تحول تاريخي" في إدارة الكبار
وفي الوقت ذاته، استقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب عند مستوى 3387.20 دولارًا للأوقية، مع تمسك الأسواق بهذه المستويات في انتظار مزيد من المؤشرات الاقتصادية والسياسية التي قد توجه مسار الأسعار في الفترة المقبلة.
وكانت التوترات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط العامل الأبرز وراء هذا الارتفاع الطفيف، حيث يلجأ المستثمرون عادةً إلى الذهب كأداة تحوط من المخاطر عند اندلاع أزمات جيوسياسية، وتعمل هذه الأزمات على تعزيز الطلب على الذهب، نظرًا لطبيعته كأصل آمن في أوقات الاضطرابات العالمية، مما يدعم السعر ويرفعه.
وفي سياق المعادن النفيسة الأخرى، شهدت الفضة هي الأخرى ارتفاعًا بنسبة 0.1% في المعاملات الفورية، حيث بلغ سعر الأوقية 36.03 دولارًا، ويُعزى هذا الصعود إلى تأثير الذهب نفسه، حيث يتبع المستثمرون عادةً تحركات الذهب في قراراتهم الاستثمارية بالنسبة للفضة.
على الجانب الآخر، شهد البلاتين تراجعًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 1260.78 دولارًا للأوقية، فيما انخفض البلاديوم بنسبة 0.1% إلى 1043 دولارًا للأوقية، ويعكس هذا التراجع حالة من التذبذب التي تؤثر على سوق المعادن الثمينة، والتي قد تكون نتيجة لعوامل العرض والطلب الخاصة بكل معدن، إضافة إلى تأثيرات اقتصادية عامة مثل تحركات الدولار الأمريكي وأسعار الفائدة العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار المعادن الثمينة عمومًا تتأثر بشكل كبير بالأحداث السياسية والاقتصادية، إلى جانب التحولات في سياسات البنوك المركزية، وخصوصًا البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يمكن أن تؤدي تغيرات أسعار الفائدة إلى تقلبات حادة في أسعار الذهب والمعادن الأخرى، نظرًا لتأثيرها على تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عوائد مباشرة مثل الذهب.
وبينما لا يزال المستثمرون يراقبون عن كثب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية العالمية، من المتوقع أن تستمر حالة التقلب في سوق الذهب والمعادن النفيسة الأخرى في الأيام المقبلة، مع احتمالية ارتفاع الطلب على الأصول الآمنة إذا تفاقمت المخاوف الجيوسياسية.
في النهاية، يبقى الذهب من أكثر الأصول التي يعتمد عليها المستثمرون كدرع ضد المخاطر، خاصة في ظل الأجواء العالمية المتوترة، ما يدفع إلى توقعات بأن الأسعار قد تحافظ على مستوياتها الحالية أو تتجه نحو مزيد من الارتفاع إذا استمرت الأزمات في تعميق حالة عدم الاستقرار.