لم يعد مجرد شرف.. لماذا أصبح الفوز في مباراة واحدة بمونديال الأندية أهم من بعض البطولات القارية؟

تشهد بطولة كأس العالم للأندية تطورًا ملحوظًا على كافة الأصعدة، ليس فقط من حيث التنافس الكروي بل أيضًا في الجانب المالي، حيث باتت المكافآت التي يحصل عليها كل فريق مذهلة بكل المقاييس، ما يعكس القيمة التسويقية المتصاعدة للبطولة تحت مظلة "فيفا".
في نسختها الموسعة المقبلة بمشاركة 32 فريقًا صيف 2025، أعلنت "فيفا" عن جوائز مالية غير مسبوقة تهدف إلى رفع الحوافز للفرق المشاركة، وتُشبه إلى حد كبير الجوائز المرصودة في البطولات القارية الكبرى، بل وتتفوق على بعضها من حيث العائد على الانتصارات.
إقرأ ايضاً:"لوران بلان في ورطة".. بيشكتاش يهدد بضم فابينيو من الاتحاد في الصيفهل "هرب" إنزاجي من أوروبا؟ الصحافة الإيطالية تثير الجدل حول الأسباب الحقيقية لانتقاله للهلال
بحسب التقارير الرسمية، سيحصل كل فريق مشارك في البطولة على 2 مليون دولار على الأقل كمكافأة تأهل، فيما تتصاعد المكافآت تدريجيًا حسب التقدم في الأدوار وعدد الانتصارات، ليصل مجموع الجوائز الإجمالية إلى 2،5 مليار دولار توزع على الفرق.
لكن المفاجأة الأبرز تكمن في الجوائز المرتبطة بالفوز في كل مباراة، إذ سيحصل الفريق على نحو 300 ألف إلى 500 ألف دولار عن كل انتصار في دور المجموعات، ما يمنح الأندية دافعًا أكبر للعب من أجل الفوز وليس الاكتفاء بالتأهل أو التعادل.
أما في الأدوار الإقصائية، فإن كل فوز يمكن أن يدر على الفريق أكثر من 1،5 مليون دولار، بينما سيحصل وصيف البطولة على ما يقارب 20 مليون دولار، في حين سيحصد البطل ما لا يقل عن 50 مليون دولار، وهو رقم يعادل ما تحصل عليه بعض الأندية عند التتويج بدوري أبطال أوروبا.
هذه الأرقام جعلت الأندية الأوروبية واللاتينية تتعامل مع البطولة بجدية أكبر، لا سيما وأن الحافز المالي لم يعد هامشيًا، بل أصبح مؤثرًا في ميزانيات الأندية، خاصة تلك التي تعاني من أزمات مالية أو تسعى لزيادة إيراداتها.
الأندية الآسيوية والأفريقية كذلك ستكون على موعد مع فرص اقتصادية فريدة، إذ أن الفوز في مباراة واحدة فقط قد يغطي نفقات موسم كامل في بعض الحالات، ما يمنح الفرق حافزًا تاريخيًا لتمثيل القارات بصورة مشرفة.
في ظل هذه الجوائز، بات التنافس لا يقتصر على شرف التتويج العالمي، بل دخل المال بقوة كلاعب أساسي، قادر على تغيير موازين القوى في القارة وخارجها، خصوصًا في ظل تزايد عدد المستثمرين في كرة القدم العالمية.
وتستفيد البطولة من الزخم الإعلامي الضخم، والرعاة العالميين الذين يتهافتون للدخول في شراكة مع "فيفا"، مما جعل من مكافآت كل فوز في البطولة لا تقل أهمية عن عوائد عقود البث وحقوق الإعلانات.
التوسع في عدد الفرق يعني أيضًا مباريات أكثر، وبالتالي فرص أكبر لتحقيق مكاسب مالية من كل فوز، وهذا ما يجعل بعض الفرق تخطط لبلوغ الأدوار النهائية ليس فقط طمعًا في المجد، بل في حصة الأسد من الكعكة المالية.
ومع دخول أندية من الخليج مثل الهلال والنصر والاتحاد، تصبح البطولة فرصة استثمارية على أعلى مستوى، إذ إن الفوز الواحد يعزز الميزانية ويوسع نطاق الطموحات على كافة الجبهات، بما في ذلك صفقات اللاعبين ورعاية القمصان.
المعطى المالي هنا يتعدى حدود المكافأة، ليصل إلى القيمة السوقية للنادي، حيث يرتفع تقييم النادي الفائز في كل مباراة، خاصة إذا كانت أمام خصوم كبار مثل ريال مدريد أو مانشستر سيتي.
الخبراء يعتبرون أن مكافآت الفوز في مونديال الأندية تحولت إلى وسيلة مباشرة لدعم خطط الاستدامة المالية في الأندية، لا سيما في ظل قواعد اللعب المالي النظيف المفروضة من قبل الفيفا والاتحاد القاري.
حتى المشجع بات يُدرك أن الفوز في كل مباراة لا يعني فقط ثلاث نقاط، بل عشرات الآلاف من الدولارات لناديه، ما يرفع من حجم الحماس الجماهيري والمتابعة للبطولة حتى في مراحلها الأولى.
تُعد بطولة كأس العالم للأندية الآن أكثر من مجرد مسابقة رياضية، بل منصة اقتصادية تُغيّر حياة أندية وتعيد رسم خريطة التوازنات الكروية حول العالم، وفي قلب كل ذلك: مكافأة الفوز الواحدة التي أصبحت "كنزًا" بكل معنى الكلمة.