"الربيعة واللونة".. تعرف على كنوز ينبع التي يتهافت عليها المشترون في المزاد السنوي

مزاد الرطب في ينبع
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

في مشهد سنوي متجدد ينبض بالحياة والنكهة المحلية، انطلقت فعاليات مزاد الرطب في محافظة ينبع، وسط إقبال واسع من المزارعين والتجار والسكان، الذين توافدوا منذ الصباح الباكر إلى ساحة المزاد لمتابعة عروض الرطب الطازج بمختلف أنواعه.

ويمثل هذا المزاد الموسمي أحد أبرز الفعاليات الزراعية التي تعتمد عليها محافظة ينبع لدعم الاقتصاد المحلي، كونه يشكّل نافذة تسويقية رئيسية للمنتج المحلي، وملتقى مهماً يعكس روح التعاون بين المجتمع الزراعي والتجاري.
إقرأ ايضاً:ابدأ مسيرتك في الطيران: برنامج خدمات الملاحة الجوية الجديد يفتح الأبوابلم يعد مجرد طريق.. هيئة الطرق تكشف عن مشروع جديد بمعايير سلامة وهندسة غير مسبوقة

ويحرص المزارعون في ينبع على الاستعداد المبكر لهذا الموسم، من خلال جني الرطب في ذروة نضوجه، وتهيئته للعرض بطريقة جاذبة تبرز جمال المحصول وجودته، ما يسهم في رفع أسعاره وزيادة الإقبال عليه.

وتُعد محافظة ينبع من أبرز مناطق زراعة النخيل غرب المملكة، حيث تحتضن أراضيها الزراعية أنواعاً متميزة من الرطب، يأتي في مقدمتها "الربيعة" و"اللونة" و"الشيشي"، والتي تلقى إقبالًا واسعًا نظرًا لجودتها وخصائصها الغذائية.

المزاد، الذي يستمر طيلة أسابيع موسم الرطب، يُقام في ساحة مخصصة مجهّزة بمرافق خدمية وتنظيمية، تتيح للمزارعين عرض منتجاتهم بسلاسة، وتوفر للمتسوقين بيئة مناسبة للشراء والتذوق والتفاعل مع النخلة ومنتجها المبارك.

وشهدت الأيام الأولى من المزاد حركة تداول نشطة، حيث سجّلت بعض الأصناف أسعارًا مرتفعة بفضل التنافس بين المشترين، وسط مؤشرات تؤكد زيادة الطلب هذا العام مقارنة بالمواسم الماضية.

وأكد عدد من المزارعين أن التحول إلى الطرق الزراعية الحديثة، مثل الري بالتنقيط واستخدام السماد العضوي، ساهم بشكل مباشر في تحسين جودة الثمار، وتقليل الفاقد، ورفع قدرة النخيل على الإنتاج خلال المواسم المتعاقبة.

كما أبدى المشترون ارتياحهم من التنظيم وسهولة الوصول إلى المزاد، مشيدين بتنوع الرطب المعروض وحرص المزارعين على تقديم نماذج تعبئة مرتبة تعكس مهنية عالية، ما يعكس تطور ثقافة التسويق الزراعي في المنطقة.

ويتجاوز المزاد البعد التجاري ليحمل طابعًا اجتماعيًا وثقافيًا، حيث يتحول المكان إلى مزار يومي لسكان ينبع وزوارها، ويُعتبر مناسبة سنوية تنتظرها الأسر، خاصة مع مشاركة الأسر المنتجة التي تعرض صناعات منزلية تعتمد على التمور.

وتتنوع المنتجات المصاحبة للمزاد بين الدبس، والمعمول، وقهوة التمر، والمكسرات المحلية، ما يحوّل الساحة إلى سوق متكامل يجمع بين الزراعة والصناعة التقليدية والضيافة الشعبية.

من جهة أخرى، تنفذ الجهات المختصة بالتزامن مع المزاد برامج تثقيفية وورش عمل تدريبية، تُعنى بتطوير أداء المزارعين وتعزيز وعيهم بأساليب التعبئة الحديثة، وأهمية النظافة الزراعية، وإدارة سلاسل التوريد، لرفع القيمة السوقية للرطب المحلي.

وتُعد هذه البرامج جزءًا من مبادرة أوسع تهدف لرفع مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي، وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل الزراعي وتبنّي الحلول التقنية الحديثة.

كما تسعى الجمعيات التعاونية الزراعية في ينبع إلى إيجاد قنوات تصدير للرطب المحلي إلى الأسواق الخليجية، من خلال إعداد نماذج تصدير وتجهيز منشآت تعبئة بمعايير جودة تتماشى مع المواصفات العالمية.

ويتوقع مراقبون أن يحقق المزاد هذا العام أرقامًا قياسية من حيث حجم المبيعات وعدد الزوار، مدفوعًا بتحسن جودة المحصول وارتفاع الطلب، فضلًا عن العوامل التسويقية التي أسهمت في تنشيط المزاد بشكل لافت.

ويمثل مزاد الرطب في ينبع مثالًا حيًا على تفعيل الاقتصاد المحلي ودعم المزارع الصغير، وإبراز قدرات المجتمعات الريفية في إنتاج وتسويق منتجات ذات طابع أصيل وجودة عالية، ما ينسجم مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تمكين المناطق الزراعية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية