انتبه إذا كنت من سالكي هذا الطريق.. إغلاق جزئي وتعليمات جديدة للسائقين
بدأت الجهات المعنية في منطقة عسير تنفيذ إغلاق جزئي لعقبة الجعدة، وهي من العقبات الحيوية التي تربط بين مناطق داخلية في المنطقة، وذلك ضمن خطة صيانة دورية تستهدف تعزيز السلامة العامة على الطرق الجبلية شديدة الانحدار.
ويأتي هذا الإجراء في وقت تشهد فيه الطرق الجبلية بمنطقة عسير ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الحركة، سواء من السكان المحليين أو الزوار، ما يضع ضغطًا متزايدًا على البنية التحتية ويتطلب تدخلاً فوريًا لضمان عدم تعرض مستخدمي الطريق لأي مخاطر محتملة.
إقرأ ايضاً:لأنهم أبطال حقيقيون.. تكريم مؤثر لمتبرعين بالدم أنقذوا عشرات الأرواح في الباحة!هل تتكرر الإساءة؟.. الأنظار تتجه نحو المباريات القادمة للأخضر بعد أزمة "كرة لفظ الجلالة"
وبحسب ما أعلنته الجهات المختصة، فإن الإغلاق سيشمل أجزاء محددة من العقبة فقط، ولن يكون كليًا، في محاولة لتقليل تأثير الصيانة على الحركة المرورية وتفادي أي اضطرابات حادة في التنقل بين القرى والبلدات المرتبطة بالعقبة.
وأوضح مسؤولو النقل في عسير أن أعمال الصيانة تتضمن معالجة التشققات والانهيارات الجزئية التي رُصدت مؤخرًا في بعض النقاط الحيوية، بالإضافة إلى تحسين عناصر السلامة مثل الحواجز الخرسانية والعلامات التحذيرية، والتي تعد ضرورية في الطرق الجبلية الملتوية.
وأشار البيان إلى أن الجدول الزمني لأعمال الصيانة قد تم وضعه بعناية، بحيث يتم تنفيذ الأعمال خلال ساعات معينة لتجنب أوقات الذروة، مما يسمح باستمرار حركة المرور في الاتجاهين بمرونة نسبية رغم محدودية بعض المسارات.
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوسع تبذلها إمارة عسير لتحسين جودة البنية التحتية في المناطق الجبلية، والتي غالبًا ما تتأثر بعوامل الطقس القاسية والانحدارات الحادة، ما يستدعي تدخلات دورية للحفاظ على صلاحية الطرق.
ويعد طريق عقبة الجعدة من الطرق الإستراتيجية التي يعتمد عليها عدد كبير من سكان المنطقة في تنقلاتهم اليومية، كونه يختصر المسافة بين مناطق مرتفعة وأخرى منخفضة، ويُستخدم كذلك في نقل البضائع والخدمات.
ولم تخفِ الجهات الرسمية مخاوفها من التأثيرات السلبية لأي تأخير في تنفيذ الصيانة، إذ شددت على أن أي تأجيل قد يعرض الأرواح للخطر، خصوصًا في ظل التوقعات الجوية التي تشير إلى أمطار صيفية قد تؤدي إلى انجرافات ترابية أو انزلاقات صخرية مفاجئة.
من جهتهم، أبدى عدد من أهالي المنطقة تفهمهم للإغلاق الجزئي، مؤكدين أن سلامة المسافرين أهم من سرعة التنقل، وإن كانت هذه الأعمال قد تعني بعض التأخير المؤقت، فإنها تُعد خطوة استباقية مطلوبة.
وعبّر بعض السكان في تصريحات محلية عن أملهم في أن يتم الانتهاء من أعمال الصيانة في الوقت المحدد، دون تمديد غير متوقع، ودعوا إلى تحسين طرق بديلة يمكن الاعتماد عليها في أوقات الإغلاق لتقليل التأثير على حركة التنقل اليومية.
وفي السياق ذاته، دعت إدارة المرور جميع السائقين إلى توخي الحذر عند المرور بالعقبة، واتباع التعليمات الإرشادية على الطريق، مشددة على أهمية خفض السرعة خاصة في المناطق التي تخضع للصيانة.
وتجدر الإشارة إلى أن عقبة الجعدة شهدت في السنوات الماضية أكثر من حالة انزلاق جزئي وتدفق صخري، مما دفع الجهات المعنية إلى إعادة تقييم بنيتها الهندسية بشكل دوري ووضع حلول تقنية متقدمة للتعامل مع الطبيعة الجغرافية الصعبة.
وتُعد أعمال الصيانة الحالية جزءًا من خطة تنموية طويلة الأمد تستهدف رفع كفاءة شبكة الطرق الجبلية في عسير، والتي تُعد شريانًا حيويًا للتنمية السياحية والاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
في الوقت ذاته، تعمل السلطات على استخدام تقنيات مراقبة حديثة، مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار، لمتابعة التغيرات البيئية على امتداد العقبة والتدخل الفوري عند رصد أي مؤشرات خطر تستدعي التحرك.
ويرى مراقبون أن تجربة إغلاق عقبة الجعدة مؤقتًا ستكون نموذجًا لما يمكن أن تتبعه الجهات المعنية في مناطق جبلية أخرى، حيث أصبح من الضروري التوفيق بين متطلبات السلامة وسلاسة الحركة المرورية دون أن يكون أحدهما على حساب الآخر.