هل تتكرر الإساءة؟.. الأنظار تتجه نحو المباريات القادمة للأخضر بعد أزمة "كرة لفظ الجلالة"

هل تتكرر الإساءة؟.. الأنظار تتجه نحو المباريات القادمة للأخضر بعد أزمة
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

في مشهد أثار جدلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، تفجّرت أزمة عقب مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الهايتي في بطولة كأس الكونكاكاف 2025، وذلك بعد تداول لقطات تُظهر كرةً تحمل علم المملكة العربية السعودية، الذي يتضمن لفظ الجلالة "الله"، وهو ما اعتبره كثيرون أمرًا غير مقبول من الناحية الدينية والأخلاقية.

الكرة المثيرة للجدل ظهرت تحديدًا في مشهد دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب، حيث بدت مزينة بأعلام المنتخبات المشاركة، من بينها العلم السعودي، إلا أن إدراج شعار المملكة وما يحويه من لفظ الجلالة على كرة يُركَل ويُضرب بالأقدام أشعل موجة من الاستياء، واعتُبر نوعًا من الإساءة الدينية غير المقبولة.
إقرأ ايضاً:ليس ما تظنون: رينارد يفجر مفاجأة بشأن غياب مجرشي عن مباراة هايتيالميركاتو يُشعلها: النصر يُحاول خطف " صخرة بلجيكية" من رين الفرنسي

سرعان ما تحوّل الموقف إلى محور نقاش واسع، لا سيما بين الجماهير السعودية والخليجية، التي رأت في ذلك إهمالًا لقيمة رمزية ودينية عظيمة، وطالب عدد كبير من المتابعين الجهات المنظمة للبطولة بتقديم اعتذار رسمي وتوضيح عاجل لما حدث، مع التأكيد على ضرورة احترام الخصوصية الدينية للدول المشاركة.

خرجت توضيحات عاجلة من الإعلام السعودي عبر القنوات الرسمية، منها قناة "السعودية الرياضية"، التي نفت أن تكون هذه الكرة هي المعتمدة للمباراة، وأكد المذيعون والمحللون أن الكرة المشار إليها كانت جزءًا من مشهد دعائي فقط خلال العرض الاستعراضي قبيل انطلاق اللقاء، ولا علاقة لها بالكرة الرسمية المعتمدة من اللجنة المنظمة.

الإعلامي نواف العقيل، أحد المرافقين الرسميين لبعثة المنتخب السعودي في البطولة، سارع أيضًا إلى طمأنة الجماهير عبر منشور على منصة "إكس"، موضحًا أن الكرة التي تحمل العلم السعودي لم يتم اللعب بها داخل أرضية الملعب، مؤكدًا أن الكرة المستخدمة فعليًا خلال المباراة لا تحتوي على أي شعار ديني أو وطني.

على الرغم من التطمينات، واصلت بعض الحسابات إثارة الموضوع، معتبرة أن ظهور العلم السعودي على أي كرة – سواء استخدمت أم لا – يُعد تقصيرًا من الجهة المنظمة، التي كان من الواجب عليها أخذ هذه الخصوصية في الاعتبار، لا سيما وأنه تم تحذيرها في مناسبات سابقة من هذه الإشكالات.

الموقف أحيا نقاشًا قديمًا يعود بطولات ومباريات سابقة تم فيها استبعاد إدراج العلم السعودي في منتجات رياضية تُستَخدم بالأقدام، احترامًا لرمزية كلمة التوحيد الموجودة على العلم، وهذا ما دفع في مرات سابقة إلى إصدار تعاميم رسمية بعدم طباعة علم السعودية على أي مواد استهلاكية أو أدوات قابلة للرمي أو الإهانة.

عدد من المتابعين طالب بضرورة تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم للتواصل مع اللجنة المنظمة للبطولة من أجل فتح تحقيق، وضمان عدم تكرار هذه الحادثة في المباريات القادمة، مشددين على أهمية احترام الرموز الوطنية والدينية في الفعاليات الدولية، مهما كانت طبيعتها.

من جهته، لم يصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي من قبل اتحاد الكونكاكاف يوضح الملابسات أو يعتذر عن الخطأ، ما أبقى المساحة مفتوحة أمام التكهنات والانتقادات، لا سيما أن البطولة تحظى بتغطية إعلامية واسعة ومتابعة جماهيرية كبيرة في السعودية.

بعض الأصوات الإعلامية المحايدة رأت أن الحادثة قد تكون غير مقصودة تمامًا، وجاءت ضمن سياق تصميم ترويجي عام شمل أعلام جميع الفرق، دون تدقيق في ما قد يمثله كل علم من رمزية أو حساسية، إلا أن ذلك، من وجهة نظرهم، لا يعفي المنظمين من المسؤولية الأخلاقية والمهنية.

في المجمل، سلطت هذه الحادثة الضوء مجددًا على أهمية مراعاة الرموز الدينية والثقافية عند تنظيم فعاليات رياضية تشمل فرقًا من مختلف دول العالم، خصوصًا أن السياق الرياضي لا يجب أن يتعارض مع القيم والمعتقدات الراسخة للمجتمعات المشاركة.

وتبقى أعين السعوديين والعرب متجهة إلى المباريات القادمة، مترقبة ألا تتكرر مثل هذه التفاصيل، وأن تكون هناك رقابة أكثر حرصًا ووعيًا، تحفظ الرموز وتصون القيم في المحافل الدولية التي يفترض أن تجمع الشعوب لا أن تثير حساسيتها.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية