الحلم يقترب.. هل تكون نسخة 2025 هي لحظة تتويج الهلال بلقب كأس العالم للأندية؟

شَهِدَت بطولات كأس العالم للأندية على مدار تاريخها لحظات كروية لا تُنسى، حفرتها الأندية العالمية بأحرف من ذهب، سواء عبر تسجيل نتائج مذهلة أو أداء استثنائي يبقى في ذاكرة الجماهير، ومن بين هذه اللحظات، لم تغب بصمة الأندية العربية، خصوصًا مع الحضور اللافت لنادي الهلال السعودي، الذي سجّل اسمه في صفحات المجد.
الهلال الذي بات أحد أكثر الأندية العربية حضورًا في المحافل الدولية، لم يكن مجرد مشارك في بطولات كأس العالم للأندية، بل كان نِدًّا قويًّا لعمالقة اللعبة، وتمكن من تحقيق انتصارات لافتة تجاوزت التوقعات، رافعًا سقف طموحات الكرة الآسيوية والعربية على حد سواء.
إقرأ ايضاً:بقيادة الدكتور حسين المبارك.. قصة نجاح مذهلة في مستشفى الحبيب لإنقاذ مريض من "موت محقق"تغييرات مفاجئة في الأجواء السعودية.. الأرصاد تكشف عن أخطر فترات اليوم وتوصي بعدم الخروج نهائيًا
المثير في مشوار البطولة أن بعض الانتصارات التي تحققت، لم تكن مجرد نتائج عادية بل كانت بمثابة رسائل كروية للعالم بأن الفجوة بين القارات بدأت تضيق، وأن كرة القدم لم تعد حكرًا على القارة الأوروبية أو أمريكا الجنوبية، بل إن الفرق العربية باتت تُجيد فرض أسلوبها وصناعتها للدهشة.
وتُعد مباراة الأهلي المصري أمام الهلال في نسخة 2005 من أبرز الأمثلة على الصدام العربي المثير، حيث انتهت بفوز الفريق المصري بثنائية نظيفة، لتؤكد أن التنافس بين أبناء الوطن العربي في هذا المحفل لا يقل إثارة عن مواجهاتهم القارية،
أما عن النتائج القياسية، فتبقى مباراة مانشستر يونايتد ضد وايتاكيري النيوزيلندي في نسخة 2008 واحدة من الانتصارات الكاسحة، حين أمطر الشياطين الحمر شباك خصمهم بخماسية بيضاء، بينما دوّن ريال مدريد اسمه في نسخة 2018 بانتصار صريح على كاشيما أنتلرز بثلاثية حملت توقيع بطل أوروبا،
في المقابل، شهدت نسخة 2023 إحدى أكثر اللحظات التي علقت في أذهان المتابعين العرب، عندما تمكن الهلال من تحقيق فوز مثير على فلامنغو البرازيلي في نصف النهائي بنتيجة 3-2، في مباراة وصفت بأنها ملحمة كروية، لم يكن الانتصار فيها مجرد عبور بل كان إعلانًا عن قوة لا يستهان بها.
وإذا ما عدنا بالزمن إلى الوراء، سنجد أن فريق برشلونة الإسباني كان من أبرز من حققوا انتصارات عريضة، لا سيما فوزه في نهائي 2015 على ريفر بليت بثلاثية نظيفة، حيث فرض أسلوبه وأبهر العالم بكتيبته التي ضمت ميسي ونيمار وسواريز.
وفي نسخة 2000، التي كانت النسخة الافتتاحية، برز نادي كورينثيانز البرازيلي كأول من رفع الكأس، ولكنه أيضًا حقق نتائج كبيرة خلال مشواره، ومنح البطولة زخمًا جماهيريًا عزز من قيمتها.
الهلال الذي تدرج حضوره من دور التمهيديات حتى النهائيات، خاض مواجهات من العيار الثقيل، تمكن في إحداها من سحق فريق الجزيرة الإماراتي بنتيجة 6-1 في نسخة 2022، ليكون ذلك أحد أكبر الانتصارات في تاريخ البطولة على الإطلاق، ومنح الفريق دفعة هائلة نحو الصعود إلى النهائي.
ورغم أن اللقب لا يزال غائبًا عن خزائن الأندية العربية، فإن المشاركة المتكررة للأهلي المصري والهلال السعودي تحديدًا، منحت البطولة طابعًا مختلفًا، حيث أظهرت أن الطموح العربي مشروع، وأن الأندية قادرة على صنع الفارق متى توفرت لها أدوات المنافسة.
ولا يمكن الحديث عن الانتصارات العريضة دون الإشارة إلى سحق بايرن ميونيخ للأهلي المصري في نصف نهائي 2020 بهدفين نظيفين، وهي نتيجة متواضعة قياسًا بأداء بطل أوروبا، لكنها تُعد دلالة على تقلص الفجوة بين القوى الكروية.
كما لا يُنسى فوز الرجاء المغربي على أتلتيكو مينيرو في نسخة 2013، في مباراة مجنونة انتهت بثلاثة أهداف لهدف، حين أبهر بطل المغرب القارة اللاتينية بأداء راقٍ، ووصل إلى النهائي في مفاجأة مدوية.
الهلال لم يكن الوحيد في سجل الشرف العربي، فقد كتب الاتحاد السعودي أيضًا اسمه في تاريخ البطولة حين شارك في نسخة 2005 وحقق أداء مشرفًا، أكد من خلاله أن الكرة السعودية تمتلك الجاهزية لخوض معترك الأندية الكبرى.
لكن تبقى الحقيقة أن البطولة، رغم صعوبتها، تحمل وعودًا قادمة، خصوصًا مع التوسع الكبير المرتقب في نسخة 2025، والذي سيمنح أندية عربية جديدة فرصة للظهور وإعادة كتابة سيناريوهات المجد، في انتظار مفاجآت جديدة قد تغير قواعد اللعبة.
وفي هذا السياق، يُنتظر أن يكون الهلال أحد أبرز المرشحين لتحقيق مفاجآت جديدة في النسخة القادمة، مستندًا على تجربة ناضجة وخبرة متراكمة، ربما تُقربه من الحلم المنتظر: معانقة الكأس العالمية.