خطوة نحو التمكين الأكاديمي لذوي الإعاقة في الجامعات السعودية
كشفت هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة عن مبادرة تعليمية جديدة تهدف إلى دمج قضايا الإعاقة في المسارات الأكاديمية السعودية، وذلك من خلال مقترح لاستحداث مقرر جامعي متخصص في هذا المجال، وقد حظي المقترح بتأييد واسع من قبل 11 جامعة سعودية، في خطوة تعزز من وعي المجتمع الجامعي وتدعم الجهود الوطنية نحو الشمولية التعليمية
وتصدرت جامعة الأميرة نورة المبادرة عبر إعداد دراسة متكاملة لتقييم وإرساء أسس المقرر، فيما تولت جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز مهمة إعداد التوصيف الأكاديمي التفصيلي للمحتوى المقترح، بينما رحّبت باقي الجامعات بالفكرة، مع إبداء رغبتها في طرح المقرر بصيغة اختيارية تناسب توجهاتها الداخلية، ليتم تطبيقه بعد اكتمال جميع مراحله التنظيمية والعلمية
إقرأ ايضاً:بعد أمر ملكي.. إنفاذ القصاص في 3 جناة سعوا في الأرض فساداًتنبيه من "الطرق السعودية".. إغلاق جزئي لطريق رئيسي وتوجيهات جديدة للسائقين
يأتي هذا المقترح في وقت تشير فيه الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الطلاب والطالبات من ذوي الإعاقة في الجامعات والكليات السعودية بلغ 6229 طالبًا وطالبة خلال العام الأكاديمي 2023-2024، منهم 548 طالبًا وطالبة في مؤسسات التعليم العالي الأهلية، ما يعكس حضورًا لافتًا لهذه الفئة في التعليم الجامعي يستدعي تعزيز برامج الدعم والمحتوى الأكاديمي المتخصص
وبحسب التقرير الصادر عن الهيئة، فإن عدد خريجي هذا العام من الطلاب ذوي الإعاقة بلغ 30 طالبًا وطالبة فقط، وهو رقم يكشف عن تحديات مستمرة في التمكين الأكاديمي والتخرج، رغم الالتحاق المتزايد، كما أشار التقرير إلى أن عدد الموظفين من ذوي الإعاقة في القطاع الأكاديمي لم يتجاوز 20 شخصًا، مما يعزز من أهمية دمج قضايا الإعاقة ليس فقط في التعليم بل أيضًا في فرص التوظيف داخل المؤسسات التعليمية
يعكس هذا التوجه الجديد رغبة حقيقية في إحداث نقلة نوعية نحو تعليم أكثر شمولًا ومرونة، حيث يمثل استحداث هذا المقرر خطوة استراتيجية نحو ترسيخ ثقافة الوعي والإدماج، ويفتح الباب أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لفهم أعمق لتحديات ذوي الإعاقة وسبل تمكينهم أكاديميًا ومهنيًا، بما يواكب أهداف رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الحياة وتمكين الفئات المختلفة في المجتمع