وزارة الزراعة تؤكد.. البيوت المحمية تُقدم حلًا بيئياً لإنتاج غذاء آمن "نهاية المبيدات؟"

أكد المهندس الزراعي محمد الرشيد، الخبير في إدارة البيوت المحمية، أن هذه التقنية المبتكرة تُمثل الحل الأمثل للزراعة المستدامة في المملكة، حيث تفتح آفاقاً واسعة لإنتاج المحاصيل الزراعية على مدار العام، مع تحقيق توفير هائل في استهلاك المياه قد يصل إلى 60%، بفضل اعتماد أنظمة ري متطورة كالري بالتنقيط.
ويُشير الرشيد إلى أن الأهمية المحورية للبيوت المحمية تكمن في قدرتها على حماية النباتات من الآفات والأمراض المدمرة، وذلك من خلال استخدام نظام المكافحة الحيوية، الذي يعتمد على إدخال حشرات نافعة تتغذى على الحشرات الضارة، مما يُقلل بشكل كبير من الحاجة للمبيدات الكيميائية.
إقرأ ايضاً:غدا.. المرور يطرح مزاد اللوحات الإلكترونية المميزة عبر أبشر رغم تتويجهما بالدوري: السر وراء غياب برشلونة وليفربول عن كأس العالم للأندية
هذا النهج لا يُساهم فقط في إنتاج غذاء أكثر أمانًا وصحة، بل يُساعد أيضًا على خلق توازن بيئي دقيق داخل المنشأة الزراعية، مما يُعزز من صحة التربة والنباتات على المدى الطويل، ويُقلل من البصمة البيئية للزراعة.
وقد أبرز الرشيد تجربة رائدة ومبتكرة في استخدام النحل الطنان لتلقيح بعض أنواع الخضروات داخل البيوت المحمية، وهي طريقة طبيعية وفعالة أسهمت في تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية بشكل أكبر.
هذه التقنية الحديثة لم تُقلل من استخدام المبيدات فحسب، بل ساهمت أيضاً في رفع جودة الإنتاج ليُصبح غذاءً آمناً وخالياً من متبقيات المبيدات، وبالتالي يُلبي متطلبات السوق والمستهلكين بأعلى المواصفات والمعايير الصحية العالمية.
وعرّف المهندس الرشيد البيوت المحمية بأنها منشآت زراعية مُغلقة أو شبه مُغلقة، تُتيح التحكم الكامل في البيئة الداخلية للزراعة، بهدف زيادة الإنتاجية بشكل كبير وحماية المحاصيل من الظروف الجوية القاسية والآفات التي قد تُدمر المحاصيل التقليدية.
وأشار إلى تنوع أنواع البيوت المحمية، ومنها البيوت البلاستيكية والزجاجية، التي تتميز كل منها بقدرتها العالية على ضبط المناخ الداخلي، من درجة حرارة ورطوبة وإضاءة، لتوفير البيئة المثالية لنمو النباتات على مدار الفصول الأربعة.
وأكد الرشيد أن محصولي الطماطم والخيار يُشكلان حوالي 80% من إجمالي المحاصيل المزروعة في البيوت المحمية على مستوى العالم، وذلك نظراً لقيمتهما السوقية العالية وإنتاجيتهما الكبيرة التي تُساهم في تحقيق عوائد اقتصادية مجزية للمزارعين.
إلى جانب الطماطم والخيار، تُزدهر أيضاً محاصيل أخرى داخل البيوت المحمية، مثل الخس، والطماطم الكرزية، والفلفل البارد، والباذنجان، والنباتات الورقية المتنوعة، التي تستفيد جميعها من البيئة المثالية المُتحكم بها طوال العام.
تُقدم هذه البيئة المُتحكم بها ظروفاً مثالية لنمو هذه المحاصيل، مما يُمكن المزارعين من الحصول على إنتاج وفير وعالي الجودة، بغض النظر عن تقلبات الطقس الخارجية، وهو ما يُعزز من استمرارية الإنتاج.
واختتم المهندس الرشيد حديثه بتأكيد قاطع على أن هذه التقنية الزراعية الحديثة تُشكل نقلة نوعية حقيقية في دعم الأمن الغذائي الوطني للمملكة، وتُسهم بشكل مباشر في تعزيز الاكتفاء الذاتي من المحاصيل.
وتُساهم البيوت المحمية أيضاً في رفع جودة وكفاءة الإنتاج الزراعي بشكل عام، مع تقليل التأثير السلبي للتغيرات المناخية التي تُصبح تحدياً متزايداً للزراعة التقليدية، مما يجعلها حلاً مستقبلياً واعداً.
وفي الختام، تُعد البيوت المحمية رافدًا مستدامًا لا غنى عنه لتحقيق التنمية الزراعية المستقبلية في المملكة العربية السعودية، وتُؤكد على التزام المملكة بتبني الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات الغذائية والبيئية.