أمانة جدة تتصدى للحوم المهربة.. ضبط وإتلاف مئات الذبائح الفاسدة

اختتمت أمانة محافظة جدة أعمالها ضمن لجنة مكافحة تهريب لحوم الأضاحي وبيع الأغنام العشوائي، التي نُفذت خلال موسم الحج للعام الهجري 1446هـ، وسط جهود مكثفة استهدفت التصدي للممارسات المخالفة التي تُهدد سلامة الغذاء والصحة العامة، وأسفرت هذه الجهود عن ضبط تهريب عدد من الذبائح غير الصالحة للاستهلاك الآدمي بلغ مجموعها (663) ذبيحة، تم رصدها في خمس نقاط تفتيش رئيسية على منافذ المحافظة أثناء محاولات لنقلها بطرق مخالفة، تفتقر تمامًا إلى أدنى معايير الحفظ والتخزين الصحية.
وجاء في بيان رسمي صادر عن الأمانة أن أعمال الرقابة الميدانية التي نُفذت خلال الموسم شارك فيها أكثر من 100 مراقب ميداني، ينتمون إلى البلديات الفرعية والإدارات المختصة، وبدعم مباشر من الجهات الأمنية ذات العلاقة، وتمكنت هذه الفرق من رصد وضبط الذبائح الفاسدة ضمن نطاق عدد من البلديات، أبرزها الجنوب، العزيزية، بريمان، أم السلم، ذهبان، وطيبة، حيث جرى إتلافها وفقًا للإجراءات النظامية، وبالتنسيق مع الإدارة العامة للنظافة، في إطار منهجية صارمة للتعامل مع المواد الغذائية غير المطابقة للمواصفات الصحية.
إقرأ ايضاً:الدفاع المدني يواجه حريق جبل بثرة بميسان وسط ظروف جوية صعبةوكيل وزارة الحج يكشف.. شروط جديدة لإصدار تأشيرة العمرة
ولم تقتصر جهود اللجنة على ضبط الذبائح المهربة فحسب، بل شملت تنفيذ حملات رقابية ميدانية واسعة على المسالخ والحظائر والمواقع العشوائية، ضمن نطاق (11) بلدية فرعية في جدة، وأسفرت هذه الحملات عن إزالة (184) حظيرة مخالفة، و(425) مسلخًا عشوائيًا، كانت تُدار دون تراخيص نظامية أو رقابة صحية، في تجاوز صريح لكل معايير السلامة الغذائية، كما تم رصد ومنع (2204) مركبة مخالفة كانت تمارس بيع الأغنام في أماكن غير مرخصة، مما يشير إلى حجم التحديات التي تواجهها فرق الرقابة في التعامل مع هذه الظواهر الموسمية التي تنشط خلال موسم الحج.
وتهدف الحملة، التي تنفذها أمانة جدة بالتعاون مع الجهات المعنية، إلى تعزيز منظومة سلامة الغذاء وحماية المستهلكين من اللحوم مجهولة المصدر أو الفاسدة، والتي قد تُسبب مخاطر صحية جسيمة في حال تسربها إلى الأسواق أو الاستهلاك العام، وتعد هذه الإجراءات جزءًا من الحملة الرقابية الموسمية التي تطلقها الأمانة سنويًا تزامنًا مع موسم الحج، في وقت يشهد فيه الطلب على الأغنام والذبائح ارتفاعًا ملحوظًا، ما يجعل السوق هدفًا للمخالفين والمستغلين.
وأكّدت الأمانة أن فرقها الميدانية تعمل على مدار الساعة خلال هذا الموسم، ضمن خطط رقابية محكمة، تُراعي الكثافة السكانية وحركة الزوار والمقيمين في محافظة جدة، وتسعى لمنع أي ممارسات من شأنها الإضرار بصحة الإنسان أو البيئة، وشددت على أهمية التزام المواطنين والمقيمين بشراء الذبائح من المسالخ النظامية المعتمدة، التي تُشرف عليها الجهات المختصة وتُخضع لحملات رقابية دورية، تضمن مطابقتها للاشتراطات الصحية والبيطرية.
كما دعت الأمانة الجميع إلى الإبلاغ عن أي ممارسات مخالفة أو مواقع بيع غير نظامية عبر قنواتها الرسمية، مؤكدة أن التعاون المجتمعي يُعد أحد أهم أدوات النجاح في ضبط المخالفات وتعزيز الوعي الغذائي، وأشارت إلى أن ما تم تحقيقه خلال موسم حج هذا العام يُعد خطوة متقدمة في سبيل رفع مستوى الامتثال، ويُجسد الشراكة الفاعلة بين مختلف القطاعات الحكومية في المحافظة.
من جهة أخرى، نوّه عدد من المراقبين إلى أن استمرار هذه الحملات ومضاعفة الجهود الرقابية، لا سيما في المواسم التي تشهد ارتفاعًا في الطلب على اللحوم، يُسهم بشكل مباشر في الحد من انتشار اللحوم الفاسدة ويُعزز ثقة المستهلك في المنتجات الغذائية المحلية، كما تسهم هذه الحملات في تقليص الفجوة بين الجهات الرقابية والمجتمع، من خلال تفعيل آليات التوعية والرقابة، وربطها بمؤشرات أداء واضحة تقيس مدى تأثيرها على الصحة العامة والبيئة.
وفي ظل النجاح الذي حققته حملة هذا العام، تعتزم أمانة جدة دراسة التوسع في آليات الضبط والتفتيش خلال المواسم القادمة، وتطوير أدوات العمل الميداني بما يتناسب مع التحديات المستجدة، ويضمن استدامة الجهود الرقابية، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 في بناء بيئة حضرية صحية وآمنة لكافة السكان والزوار.