موقف إنساني بطولي لطبيبة سعودية ينقذ مصابين في حادث مروع

موقف إنساني بطولي لطبيبة سعودية
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

في موقف يعكس قيم النبل والواجب الإنساني، ضربت طبيبة الامتياز يارا العرفي مثالًا في الإقدام والاحترافية، بعدما سارعت إلى إنقاذ عدد من المصابين في حادث مروري وقع على طريق العيص في المملكة العربية السعودية، كانت يارا على متن حافلة ضمن رحلة طلابية، حين صادفت الحافلة حادثًا مروعًا وقع لمركبة أخرى على الطريق، دون تردد، طلبت من السائق التوقف، وترجلت بسرعة نحو موقع الحادث حاملةً حقيبتها الطبية لتقديم العون.

المشهد كان قاسيًا، فالضحايا كانوا في وضع صحي حرج، والدماء متناثرة، لكن الطبيبة الشابة لم تسمح للصدمة بأن تعيق أداءها، بل باشرت على الفور تقييم الإصابات وتقديم الإسعافات الأولية، استخدمت كل ما توفر لديها من أدوات طبية محدودة في الحقيبة التي كانت بحوزتها، وأجرت تدابير عاجلة لمنع تفاقم الإصابات، كتثبيت الأطراف المصابة ووقف النزيف، إلى حين وصول فرق الهلال الأحمر.
إقرأ ايضاً:الدفاع المدني يواجه حريق جبل بثرة بميسان وسط ظروف جوية صعبةوكيل وزارة الحج يكشف.. شروط جديدة لإصدار تأشيرة العمرة

ما قامت به يارا لم يقتصر على الناحية الطبية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى تقديم الدعم النفسي للضحايا، فكانت تهمس لهم بكلمات طمأنينة وتشجعهم على مقاومة الألم والخوف، وهي تعلم أن الجانب النفسي لا يقل أهمية عن العلاج الجسدي في لحظات الخطر.

وعلى الرغم من طبيعة المهمة الطارئة، فقد حافظت الطبيبة على رباطة جأشها، وأدارت الموقف بكفاءة تستحق التقدير، الأمر الذي لفت أنظار شهود العيان، الذين أشادوا بسرعة تدخلها وشجاعتها، خاصةً أن كثيرًا من المارة اختاروا المشاهدة من بعيد دون التورط في تقديم المساعدة.

وعند وصول الجهات المعنية والإسعاف، تولت الفرق المختصة نقل المصابين إلى المستشفى، وأكّد المسعفون أن تدخل الطبيبة ساهم بشكل مباشر في استقرار حالات بعض الضحايا، بل وقلل من احتمالية تفاقم الإصابات، وقدّم ذوو المصابين شكرهم العميق ليارا، مشيدين بتصرفها النبيل الذي يعكس صورة مشرّفة للكوادر الطبية الشابة في المملكة.

هذا الموقف أعاد التأكيد على أهمية التدريب العملي لطالبات وطلاب الطب، ليس فقط من أجل صقل المهارات، بل من أجل إعداد جيل مؤهل للمبادرة في الظروف الاستثنائية، كما فتح الباب واسعًا للحديث عن الدور المجتمعي لطلبة الامتياز، والقدوة التي يمكن أن يكونوا عليها في الميدان.

يارا العرفي، التي أكدت أن ما قامت به هو "أبسط واجب تجاه الإنسان"، وجدت نفسها حديث المنصات الرقمية، حيث تناقل مغردون ومستخدمو وسائل التواصل قصتها بإعجاب كبير، وطالب البعض بتكريمها رسميًا لما أظهرته من تفانٍ وإنسانية.

وفي ظل الحوادث المتكررة على الطرق، يأتي هذا الحدث كتذكرة بأهمية توفر المعرفة الطبية الأساسية لدى المواطنين، وأهمية الإسعافات الأولية التي قد تصنع فارقًا بين الحياة والموت، كما أن تواجد كوادر مؤهلة في الأماكن العامة، مثل يارا، هو نعمة حقيقية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية