الهلال يصدم الجماهير بمفاوضات ضم كانتي من الاتحاد

في خطوة مفاجئة هزّت أوساط كرة القدم السعودية، دخل نادي الهلال في مفاوضات جادة مع نادي الاتحاد من أجل التعاقد مع نجم خط الوسط الفرنسي نغولو كانتي، وذلك قبيل ساعات فقط من إغلاق فترة الانتقالات الاستثنائية الخاصة بكأس العالم للأندية، هذه الخطوة التي نشرتها شبكة "The Athletic" العالمية كشفت عن محاولات الهلال ضم اللاعب على سبيل الإعارة قصيرة الأمد، مما يعكس رغبة النادي العاصمي في تعزيز صفوفه بلاعب من الطراز العالمي يملك خبرات استثنائية في البطولات الكبرى، ولم يُحسم الاتفاق بشكل رسمي حتى هذه اللحظة، إلا أن مصادر مقربة من المفاوضات تحدثت عن أجواء إيجابية وتفاؤل كبير يسود الطرفين بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي قبل إغلاق باب الانتقالات.
إثارة هذه الصفقة لا تأتي فقط من اسم اللاعب الكبير الذي يحظى بسجل مميز على مستوى الأندية والمنتخب الفرنسي، بل أيضاً من كون الهلال يسعى للحصول عليه من غريمه التقليدي الاتحاد، وهو ما يزيد من حساسية المشهد ويضفي على المنافسة بين الناديين بُعداً جديداً، خصوصاً أن كانتي يُعد من أبرز النجوم الأجانب في الدوري السعودي منذ انضمامه إلى الاتحاد، والصفقة، إن تمت، ستكون الأولى من نوعها بين العملاقين في مثل هذا التوقيت الحرج، ما يعكس تغيّراً واضحاً في سياسة الأندية السعودية نحو تحركات مرنة تتجاوز حواجز التنافس التقليدي لصالح المصالح الفنية والتكتيكية.
إقرأ ايضاً:تحرك مفاجئ في ميركاتو الأهلي: صفقة غير متوقعة تقترب من الحسمتحرك هادئ قد يقلب الموازين في النصر.. مفاوضات حاسمة تقترب من النهاية
الهلال، الذي لم يُعلن حتى ظهر اليوم عن أي صفقة أجنبية جديدة، كان يعاني من ضغط جماهيري متزايد بسبب صمته في سوق الانتقالات المؤقتة، وهو ما دفع الإدارة إلى تسريع خطواتها نحو إتمام صفقة تحدث صدى واسعاً وتعيد التوازن للفريق قبل خوض تحديات كأس العالم للأندية، وقد جاء ذلك بعد الإعلان عن التوقيع مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي لقيادة الفريق فنياً، خلفاً للمدرب السابق، في خطوة أثارت الكثير من الحماس بين أنصار النادي الذين ينتظرون انعكاسات فورية على أداء الفريق وتكتيكه العام، ومع تعيين إنزاغي، بدا أن الهلال يخطط لتغيير جذري في طريقة لعبه، مما يجعل من التعاقد مع لاعب بمواصفات كانتي خياراً مثالياً، نظراً لقدراته الدفاعية المذهلة وتوزيعه الذكي للكرات.
وجود لاعبين مثل روبن نيفيز وألكسندر ميتروفيتش وخاليدو كوليبالي في صفوف الهلال يمنح الفريق زخماً كبيراً من الناحية الفنية، إلا أن غياب لاعب ارتكاز قوي بقدرات كانتي كان يُعد من أبرز الثغرات التي لاحظها المحللون منذ بداية الموسم، وعلى الرغم من تألق نيفيز، إلا أن خصائصه تختلف تماماً عن النمط الذي يقدمه كانتي، الذي يتميز بديناميكية عالية وقدرة على قطع الكرات وتوزيع اللعب تحت الضغط، مما يجعل من وجوده إضافة نوعية من الطراز الأول، أما على صعيد الاتحاد، فإن فقدان كانتي ولو لفترة قصيرة يمثل تحدياً كبيراً للمدرب مارسيلو غاياردو، خاصة أن اللاعب يُعد محوراً رئيسياً في خططه الدفاعية.
التحركات الهلالية لم تأتِ بمعزل عن موجة الطموح الكبيرة التي تعيشها الأندية السعودية منذ دخولها حقبة الاستثمار الرياضي، حيث باتت تسعى لاستقطاب أبرز النجوم العالميين وتقديم مستويات تليق بالمنافسات الإقليمية والدولية، ويبدو أن مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية تمثل دافعاً إضافياً لتحركات الإدارة، التي تدرك أن أي مشاركة في هذا الحدث العالمي يجب أن تكون مدعومة بتعزيزات قوية على مستوى التشكيلة الأساسية، وإذا ما أُبرمت صفقة كانتي بالفعل، فإنها ستُعد من أبرز صفقات الانتقالات القصيرة في تاريخ الكرة السعودية، ليس فقط بسبب الاسم، بل لما تحمله من دلالات فنية وتكتيكية وإدارية.
ردود فعل الجماهير كانت سريعة، حيث اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بالتكهنات والتمنيات، وسط ترقب لإعلان رسمي يُنهي الجدل ويؤكد الصفقة، والبعض رأى في الخطوة ذكاءً إدارياً كبيراً من الهلال، بينما تساءل آخرون عن أسباب تخلي الاتحاد عن نجم بحجم كانتي في توقيت حرج. ووسط هذه التفاعلات، يبقى السؤال الأهم: هل ينجح الهلال في حسم الصفقة قبل إغلاق سوق الانتقالات، أم تتبدد الآمال في اللحظات الأخيرة؟