"مستشفى الحبيب بالخبر" يعيد "الأمل" لسيدة أربعينية وينقذها من "استئصال الرحم"

مستشفى الحبيب
كتب بواسطة: محمد حسنين | نشر في  twitter

أجرى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في مدينة الخبر عملية جراحية معقدة استهدفت استئصال 16 ورمًا ليفيًا من رحم سيدة أربعينية غير متزوجة، وذلك دون المساس بالرحم، في خطوة طبية متقدمة حافظت على إمكانية الإنجاب مستقبلًا.

السيدة التي خضعت للعملية كانت تعاني من أعراض مزمنة أثرت بشكل كبير على نوعية حياتها، حيث اشتكت من نزيف حاد مستمر، وآلام شديدة في الحوض، وانتفاخ متزايد في البطن، ما قيد حركتها اليومية وأثر على حالتها النفسية.


إقرأ ايضاً:في خطوة تاريخية .. السعودية تعتمد تدريس الذكاء الاصطناعي في التعليم العام ابتداءً من العام الدراسي المقبلصدمة اتحادية ... الاتحاد يُلغي معسكره في الصين قبل انطلاق الموسم!

المريضة كانت قد لجأت لعدد من المستشفيات داخل المملكة، لكنها فوجئت بأن معظم الخيارات الطبية المطروحة كانت تعتمد على استئصال الرحم بشكل كامل، ما دفعها للبحث عن حل بديل أكثر تحفظًا.

اختارت السيدة التوجه إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر على أمل إيجاد خيار علاجي مختلف، وبالفعل خضعت هناك لتقييم شامل لحالتها من خلال مراجعة تاريخها المرضي والفحوصات السريرية الدقيقة.

الفحوصات التي أجراها الفريق الطبي تضمنت التصوير بالأشعة التلفزيونية، إضافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد كشفت النتائج عن وجود 16 ورمًا ليفيًا بلغ وزنها الإجمالي حوالي ثلاثة كيلوغرامات.

الفريق الطبي بقيادة الدكتورة هناء علي، استشارية النساء والولادة والتجميل النسائي، درس الحالة بعناية وقرر أن بإمكانه إجراء تدخل جراحي دقيق يسمح باستئصال الأورام دون التضحية بالرحم.

كانت الحالة معقدة نظرًا لوجود التصاقات شديدة في منطقة الحوض إضافة إلى وجود بطانة مهاجرة، الأمر الذي تطلب دقة متناهية في اتخاذ القرار وتنفيذ الجراحة، مع الالتزام بالحفاظ على وظيفة الجهاز التناسلي.

من أجل تحضير المريضة للعملية، تم تطبيق خطة علاجية أولية شملت رفع مستوى الهيموغلوبين في الدم إلى أكثر من 11 غرامًا، وذلك لتقليل مخاطر النزيف وتحسين فرص التعافي بعد الجراحة.

بعد اكتمال التحضيرات، أُجريت العملية بنجاح، وتم خلالها استئصال جميع الأورام إضافة إلى الأنبوب الأيمن، مع المحافظة على الرحم والمبايض والأنبوب الأيسر، ما أبقى على إمكانية الحمل مستقبلًا.

الدكتورة هناء أوضحت أن العملية تمت دون تسجيل أي مضاعفات تُذكر، وأن المريضة استجابت بشكل جيد للتدخل الجراحي، ما سمح بنقلها سريعًا إلى غرفة التنويم لمتابعة الحالة الصحية عن قرب.

المريضة بقيت في قسم التنويم لمدة أربعة أيام، تلقت خلالها رعاية طبية دقيقة، وشهدت تحسنًا تدريجيًا ملحوظًا، حيث بدأت المؤشرات الحيوية بالاستقرار تدريجيًا واستعادت قدرتها على الحركة بشكل طبيعي.

قبل مغادرتها المستشفى، تم التأكد من زوال الأعراض التي كانت تعاني منها، حيث توقف النزيف تمامًا، واختفى انتفاخ البطن، كما تلاشت الآلام الحادة في منطقة الحوض.

العملية لم تنجح فقط على المستوى الجراحي، بل كان لها أثر نفسي عميق على المريضة، التي استعادت أملها في الحياة الطبيعية والقدرة على الإنجاب، ما اعتبرته إنقاذًا حقيقيًا لجانب مهم من حياتها.

هذا الإنجاز يعكس التقدم الكبير في مستوى الخدمات الطبية داخل المملكة، وخصوصًا في مجال جراحة النساء، حيث بات من الممكن الآن علاج الحالات المعقدة دون اللجوء إلى الحلول الجذرية مثل استئصال الرحم.

يعتمد مستشفى الدكتور سليمان الحبيب على طواقم طبية مؤهلة وتقنيات حديثة تتيح التعامل مع حالات نادرة وصعبة بطريقة تحفظ للمرأة خياراتها المستقبلية دون التسبب في أضرار دائمة.

ويُعتبر نجاح هذه العملية تعزيزًا لمكانة المملكة كمركز طبي متقدم في المنطقة، خاصة في ظل ما تشهده من تطور في البنية التحتية الصحية وتنوع في التخصصات الدقيقة التي تقدمها المستشفيات الكبرى.

تشير هذه الحالة أيضًا إلى أهمية تمكين المرأة من اتخاذ قرارات طبية واعية، حيث تمكنت المريضة من رفض الحلول التقليدية، والبحث عن خيار طبي يحترم رغبتها ويقدم لها علاجًا يحافظ على وظائفها الحيوية.

النتائج الإيجابية التي تحققت بعد العملية شكلت دافعًا للفريق الطبي لمواصلة هذا النهج المحافظ في التعامل مع أورام الرحم الليفية، مع التركيز على الحلول التي لا تؤثر على خصوبة المريضات.

مثل هذه الإنجازات تسلط الضوء على أهمية المتابعة الطبية المستمرة والتشخيص الدقيق قبل اتخاذ قرارات جراحية، ما يساعد على تقديم خطط علاجية أكثر مرونة وإنسانية في آن واحد.

وتعزز هذه التجربة ثقة المرضى بالخدمات الصحية المحلية، التي أثبتت أنها قادرة على توفير خيارات علاجية متقدمة، تماثل بل وتتجاوز أحيانًا ما يُقدَّم في المستشفيات العالمية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية