استقرار مؤقت.. أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة
في جلسة اتسمت بالهدوء والترقب، حافظت أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية على استقرارها خلال تعاملات اليوم الجمعة، لتعكس بذلك حالة من التوازن الحذر التي تسيطر على الأسواق العالمية، والتي تقف في انتظار بيانات اقتصادية هامة من شأنها أن تحدد مسار المعدن الأصفر في الفترة المقبلة.
وسجل سعر جرام الذهب من عيار 21، الذي يعد الأكثر تداولاً وشعبية في أسواق المملكة، استقرارًا ملحوظًا ليبلغ نحو 351.72 ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 93.79 دولار أمريكي، وهو سعر قريب جدًا من مستويات إغلاق الجلسة السابقة، مما منح المستهلكين والمستثمرين فترة من الراحة لالتقاط الأنفاس.
إقرأ ايضاً:بعد الشائعات المتداولة .. العين ينهي الجدل ويوضح موقفه من التعاقد مع عبدالرزاق حمداللهفي خطوة تاريخية .. السعودية تعتمد تدريس الذكاء الاصطناعي في التعليم العام ابتداءً من العام الدراسي المقبل
ويأتي هذا الاستقرار في الأسعار المحلية كامتداد مباشر لحالة الترقب التي تخيم على البورصات العالمية، حيث يحبس المستثمرون أنفاسهم في انتظار صدور تقرير الوظائف للقطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة، والذي يعد أحد أهم المؤشرات التي يراقبها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) عن كثب.
إن بيانات هذا التقرير ستوفر للمحللين والأسواق صورة أوضح عن صحة أكبر اقتصاد في العالم، وستكون لها تداعيات مباشرة على قرارات الفيدرالي المستقبلية بشأن أسعار الفائدة، والتي تعد المحرك الرئيسي لأسعار الذهب، حيث إن العلاقة بينهما غالبًا ما تكون عكسية.
ففي حال جاءت بيانات الوظائف أقوى من المتوقع، فإن ذلك قد يقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية قريبًا، مما يعطي دفعة للدولار الأمريكي ويضغط على أسعار الذهب، والعكس صحيح في حال جاءت البيانات أضعف من التوقعات.
وعلى صعيد بقية العيارات المتداولة في السوق السعودية، سجل سعر جرام الذهب من عيار 24، الأعلى نقاءً والمخصص للاستثمار والسبائك، نحو 401.96 ريال، بينما بلغ سعر جرام الذهب من عيار 18، الشائع في صناعة المشغولات الذهبية، حوالي 301.47 ريال.
إن هذه الفترة من الاستقرار السعري قد تمثل فرصة جيدة للمستهلكين الراغبين في شراء المشغولات الذهبية كهدايا أو للزينة، حيث يمكنهم الشراء بأسعار واضحة ومستقرة، دون القلق من تقلبات حادة ومفاجئة قد تحدث خلال اليوم.
أما بالنسبة للمستثمرين، فإن هذه الفترة قد تمثل حالة من الترقب، حيث يفضل الكثير منهم انتظار اتضاح الصورة بشكل أكبر بعد صدور البيانات الاقتصادية، قبل اتخاذ قرارات استثمارية كبيرة، سواء بالبيع أو الشراء.
ورغم حالة الهدوء التي تسيطر على الأسواق بسبب ترقب البيانات، إلا أن الذهب لا يزال يجد دعمًا قويًا من التوترات الجيوسياسية المستمرة في أجزاء مختلفة من العالم، والتي تعزز من جاذبيته كملاذ آمن، وتحافظ على تماسكه فوق مستويات دعم هامة.
إن هذا الصراع بين قوة الدولار وتوقعات أسعار الفائدة من جهة، وبين الطلب على الذهب كملاذ آمن من جهة أخرى، هو ما يخلق هذا التوازن الدقيق الذي تشهده الأسعار في الوقت الحالي، والذي من المتوقع أن يتم كسره في اتجاه أو آخر بعد صدور البيانات.
ويؤكد الخبراء في أسواق المعادن الثمينة أن حركة الذهب في المدى القصير ستظل رهينة للبيانات الاقتصادية الأمريكية، وتصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والتي تحلل كل كلمة فيها بعناية لاستشراف المسار المستقبلي للسياسة النقدية.
وتتأثر أسعار الذهب في السوق المحلية بشكل مباشر وفوري بسعر الأونصة في البورصات العالمية، بالإضافة إلى سعر صرف الدولار مقابل الريال، مما يجعل أي تغيير في هذه العوامل ينعكس مباشرة على الأسعار التي يراها المستهلك في المتاجر.
في المحصلة النهائية، يمكن وصف جلسة اليوم بأنها "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، حيث إن استقرار الأسعار الحالي هو حالة مؤقتة، من المرجح أن تنتهي مع صدور تقرير الوظائف الأمريكي، الذي سيكون بمثابة الشرارة التي ستطلق حركة سعرية جديدة وقوية للمعدن النفيس.