فرص ذهبية للفئات الأقل دخلًا... منحة "الفرص الخضراء" تفتح أبوابها لدعم المشاريع البيئية المبتكرة

أعلنت مؤسسة الملك خالد عن فتح باب التسجيل في منحة "الفرص الخضراء" في نسختها الرابعة، والتي تستهدف المنظمات غير الربحية من مختلف مناطق المملكة، وذلك عبر موقعها الإلكتروني الرسمي خلال الفترة من 6 يوليو وحتى 9 أغسطس 2025، وتأتي هذه المبادرة النوعية ضمن التزام المؤسسة بدعم التنمية المستدامة، وتعزيز دور القطاع غير الربحي في تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية لرؤية المملكة 2030.
وتُعد منحة "الفرص الخضراء" واحدة من أبرز برامج الدعم التي تهدف إلى تمكين المجتمع من خلال مشروعات صديقة للبيئة، وتوفير فرص اقتصادية خضراء تساعد في تحسين سبل العيش، خاصة للفئات ذات الدخل المحدود، وقد اكتسبت المنحة زخمًا متزايدًا منذ إطلاقها لأول مرة، لما تمثله من تقاطع بين العمل البيئي والتمكين المجتمعي.
إقرأ ايضاً:جمعية جديدة قد تغيّر قواعد اللعبة في صناعة الأجهزة الطبية بالمملكةأرباح قياسية لـ"إكسترا" تدفعها لتوسيع نشاطها الإلكتروني والتجاري
وتُمنح هذه المنحة على شكل دعم مالي للمنظمات غير الربحية، بما يمكنها من تنفيذ مشاريع ومبادرات تسهم في تدريب وتأهيل الفئات المستهدفة على اكتساب مهارات جديدة تتوافق مع متطلبات سوق العمل الأخضر، سواء في القطاعات الزراعية المستدامة، أو الطاقة المتجددة، أو الصناعات منخفضة الانبعاثات.
وتسعى مؤسسة الملك خالد من خلال هذه المنحة إلى رفع الوعي بالاقتصاد الأخضر، وتحفيز الجهات غير الربحية على تقديم حلول مبتكرة ومستدامة، بما يضمن تعزيز العدالة البيئية، ويحقق تكافؤ الفرص في الوصول إلى وظائف تحقق دخلًا ثابتًا مع الحفاظ على البيئة المحلية.
وتمثل هذه المنحة مساهمة فعلية في دعم تحول المملكة نحو اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة، وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين الخيري والبيئي، وتشجيع الابتكار في مواجهة التحديات المناخية والاقتصادية، وخاصة في المناطق التي تحتاج إلى تدخلات تنموية عاجلة.
وتُعد المبادرات الخضراء أحد المسارات الحيوية التي تلتقي فيها أهداف التنمية المجتمعية مع أهداف البيئة، حيث يفتح هذا البرنامج المجال أمام المنظمات لتقديم مشاريع ريادية صغيرة، أو فرص عمل خضراء في مجالات كإعادة التدوير، والزراعة العضوية، والطاقة الشمسية، وإدارة النفايات، وغيرها من الأنشطة التي تراعي البعد البيئي وتضمن دخلًا مستدامًا.
ووفق ما أعلنته المؤسسة، فإن التقديم على المنحة يتم إلكترونيًا من خلال الموقع الرسمي لمؤسسة الملك خالد، ويمكن للمنظمات الراغبة الاطلاع على المبادئ التوجيهية، والمتطلبات الأساسية، وآلية التقديم عبر الرابط المخصص لذلك، ما يضمن عملية تقديم شفافة وواضحة للجميع.
وتؤمن المؤسسة بأن الاستثمار في المهارات الخضراء يمثل ركيزة أساسية للتنمية المستقبلية، كما ترى أن المنظمات غير الربحية قادرة على لعب دور محوري في هذا التحول إذا ما توفرت لها الموارد المناسبة، والتدريب، والدعم الفني والمادي الذي يضمن استمرارية المبادرات ونجاحها على المدى الطويل.
ولا تقتصر فوائد المنحة على الأثر البيئي فقط، بل تمتد إلى تعزيز العدالة الاجتماعية، من خلال تمكين الفئات الأقل حظًا اقتصاديًا، وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة في قطاعات جديدة كانت سابقًا حكرًا على مؤسسات وشركات محددة، الأمر الذي يسهم في دمجهم بسوق العمل وفق مسارات مستدامة ومربحة.
ويُتوقع أن تستقطب هذه النسخة من منحة "الفرص الخضراء" عددًا كبيرًا من المبادرات الجديدة، خاصة في ظل ازدياد الوعي البيئي لدى المجتمع، والتوجهات الحكومية التي تدعم بقوة الاستثمار الأخضر، ما يعزز من فرص نجاح المبادرات التي ستتلقى الدعم من المؤسسة خلال هذه الدورة.
كما تهدف المؤسسة إلى إنشاء شبكة من المشاريع المتناغمة التي يمكن من خلالها تبادل الخبرات بين الجهات غير الربحية، وتكوين بيئة داعمة للابتكار الاجتماعي والبيئي، بما يسهم في بناء قاعدة صلبة لاقتصاد وطني أخضر يوازن بين النمو والاستدامة.
ويُنتظر أن تثمر هذه المنحة عن نتائج ملموسة على مستوى تحسين مستوى الدخل للفئات المستهدفة، وتعزيز فرص المشاركة المجتمعية، إضافة إلى خلق نماذج ملهمة قابلة للتكرار في مناطق مختلفة من المملكة، وهو ما يجعل هذه المنحة تتجاوز حدود الدعم المالي إلى إحداث أثر شامل ومتكامل.
وتجسد منحة "الفرص الخضراء" رؤية مؤسسة الملك خالد في أن التنمية الناجحة هي تلك التي تبدأ من الإنسان وتعود بالنفع على البيئة والمجتمع، وهي رؤية تزداد أهمية في ظل التحديات البيئية العالمية التي تتطلب من الجميع، حكومات ومجتمعات، العمل في مسارات جديدة ومبتكرة لتحقيق التوازن البيئي والتنموي في آن واحد.