حين تصبح بقايا الأشجار تحفًا فنية.. اكتشف موهبة محمد الجربوع

بأنامل موهوبة ورؤية فنية مميزة، نجح الشاب محمد الجربوع من منطقة القصيم في تحويل بقايا الأشجار إلى تحف فنية تنطق بالإبداع، متحديًا المفهوم التقليدي للمخلفات البيئية، ومعيدًا تشكيلها في صورة قطع تفيض بالحياة والجمال. ولم يكن هذا الإنجاز وليد اللحظة، بل هو ثمرة شغف طويل تشكّل في سنوات الطفولة، ونما تدريجيًا حتى أصبح مشروعًا فنيًا متكاملًا يلاقي إعجاب المتابعين ودعم المجتمع المحلي.
واستعرض محمد خلال لقاء تلفزيوني عبر قناة "العربية" رحلته الفريدة مع فن تحويل الأخشاب، مؤكدًا أن الموهبة بدأت في سن مبكرة، حيث وجد نفسه ينجذب إلى الخشب كلما رآه، فتطورت لديه الرغبة في التعامل مع هذا العنصر الطبيعي الذي يراه كنزًا لا كمجرد مخلفات زراعية. وأوضح أنه سعى لتطوير نفسه باستمرار، فعمل على جمع الأدوات المناسبة لصقل مهارته، وتعلم تقنيات التشكيل والنحت التي تساعده في إبراز أدق تفاصيل القطعة الفنية.
إقرأ ايضاً:الأرقام تثبت ثقة إنزاغي.. رباعي الهلال الأجنبي أثبت جدارته في مونديال الأندية 2025 رغم الخروج"زلزال جديد في الهلال".. مالكوم غاضب من الجماهير ويطلب الرحيل فورًا
ويقول محمد إن مصدره الأساسي للخشب يتمثل في بقايا الأشجار المتوفرة بكثرة في مزارع القصيم، حيث يتعامل مع كل قطعة خشب وكأنها قصة بانتظار أن تُروى، ويؤمن أن الفن الحقيقي ينطلق من تقدير الطبيعة وتحويل المهمل إلى جمال ناطق، مضيفًا أنه لا يعتمد على الاستيراد أو المواد الصناعية، بل يولي أهمية كبيرة للبيئة المحلية ومخزونها الطبيعي.
وتحظى أعمال الجربوع بإعجاب متزايد في الأوساط الفنية والشعبية، حيث استطاع جذب أنظار كثيرين عبر مشاركته في المعارض المحلية وعرض أعماله عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما يسعى حاليًا إلى توسيع نطاق مشروعه ليشمل ورشًا تعليمية تهدف إلى تدريب الشباب المهتمين بهذا النوع من الفنون البيئية، مؤكدًا أن الفكرة تحمل بُعدًا اقتصاديًا وبيئيًا واجتماعيًا في آنٍ واحد.
ويُمثل الشاب محمد الجربوع نموذجًا ملهمًا للشباب السعودي الطموح، حيث جمع بين الفن والاستدامة، وبين الموهبة والتطوير، مقدّمًا مثالًا حيًا على أن الإبداع لا يحتاج إلا إلى رؤية، وشغف، وبيئة حاضنة. ومن خلال مشروعه الفني المتفرّد، يبعث محمد برسالة قوية مفادها أن الجمال يمكن أن يولد من الهامش، وأن للمخلفات الزراعية روحًا يمكن أن تُبعث من جديد إذا وقعت في الأيدي الصحيحة.