صورة "أكثر واقعية من الواقع".. كيف ستغير آبل قواعد التصوير في هواتفها القادمة؟

تواصل شركة آبل العمل في صمت خلف الكواليس لتقديم تجربة تصوير مختلفة تمامًا عما اعتاد عليه مستخدمو الهواتف الذكية، إذ تسعى حاليًا إلى تطوير مستشعر كاميرا جديد كليًا تقول إنه سيعيد تعريف دقة الألوان وتفاصيل الصورة كما لم يحدث من قبل.
المستشعر الثوري الذي تعمل عليه آبل يستهدف سد الفجوة القديمة بين ما تراه العين البشرية وما تلتقطه عدسات الهواتف، وهو ما لطالما اشتكى منه المستخدمون رغم التقدم الكبير في تقنيات التصوير، حيث بقيت الكاميرات عاجزة عن تمثيل الواقع بأمانة تامة.
إقرأ ايضاً:"جامعة طيبة" تشارك بفاعلية في مؤتمر الكلية الأوربية لعلوم الرياضة بإيطاليا!بعد وداع المونديال .... "مصعب الجوير" يطلب الرحيل ويودع جماهير الأهلي بقرار صادم!
يعتمد المستشعر الجديد على تقنيات بصرية معقدة تمزج بين الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور المتقدمة، إذ تهدف الشركة إلى التقاط الصور بطريقة تجعل النتيجة النهائية مماثلة تمامًا لما تراه العين من حيث الألوان والسطوع ودرجة التباين دون مبالغة أو تحريف.
وحسب ما كشفت مصادر قريبة من دوائر تطوير الكاميرات داخل آبل، فإن المستشعر الجديد لن يركز فقط على رفع عدد الميغابكسل أو قوة الزووم، بل سيكون تركيزه الأساسي على محاكاة الإدراك البصري البشري وتحقيق تجربة تصوير طبيعية.
من المتوقع أن تعتمد آبل في تصميم المستشعر على طبقات ضوئية جديدة ومصفوفات ألوان متطورة تم تطويرها داخليًا، مع واجهات برمجية قادرة على تحليل المشهد لحظة التصوير وضبط إعدادات الصورة تلقائيًا بما يعكس الواقع دون تدخل المستخدم.
وأكدت التقارير أن النموذج الأولي لهذا المستشعر قد تم اختباره بالفعل داخل بيئات مغلقة وبعض المواقع الخارجية، وتشير النتائج إلى قفزة ملحوظة في واقعية الصور، حيث بدا الفارق واضحًا بين الصور الملتقطة بالمستشعر الجديد وتلك التي يتم التقاطها بالموديلات الحالية.
يُتوقع أن يتم تقديم هذا المستشعر لأول مرة ضمن طرازات آيفون المستقبلية، ولكن لم يتضح بعد إن كانت الشركة ستبدأ به في آيفون 17 أو تؤجل إطلاقه للإصدارات التي تليه، خصوصًا أن التقنية لا تزال في طور التحسين والتجريب.
ويؤكد الخبراء أن هذه الخطوة قد تغير مفاهيم التصوير بالهواتف الذكية، إذ إن القدرة على التقاط صورة لا تفرقها عن الواقع بالعين المجردة قد تجعل آبل تتفوق على جميع المنافسين الذين يركزون على المؤثرات البصرية والمرشحات البرمجية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت بدأت فيه شركات أخرى مثل سامسونج وجوجل بالاعتماد على تقنيات المعالجة الحاسوبية لتحسين نتائج الصور، لكن آبل تسلك مسارًا مختلفًا بالعودة إلى الأساس البصري وجعل الكاميرا أكثر صدقًا مع ما تراه العين.
المثير أن المصادر نفسها أشارت إلى أن آبل تدرس أيضًا دمج هذه التقنية مع تقنية الواقع المعزز، مما قد يفتح المجال لتطبيقات جديدة في التصوير التفاعلي وفي تجارب المستخدم داخل بيئات ثلاثية الأبعاد تعتمد على إدراك بصري حقيقي.
وقد أظهرت وثائق مسربة أن الشركة تقدمت بطلبات براءة اختراع متعددة تغطي أجزاء كبيرة من هذه التقنية، بما في ذلك طرائق جديدة لترشيح الضوء وتحليل التباين بين العناصر داخل الإطار الواحد، وهو ما يشير إلى جدية آبل في تقديم منتج غير تقليدي.
ورغم تحفظ الشركة الدائم بشأن التسريبات والمشاريع غير النهائية، إلا أن بعض المهندسين السابقين الذين عملوا في فرق تطوير الكاميرا ألمحوا إلى أن هذه التقنية قد تكون أهم تغيير يشهده آيفون منذ ظهور ميزة التصوير الليلي وتقنية Deep Fusion.
ولا يعرف حتى الآن إن كانت آبل ستفتح هذه التقنية لاحقًا للمطورين أو ستحتكرها لأنظمتها الخاصة فقط، لكن المرجح أن الشركة ستوظفها لتعزيز التكامل بين أجهزتها وتقديم تجربة تصوير متفوقة داخل نظام iOS دون فتح الباب للتخصيص.
ويرى محللون أن آبل تميل عادة إلى تقديم قفزات تقنية ناضجة بدلًا من التسرع في طرح ميزات غير مكتملة، وهو ما يعني أن الشركة ستنتظر حتى تضمن استقرار الأداء قبل دمج المستشعر الجديد في الأجهزة القادمة وترويجه كعنصر تسويقي أساسي.
وفي حال أثبتت التقنية نجاحها في الميدان، فقد تصبح معيارًا جديدًا لصناعة الكاميرات المحمولة، وتبدأ الشركات الأخرى في اللحاق بها كما حدث مع تقنيات سابقة مثل بصمة الوجه ومعالجات التصوير القائمة على الذكاء الاصطناعى