لسبب مفاجئ.. بعثة الهلال تؤجل موعد التدريب الأخير قبل موقعة البرازيل

في تطور مفاجئ وغير متوقع، وجدت بعثة نادي الهلال السعودي نفسها في مواجهة أزمة خارجة عن إرادتها، ألقت بظلال من الشك على تحضيراتها النهائية للمواجهة المرتقبة والحاسمة أمام نادي فلومينينسي البرازيلي، في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم للأندية 2025.
فبينما كانت كتيبة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي تستعد لوضع اللمسات الأخيرة على خطتها التكتيكية في المران الأخير مساء الخميس، كان للطقس في مدينة أورلاندو الأمريكية رأي آخر، حيث فتحت السماء أبوابها بهطول أمطار غزيرة حولت الملعب المخصص للتدريب إلى بركة مياه.
إقرأ ايضاً:قبل قمة فلومينينسي.. حمدالله يُفاجئ إنزاغي بطلب خاصمفاجأة فنية في الزعيم.. إنزاغي يقرر الإبقاء على ميترفيتش في قائمة الهلال
وقد نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية مقاطع فيديو أظهرت الحالة التي وصل إليها ملعب تدريبات جامعة فلوريدا الوسطى، والذي كان من المفترض أن يحتضن المران الأخير للزعيم، حيث غطت المياه أجزاء واسعة من أرضية الملعب، مما يجعل إقامة أي تدريبات تكتيكية عليه أمرًا مستحيلًا.
وأكدت الصحف السعودية أن هذه الأجواء الماطرة أجبرت الجهاز الفني للهلال على اتخاذ قرار صعب بتأجيل المران، مما أربك الجدول الزمني للفريق قبل أقل من 24 ساعة على انطلاق صافرة بداية واحدة من أهم مبارياته في البطولة العالمية.
إن أهمية المران الأخير لا تكمن في الجانب البدني، بل في الجانب التكتيكي والنفسي، فهو الحصة التي يكرسها المدرب عادةً لمراجعة الخطة النهائية، وتطبيق بعض الجمل التكتيكية الخاصة بالكرات الثابتة، وتلقين اللاعبين تعليماته الأخيرة، وخلق حالة من التركيز والانسجام قبل الدخول في أجواء المباراة.
غياب هذه الحصة التدريبية يمثل ضربة للتحضيرات المثالية التي كان يسعى إليها إنزاجي، ويجبره على الاعتماد بشكل أكبر على المحاضرات النظرية وجلسات الفيديو في فندق الإقامة، وهي وسائل مهمة لكنها لا يمكن أن تعوض التطبيق العملي على أرض الملعب.
هذا التحدي الطبيعي يأتي في وقت حساس للغاية، فالهلال يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة بعد تحقيقه لإنجاز تاريخي بإقصائه لمانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة (4-3) في دور الستة عشر، وكان يسعى لاستثمار هذه الحالة المعنوية العالية في التحضير الأمثل لمواجهة بطل أمريكا الجنوبية.
كما أن هذا الارتباك يضاف إلى قائمة التحديات التي يواجهها الفريق، والتي تشمل وجود ستة لاعبين مهددين بالإيقاف عن نصف النهائي في حال حصولهم على بطاقة صفراء، وهو الأمر الذي كان يتطلب تدريبًا خاصًا وتوجيهات دقيقة في المران الأخير لضمان الانضباط التام.
إنها مواجهة جديدة للهلال، لكن هذه المرة ليست ضد خصم كروي، بل ضد ظروف طبيعية قاهرة، وهي تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى مرونة الفريق وقدرته على التكيف مع المتغيرات المفاجئة، وهي سمة لا تقل أهمية عن المهارة الفنية والبدنية للفرق الكبرى التي تطمح للوصول إلى منصات التتويج.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت بعثة فلومينينسي البرازيلي قد واجهت نفس الظروف، أم أنها تمكنت من خوض مرانها بشكل طبيعي، وهو ما قد يمنحها أفضلية طفيفة على مستوى التحضير الميداني، لكن المؤكد أن مثل هذه الظروف قد تزيد من إصرار وعزيمة لاعبي الهلال لتقديم أفضل ما لديهم.
إن الفرق الكبرى هي التي تعرف كيف تحول التحديات إلى حوافز، وكيف تستخدم العقبات كوقود لشحن طاقاتها، وهو ما يأمل جمهور الزعيم أن يفعله لاعبوه في مواجهة بطل الليبرتادوريس، الذي تأهل بدوره لهذا الدور بعد فوز ثمين على إنتر الإيطالي بهدفين دون رد.
لقد أثبت الهلال في هذا المونديال أنه فريق لا يخشى مواجهة الكبار، وأنه يمتلك من الإمكانيات والشخصية ما يؤهله للذهاب بعيدًا، والآن، أصبح عليه أن يثبت أيضًا أنه قادر على التعامل مع أصعب الظروف، حتى لو كانت قادمة من السماء.
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجميع المواجهة النارية على ملعب "كامبينج وورلد ستاديوم"، يبقى الرهان على خبرة الجهاز الفني وقدرة اللاعبين على التركيز وتجاوز هذا الظرف الطارئ، والدخول إلى المباراة بكامل قوتهم الذهنية لتحقيق الهدف المنشود ومواصلة كتابة التاريخ.
وفي النهاية، فإن ما حدث يؤكد أن بطولة بحجم كأس العالم للأندية لا تخضع لحسابات فنية فقط، بل تتداخل فيها الكثير من العوامل الخارجة عن الإرادة، والفريق الذي سينجح في التتويج باللقب هو الذي سيمتلك أكبر قدر من المرونة والصلابة الذهنية لمواجهة كل هذه التحديات.