لأول مرة في تاريخها.. السعودية تسجل "أدنى مستوى بطالة" على الإطلاق.. فما هو السر؟
إن إعلان وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تسجيل أدنى مستوى تاريخي لنسبة البطالة بين المواطنين السعوديين، والتي بلغت 6.3%، يمثل إنجازًا كبيرًا يجسد الثمار المتراكمة للمبادرات والبرامج الوطنية، ويهدف هذا الإنجاز بالأساس إلى تطوير سوق العمل وتمكين الكفاءات الوطنية الشابة.
يأتي هذا التقدم المحوري استمرارًا للمسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها المملكة في كافة القطاعات والمجالات المختلفة، لقد تم تجاوز مستهدف رؤية المملكة 2030 المحدد بـ 7% قبل ست سنوات من الموعد المحدد.
إقرأ ايضاً:مفاجأة فنية في الزعيم.. إنزاغي يقرر الإبقاء على ميترفيتش في قائمة الهلال"إعارة مشروطة".. عقد عبدالرزاق حمد الله مع الهلال يكشف بنودًا غير معتادة
الآن تسير المملكة بخطوات ثابتة وواثقة نحو تحقيق المستهدف الجديد الذي تم تحديده بـ 5%، وذلك في ضوء التوجيهات والتحديثات التي صدرت مؤخرًا وتؤكد على التزام المملكة بمسار التنمية المستدامة.
يشكل هذا الانخفاض الملحوظ امتدادًا طبيعيًا للمسار التنازلي الذي سجله سوق العمل السعودي خلال الفترات الماضية، مما يعكس استمرارية التحسن في مؤشرات الأداء الاقتصادي والتوظيفي بالمملكة.
لقد تراجع معدل البطالة بواقع 0.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع من عام 2024، وهذا يشير إلى ديناميكية إيجابية في سوق العمل وقدرته على استيعاب المزيد من القوى العاملة الوطنية.
كما سجل انخفاضًا سنويًا قدره 1.3 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من عام 2024، ويؤكد هذا الانخفاض المستمر على فعالية السياسات الحكومية الرامية إلى تعزيز التوظيف وتقليل معدلات البطالة.
لقد سجل معدل البطالة لإجمالي السكان في المملكة انخفاضًا ملموسًا ليبلغ 2.8%، متراجعًا بمقدار 0.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من عام 2024، وهذا يعكس تحسنًا شاملًا في الأوضاع الاقتصادية.
تأتي هذه الأرقام وفقًا لما أظهرته نتائج نشرة سوق العمل للربع الأول من عام 2025 الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، وهذا يؤكد على الشفافية والدقة في رصد وتحليل البيانات الاقتصادية.
كما نوهت الوزارة بالمستويات القياسية التي سجلها سوق العمل في مشاركة السعوديات، حيث انخفض معدل بطالتهن ليصل إلى 10.5% وهو الأدنى تاريخيًا، مما يعكس نجاح جهود تمكين المرأة في سوق العمل.
مقارنة بـ11.9% في الربع الرابع من عام 2024، وبانخفاض سنوي قدره 3.7 نقاط مئوية عن الفترة نفسها من العام الماضي، وهذا يؤكد على الأثر الإيجابي للبرامج والمبادرات الموجهة للمرأة.
ويؤكد ذلك أثر البرامج والمبادرات التي شملت تمكين المرأة اقتصاديًا، وتوفير بيئة عمل محفزة وآمنة، ورفع قدرتها على الإسهام الفاعل في النمو الوطني، ويبرز الدور المحوري للمرأة في الاقتصاد السعودي.
أثمرت برامج التوطين والدعم المقدمة للقطاع الخاص عن تحقيق رقم قياسي جديد في عدد السعوديين العاملين بالقطاع، حيث بلغ 2.48 مليون سعودي وسعودية، وهذا يعكس تضافر الجهود بين القطاعين العام والخاص.
لقد دعم صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" هذا النمو من خلال توظيف 143 ألف مواطن ومواطنة خلال الربع الأول من عام 2025، فيما بلغت قيمة المبالغ المصروفة على برامج التدريب والتمكين والإرشاد نحو 1.83 مليار ريال.
تجسد هذه النتائج أثر الإستراتيجية الوطنية لسوق العمل التي تتبناها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والرامية إلى تطوير السياسات واللوائح، وتمكين القوى الوطنية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص والجهات ذات العلاقة.
سعيًا لتوفير فرص وظيفية نوعية تتوافق مع المخرجات التعليمية وتستجيب لمتطلبات السوق وتدفع نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تنمية رأس المال البشري ورفع إسهام السعوديين في الاقتصاد الوطني.