الحرارة قد تصل إلى 50 درجة.. "الحصيني" يحذر: "جمرة القيظ" تبدأ اليوم.. وهذه نصائحه

أعلن الباحث في الطقس والمناخ عبدالعزيز الحصيني، أن اليوم الأربعاء سيشهد دخول موسم "الجوزاء"، أحد أبرز مواسم السنة مناخيًا في منطقة الخليج، والذي يصاحبه ارتفاع حاد في درجات الحرارة ورياح حارة تُعرف برياح "السموم"، وتُعد هذه الفترة من الفترات التي يشتد فيها لهيب الصيف، وتبدأ معها ما يُعرف بجمرة القيظ.
وأكد الحصيني أن "الجوزاء" تتسم بأيامها اللاهبة، حيث تُسجَّل خلالها أعلى درجات الحرارة السنوية في مناطق عدة من المملكة، وتتزامن غالبًا مع بدايات نضوج التمور، ما جعل الفلاحين يطلقون عليها اصطلاح "طباخ التمر" الذي يُبشّر بقرب حصاد محصولهم.
إقرأ ايضاً:لدعم الحياة الحضرية في مكة.. "أم القرى للتنمية" تطلق مشروع برج سكني جديد ضمن مسارلتمكين المرأة في القطاع الصحي.. وزارة الصحة السعودية تطلق مبادرة وطنية لتأهيل الكفاءات
وقال إن هذا الموسم يمتد لأكثر من 26 يومًا، وينقسم إلى نجمين، هما "الهقعة" والهنعة"، وتُعد بالجوزاء الثانية من حيث الترتيب بعد موسم "المرزم" ضمن المراحل الحرارية في التقويم النجمي، حيث يُستدل به على التحولات المناخية والسلوكية عند كثير من المزارعين وأهل البادية.
وبيّن أن أولى علاماته تبدأ برياح "السموم"، وهي رياح شديدة الجفاف ترتفع معها درجات الحرارة بشكلٍ لافت، وقد تصحبها أحيانًا موجات غبار عالقة، وتزداد الرطوبة في بعض المناطق الساحلية لتضاعف الإحساس بالحرارة، خاصة في المنطقة الشرقية والساحل الغربي.
وأشار إلى أن "طباخ التمر" يبدأ فعليًا في منطقتي المدينة المنورة والأحساء مع دخول الجوزاء، حيث تبدأ تمور النخيل في الدخول إلى مرحلة النضج النهائي، استعدادًا للجني، ويبدأ المزارعون في تهيئة الحقول للحصاد، خاصة في بواكير الصنف السكري والخلاص.
وأوضح أن نضج التمور يعتمد على درجات الحرارة المرتفعة، والتي تُسرّع من تلوّن الثمار وتليينها، لذا فإن الجوزاء تعد مرحلة مفصلية بين التحول الزراعي من التلقيح إلى القطاف، ما يضفي بعدًا اقتصاديًا مهمًا لهذا الموسم لدى المزارعين.
ويُتوقع خلال هذا الموسم أن تسجل مناطق واسعة من المملكة درجات حرارة تتجاوز حاجز الـ48 درجة مئوية، خاصة في الأجزاء الداخلية والشرقية، وقد تصل إلى 50 في بعض الأيام، ما يستدعي توخي الحذر، واتخاذ التدابير الصحية الملائمة لمواجهة موجات الحر.
وحذر الحصيني من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الظهيرة، خاصة عند كبار السن والأطفال والمرضى، مشددًا على أهمية شرب المياه بكميات كافية، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتجنب الأنشطة الخارجية وقت الذروة.
وأضاف أن الجوزاء ليست مجرد مرحلة حرارية فحسب، بل تترافق عادة مع تغيرات في سلوك الطيور والحيوانات والنباتات، حيث تنشط بعض الحشرات وتبدأ أنواع معينة من الطيور في تغيير أنماط طيرانها، وهي ملاحظات كان يربطها الأقدمون بحكمة الطبيعة.
ويُعد موسم الجوزاء أيضًا من المواسم التي ترتفع فيها معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية، بسبب الاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف، ما يجعل الحمل الكهربائي يصل إلى ذروته، ويُوصى بترشيد الاستهلاك قدر الإمكان لتفادي الانقطاعات.
وتُولي الجهات المختصة اهتمامًا متزايدًا بهذه الفترات من السنة، من خلال تعزيز حملات التوعية الصحية، وتكثيف استعدادات فرق الطوارئ، لا سيما في المناطق التي تشهد كثافة سكانية أو نشاطًا زراعيًا مكثفًا بالتزامن مع موسم نضج التمور.
ويُنتظر أن تواصل درجات الحرارة تصاعدها تدريجيًا حتى نهاية موسم الجوزاء، ثم تبدأ مرحلة "المرزم" التي تليها مباشرة، والتي تتميز بشدة حرّها أيضًا، قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض التدريجي في أواخر أغسطس.
الذاكرة الشعبية والبيئية للمجتمعات الزراعية في الخليج والجزيرة العربية، حيث يُستدل به على بداية أشد مراحل الصيف حرارة، وهو الموعد السنوي الذي تتهيأ فيه الطبيعة دورة جديدة من التحوّلات المناخية والزراعية.