ظاهرة "غريبة" تضيء سماء شمال غرب المملكة.. ما هو سر "البقعة الوردية" التي أثارت دهشة السكان؟

ظاهرة غريبة تضيء سماء شمال غرب المملكة..
كتب بواسطة: رانية خالد | نشر في  twitter

شاهد سكان شمال غرب المملكة مساء أمس ظاهرة فلكية نادرة تمثلت في ظهور بقعة وردية مبهرة في السماء، رصدتها الجمعية الفلكية بجدة ضمن مراقبتها المستمرة للحالات الجوية والظواهر الكونية، المشهد، الذي أثار دهشة الأهالي والمصورين، خطف الأنظار وحرّك التساؤلات عن طبيعته وأسبابه العلمية.

الجمعية أوضحت أن الظاهرة ظهرت على هيئة سحابة وردية ذات توهج غريب، تمركزت فوق الأفق الشمالي الغربي، واستمرت لبضع دقائق قبل أن تختفي تدريجيًا، مشيرة إلى أن هذا النوع من الظواهر لا يحدث كثيرًا، ويعتمد ظهوره على ظروف جوية وفلكية دقيقة.


إقرأ ايضاً:لدعم الحياة الحضرية في مكة.. "أم القرى للتنمية" تطلق مشروع برج سكني جديد ضمن مسارلتمكين المرأة في القطاع الصحي.. وزارة الصحة السعودية تطلق مبادرة وطنية لتأهيل الكفاءات

الفريق العلمي التابع للجمعية تحرك فور تلقي البلاغات المصورة من المواطنين، وتم التحقق من الظاهرة باستخدام كاميرات الرصد الفلكي المتقدمة، التي أظهرت تفاصيل دقيقة للكتلة الضوئية، والتي كانت مشبعة بألوان نادرة تظهر عند حدود الغلاف الجوي.

وأشار المتحدث باسم الجمعية إلى أن الظاهرة قد تكون مرتبطة بتشتت الضوء بفعل الغبار العالق في الطبقات العليا من الجو، بالتزامن مع بزوغ الشمس أو غروبها، مما يولّد هذا اللون الفريد، لاسيما إذا ترافقت مع ظواهر طبقية مثل السحب المرتفعة أو الرياح الحاملة لجزيئات ناعمة.

وأضاف أن ما يُميز هذه البقعة أنها بدت وكأنها منبعثة من نقطة واحدة ثم أخذت في التوسع بشكل دائري، ما جعل البعض يظنها ظاهرة ناتجة عن نشاط بشري مثل إطلاق صاروخ أو جسم مضيء، وهو ما تم نفيه بعد مراجعة قواعد البيانات الفضائية.

الصور المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي أظهرت مشاهد خلابة للسماء وقد تخللتها درجات من الوردي البنفسجي والبرتقالي الفاتح، في مشهد اعتبره البعض أقرب للوحة فنية مرسومة، بينما عبّر آخرون عن إعجابهم وإحساسهم بالرهبة في الوقت نفسه.

فلكية جدة لفتت إلى أن هذه الظاهرة لا تمثل أي خطر على الصحة أو الطيران، وهي طبيعية بالكامل، بل وتُعد فرصة نادرة لمحبي التصوير الفلكي لرصد هذا النوع من المشاهد التي لا تتكرر إلا مرة كل عدة سنوات.

الباحثون أشاروا إلى أن الغلاف الجوي العلوي أحيانًا يعكس الضوء بطريقة تتشابه مع ظواهر "الشفق القطبي"، لكنها لا ترتبط بالضرورة بالنشاط المغناطيسي الأرضي، بل قد تكون مجرد تفاعل بين ضوء الشمس والرطوبة والجزيئات الدقيقة في الهواء.

توقيت الظاهرة الذي جاء بعد غروب الشمس بقليل زاد من روعتها، إذ بدا وكأن السماء أضاءت فجأة بهذا اللون الساحر، ما دفع السكان للخروج من منازلهم والتقاط الصور ومقاطع الفيديو، التي سرعان ما انتشرت بشكل واسع خلال ساعات.

وأكد الفريق العلمي أنه لا توجد أي مؤشرات على وجود نشاط شمسي غير معتاد يمكن أن يكون وراء البقعة، مما يُرجّح كونها انعكاسًا ضوئيًا نادرًا وليس نتاج تفاعل مغناطيسي أو كوني عميق.

من جهة أخرى، دعا المهتمون بالعلوم الفلكية إلى استغلال هذه الظواهر لتوعية الجمهور وتوسيع دائرة الثقافة الفلكية، خصوصًا أن مشاهد كهذه تفتح أبواب الفضول العلمي لدى فئات واسعة من المجتمع.

كما أشار بعض الخبراء إلى أن البقعة قد تكون نتيجة لانعكاس ضوء الشمس على بخار ماء مرتفع بشكل غير تقليدي، ما يجعل اللون يبدو مختلفًا تمامًا عن ألوان الغروب المعتادة، ويمنح السماء طيفًا غير مألوف.

التفسير العلمي، رغم بساطته، لا يقلل من جمالية اللحظة أو ندرتها، إذ أن تواتر هذه الظواهر في المنطقة قليل جدًا، مما يجعل تسجيلها وتوثيقها مهمًا للباحثين والهواة على حد سواء.

اللافت أن مثل هذه الظواهر، على قلتها، تسهم في تعزيز ارتباط الإنسان بالسماء، وتمنحه جرعة من الانبهار الطبيعي الذي يتكرر كل حين، ولكن لمن ينتبه ويراقب ويُقدّر المشاهد الكونية.

وفي نهاية البيان، أكدت الجمعية أنها مستمرة في مراقبة السماء والإبلاغ الفوري عن أي ظواهر غير معتادة، مشجعة الجمهور على التفاعل معها وتوثيق ملاحظاتهم، لكونهم عين الرصد الأولى في الكثير من الأحيان.

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية