هل يتحول صيفنا إلى "موسم أمطار" مفاجئ؟.. خبير مناخ يفجر نظرية غير متوقعة

تغيير المناخ
كتب بواسطة: سالي البدر | نشر في  twitter

في تصور مناخي يُثير الدهشة والتساؤلات، طرح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، فرضية مثيرة للاهتمام حول تحوّل محتمل في رياح الصيف بالجزيرة العربية، من طبيعتها الشمالية الجافة المعتادة إلى رياح جنوبية رطبة، وهو ما قد يُغير وجه المنطقة المناخي بشكل كبير.

وأشار المسند إلى أن هذا التغيير الجذري، في حال حدوثه، قد يؤدي إلى تشكل سحب ممطرة بكميات غير اعتيادية خلال فصل الصيف، فضلاً عن زيادة ملحوظة في الغطاء النباتي الصحراوي، مع تراجع في درجات الحرارة المرتفعة التي تُعرف بها المنطقة، في حالة تُشبه كثيراً موسم الرياح الموسمية في الهند، وتُذكر بجمالها.


إقرأ ايضاً:بدون غيابات مؤثرة.. دفعة قوية للهلال قبل مواجهة فلومينينسي في مونديال الأنديةالسعودية تضبط سوق الغاز بـ15 اشتراطًا.. تعريفة موحدة وتوصيل سريع

وأوضح المسند أن هذه الظاهرة المناخية المحتملة قد لا تدوم طويلاً، وقد تحدث لعدة أيام فقط، كما أن نسبة حدوثها في الواقع تُعد قليلة جداً، لكنه أكد أنها وقعت بالفعل في بعض الحالات التاريخية، مما يُضفي عليها طابع الاحتمالية، ويُبرز أهمية دراسة هذه الظواهر النادرة.

وأرفق المسند تصوره بخريطة توضيحية تُظهر بوضوح المسار المتوقع للرياح الرطبة، وهي تتجه من الجنوب الغربي نحو سواحل الهند، في مقابل الرياح الشمالية الجافة التي تهيمن على أجواء الجزيرة العربية عادة خلال أشهر الصيف القاسية، مما يُبرز الفارق الجوهري في هذه الظاهرة.

وأكد المسند أن تحقق هذا السيناريو، وإن كان نادراً، سيكون بمثابة "استضافة مناخية جزئية" لنمط الرياح الموسمية، وهو ما سيُغير من نمط الطقس المعتاد والمألوف في الجزيرة العربية، ويزيد بشكل كبير من احتمالية هطول الأمطار الصيفية، ونمو النباتات الطبيعية في مناطق عادة ما تكون قاحلة، مما يُشكل حدثاً فريداً.

ويُثير هذا التصور تساؤلات حول مدى تأثير التغيرات المناخية العالمية على الأنماط الجوية المحلية، وكيف يمكن لظواهر نادرة أن تُغير من شكل الحياة في مناطق جغرافية واسعة، مما يدعو إلى المزيد من البحث والدراسة في هذا المجال، وفهم أعمق للأنظمة المناخية.

ويُعطي هذا الطرح بعداً جديداً للنقاشات الدائرة حول مستقبل المناخ في الجزيرة العربية، ويُسلط الضوء على إمكانية حدوث تحولات غير متوقعة في الأنماط الجوية، مما يستدعي التفكير في استراتيجيات التكيف مع مثل هذه التغيرات المحتملة، والاستعداد لأي سيناريوهات مستقبلية.

وفي حال تحقق هذا السيناريو، ولو بشكل جزئي، فإن ذلك سيُحدث فرقاً كبيراً في الحياة اليومية لسكان المنطقة، ويُوفر مصدراً إضافياً للمياه، ويُساهم في تحسين جودة الهواء، ويُعزز من التنوع البيولوجي، مما يعود بالنفع على البيئة والإنسان على حد سواء.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية