متى يصل "الجيل السادس"؟.. الخبراء يحددون الموعد.. والتأثير سيكون أضخم مما نتخيل

الجيل السادس
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

في الوقت الذي بدأت فيه شبكات الجيل الخامس (5G) بالكاد تترسخ عالميًا، تتجه الأنظار بالفعل نحو الأفق التالي: الجيل السادس (6G)، الذي يعد بقفزة نوعية في عالم الاتصالات، ستتجاوز ما كنا نعتبره "سرعة خارقة".

لتدخل بنا في عصر يمكن فيه نقل البيانات بسرعة الضوء تقريبًا، فما هي هذه التقنية الثورية؟ ومتى ستصل؟ وما الذي سيتغير في حياتنا اليومية مع دخولها حيز الاستخدام.


إقرأ ايضاً:لأول مرة في الهواتف الذكية.. "جوجل" تطلق ميزة "غير مسبوقة" في أندرويد 16.. فما هي؟كيف تحمي فراخك؟......"الإرشاد الزراعي" يحذر راقبوا الحمام أثناء الرقاد واستبعدوا البيض غير الصالح!

تقنية الجيل السادس لا تقتصر على تحسين سرعات الإنترنت فقط، بل تُمثّل تحولًا هيكليًا في فلسفة الاتصالات، فهي تعد بتوفير زمن استجابة (Latency) يقارب الصفر، مع سرعات تحميل وتنزيل تتجاوز 1 تيرابِت في الثانية، ما يعادل مئات أضعاف الجيل الخامس، وبزمن تأخير لا يُذكر.

ومن أبرز مفاهيم 6G أنها ستكون القاعدة التقنية الحقيقية لعصر "الواقع الممتد"، حيث تمتزج العوالم الواقعية والافتراضية بسلاسة، سيكون بالإمكان تنفيذ العمليات الجراحية عن بُعد بدقة متناهية، وتفعيل حواس مثل اللمس والشم في الواقع الافتراضي.

الجيل السادس سيُحدث ثورة في شبكات "إنترنت الأشياء"، حيث سيُتيح ربط مليارات الأجهزة الصغيرة – من أدوات منزلية إلى شرائح مزروعة في الجسم – دون أن تتسبب في ازدحام الشبكة، كل جهاز سيكون قادرًا على التواصل اللحظي مع الآخر، مما يفتح أبوابًا جديدة في مجالات مثل الرعاية الصحية، والمدن الذكية، والروبوتات.

أما على صعيد تقنيات البث، فستصل جودة الفيديو إلى مستويات فائقة مثل 16K أو حتى محتوى هولوجرامي مباشر، يُعرض في الهواء دون الحاجة لشاشات، وسيُستخدم الذكاء الاصطناعي مدمجًا داخل البنية التحتية للشبكة لتوقّع وتحسين تجربة المستخدم في الوقت الفعلي.

وتعتمد 6G على طيف ترددي أعلى من 5G، باستخدام موجات التيراهيرتز، التي تُمكّن من نقل كمّ هائل من البيانات في وقت وجيز، ولكن هذا الطيف العالي يواجه تحديات تتعلق بتغطية المدى القصير والحاجة مستويات طاقة أعلى، ما يتطلب بنية تحتية كثيفة تعتمد على آلاف المحطات الصغيرة المنتشرة في كل زاوية.

من جانب آخر، سيكون الأمن السيبراني عنصرًا بالغ الأهمية في 6G، حيث إن كثافة البيانات وطبيعة التطبيقات التي تعتمد على الخصوصية والحساسية ستدفع إلى تطوير تقنيات تشفير وذكاء اصطناعي حارس لضمان الأمان الرقمي الكامل.

ورغم أن أولى التطبيقات التجريبية لتقنية 6G يُتوقّع ظهورها في النصف الثاني من العقد الجاري، إلا أن النشر التجاري الواسع النطاق ربما يبدأ بعد عام 2030، مع تنافس كبير بين قوى تقنية عالمية مثل الصين، الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية واليابان.

ويتوقع أن يتطلب التحول إلى 6G تغييرًا جذريًا في التصميم الصناعي للأجهزة المحمولة، إذ ستحتاج إلى شرائح أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة، وهوائيات متقدمة، وحتى تصاميم جديدة كليًا تستوعب القدرات المعقدة لشبكات التيراهيرتز.

أما عن التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية، فيُنتظر أن يخلق الجيل السادس صناعات جديدة تمامًا لم تكن ممكنة في السابق، ويُعيد تشكيل وظائف وأساليب التعليم والعمل والسفر، ويجعل من الاتصال اللحظي معيارًا أساسيًا في كل تفاصيل الحياة.

ومع كل هذه الوعود، لا تزال هناك تحديات ضخمة تقف أمام تنفيذ 6G، تتعلق بالتكلفة، وتنسيق الطيف الترددي دوليًا، والتوافق مع البنية التحتية الحالية، لكن الاستعدادات بدأت بالفعل، والأبحاث تسير بوتيرة متسارعة لبلوغ هذه القمة التقنية.

في النهاية، الجيل السادس ليس مجرد تحديث أسرع للإنترنت، بل هو تغيير جذري في الطريقة التي يعيش ويتفاعل بها الإنسان مع العالم الرقمي، إنها قفزة حضارية تُعيد تعريف الحدود بين الواقع والخيال، وبين الممكن والمستحيل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية