لأول مرة في الهواتف الذكية.. "جوجل" تطلق ميزة "غير مسبوقة" في أندرويد 16.. فما هي؟

كشفت تقارير تقنية حديثة أن نظام "أندرويد 16" سيأتي بميزة فريدة تُعتبر الأولى من نوعها على مستوى أنظمة الهواتف الذكية، حيث سيتمكن النظام من تحذير المستخدمين عند الاتصال بما يُعرف بـ"أبراج المحمول المزيفة"، وهي أدوات تُستخدم أحيانًا لاعتراض البيانات أو تعقب المستخدمين دون علمهم.
الميزة الجديدة التي ستُدمج في صميم النظام التشغيلي تهدف إلى اكتشاف محاولات الاختراق التي تتم من خلال ما يُعرف باسم "Stingrays" أو "IMSI Catchers"، وهي تقنيات تخدع الهاتف ليظن أنه يتصل ببرج شبكة رسمي، بينما في الحقيقة يتصل بجهاز يُستخدم للتجسس على المكالمات والرسائل وجمع بيانات الموقع.
إقرأ ايضاً:تحت شعار "لوّن صيفك" فعاليات صيف السعودية في جدة تخطف الأنظار بتجارب ساحرة 2025من الرياض إلى أوروبا.. الهلال يهدي المبتعثين تذاكر مجانية لقمة مانشستر سيتي
وتعتمد هذه الميزة على آليات متقدمة لتحليل سلوك الأبراج التي يتصل بها الهاتف، ومقارنة خصائصها مع قواعد بيانات موثوقة للشبكات الأصلية، ما يسمح برصد أي شذوذ في نمط الاتصال، والتنبيه فورًا للمستخدم عبر إشعار تحذيري يفيد بأن الشبكة المتصلة قد تكون غير آمنة أو مشبوهة.
كما ستعمل هذه الخاصية على تمكين التطبيقات الأمنية ونظام التشغيل من تعطيل الاتصال تلقائيًا في حال اكتشاف تهديد محتمل، أو على الأقل الحد من قدرة الهاتف على تبادل البيانات الحساسة أثناء الاتصال بهذه الأبراج المزيفة، في محاولة للحد من الأضرار المحتملة.
ويُعد تضمين هذه التقنية نقلة نوعية في مجال الحماية على مستوى المستخدم العادي، خاصة وأن هذه التهديدات لطالما كانت تُصنّف في السابق ضمن أسلحة التجسس الاحترافية التي يصعب رصدها، وغالبًا ما تُستخدم من قبل جهات غير معلومة لمراقبة الأفراد أو التجسس على مؤسسات.
ومن المتوقع أن تلقى هذه الميزة ترحيبًا واسعًا من قبل المدافعين عن الخصوصية وخبراء الأمن السيبراني، خصوصًا في ظل التوسع الكبير في التهديدات الرقمية التي تستهدف الهواتف الذكية باعتبارها الوسيلة الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية لنقل البيانات الشخصية والمصرفية.
ويُذكر أن نظام أندرويد في نسخته السادسة عشرة يضع خصوصية المستخدم وأمنه الرقمي على رأس أولوياته، حيث تتضمن التحديثات الأخرى تحسينات على إدارة الأذونات، وآليات أكثر شفافية في تتبع التطبيقات لخدمات الموقع، ومراقبة استخدام الميكروفون والكاميرا في الخلفية.
ولا تزال جوجل تختبر هذه الميزة في الإصدارات الأولية من "أندرويد 16"، ومن المرجح أن تكون متاحة بشكل رسمي في وقت لاحق من العام الجاري، مع دعم تدريجي لمختلف أنواع الهواتف التي تعمل بالنظام، وخاصة الطرازات الحديثة التي تمتلك قدرات معالجة وتحليل إشارات أكثر تقدمًا.
بفضل هذه الخطوة، يبدو أن الهواتف الذكية قد بدأت تدخل حقبة جديدة من الدفاعات الذاتية، لم تعد تكتفي بحماية البيانات من الفيروسات والتطبيقات الخبيثة، بل باتت قادرة على التصدي لأكثر أدوات التجسس تعقيدًا، مما يعزز ثقة المستخدم في بيئة التشغيل التي يحملها في جيبه.
وإذا ما تم تعميم هذه التقنية على نطاق واسع، فقد تشكل ضغطًا على مصنعي الأنظمة الأخرى، وعلى رأسها "iOS"، لتوفير حلول مماثلة، مما يرفع مستوى الحماية في سوق الهواتف الذكية بشكل عام، ويجعل من الخصوصية أولوية تتنافس عليها الشركات كما تتنافس على الكاميرا والبطارية.
ورغم أن الأبراج المزيفة لا تنتشر بشكل كبير في الاستخدامات المدنية، فإن وجود مثل هذه الميزة يضع أدوات التجسس تحت الضوء ويُربك عمل من يستخدمونها في الخفاء، ويمنح المستخدم العادي نوعًا من السلطة الرقمية كان محصورًا في السابق على الخبراء فقط.
بهذا التحديث المرتقب، تؤكد "جوجل" أنها جادة في دفع أنظمة الأندرويد إلى مستوى جديد من الحماية، حيث لا تكتفي بمنح المستخدم تحكمًا أكبر في بياناته، بل تسعى أيضًا لحمايته حتى من التهديدات التي لا يراها، أو ربما لا يعلم بوجودها أصلًا.
الميزة الجديدة في "أندرويد 16" ليست مجرد أداة تنبيه، بل هي أشبه بدرع خفي يرافق المستخدم أثناء تنقله، يراقب شبكته دون تدخل منه، ويتدخل فقط حين يشعر بالخطر، إنها خطوة تقنية صغيرة، لكنها تمثل قفزة كبيرة في معركة الحفاظ على الخصوصية في العصر الرقمي.