في رحاب المسجد النبوي.. "شؤون الحرمين" تعلن انطلاق دورة الإقراء الصيفية لنشر علوم القرآن

أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن انطلاق الدورة الصيفية للإقراء في رحاب المسجد النبوي الشريف، وذلك ضمن برامج مشيخة الإقراء، والمخصصة للرجال والنساء على حد سواء، في خطوة تعكس حرص الرئاسة على نشر علوم القرآن الكريم وتعزيز إتقان تلاوته وتجويده، في أجواء تعبق بالإيمان والسكينة.
وتُقام هذه الدورة المباركة برعاية معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الذي يؤكد دومًا على أهمية العناية بكتاب الله تعالى، ورفع مستوى الإقبال على تعلمه وتعليمه، باعتباره مصدر النور والهداية، وأساس الرسالة المحمدية التي بُعث بها النبي صلى الله عليه وسلم للعالمين.
إقرأ ايضاً:تجربة تقنية ملهمة في جدة.. 521 موهوبًا يشعلون أروقة جامعة "الملك عبدالعزيز" في رحلة علمية فريدة "الزكاة والضريبة" تُعلن عن شروط جديدة لاستيراد الدراجات النارية
ومن المقرر أن تنطلق فعاليات الدورة يوم الإثنين المقبل، الموافق 5 محرم 1447هـ، وتستمر حتى 15 صفر 1447هـ، في فترة زمنية مناسبة تتيح لأكبر عدد من المهتمين والمهتمات المشاركة والاستفادة من البرنامج، خصوصًا خلال العطلة الصيفية التي تشهد إقبالًا كبيرًا على مثل هذه البرامج النوعية.
وقد تم تخصيص مواقع مهيأة داخل أروقة المسجد النبوي لإقامة هذه الدورة، بما يضمن سهولة الوصول، وراحة المشاركين، ويتيح أجواء روحانية وتعليمية مثالية، تساعد على التركيز والتفرغ لتلقي العلم، في مكان يُعد من أطهر بقاع الأرض، ويحتضن بين جنباته تاريخ الرسالة والنبوة.
ويأتي البرنامج ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها رئاسة الشؤون الدينية للعناية بالقرآن الكريم وأهله، من خلال إتاحة الفرصة للراغبين في تعلم فنون التلاوة والإقراء، تحت إشراف نخبة من العلماء والمقرئين المعروفين بتمكنهم وسعة علمهم وخبراتهم في علم القراءات.
ويُعد هذا البرنامج أحد أوجه خدمة الحرمين الشريفين لكتاب الله، بما يحمله من عناية متقنة، وتنظيم احترافي، ومحتوى علمي متميز، حيث لا تقتصر الدورة على الحفظ فقط، بل تشمل إتقان مخارج الحروف، وأحكام التجويد، والوقوف على الفروق الدقيقة بين الروايات المختلفة في القراءات.
وتحرص الرئاسة من خلال هذه الدورة على تمكين المتعلمين من فهم عميق ودقيق لنصوص القرآن الكريم، بما يُسهم في تعزيز الوعي الديني، والارتقاء بالمستوى القرآني العام، وإحياء سنة الإقراء المتوارثة التي شكّلت أحد أعمدة التواصل العلمي في الأمة الإسلامية على مر القرون.
كما أن إشراك النساء في هذه الدورة، في بيئة آمنة ومنظمة، يعكس التزام الرئاسة بالتوسع في إشراك كافة شرائح المجتمع في مسيرة العلم والقرآن، وفتح الأبواب أمام الجميع للنهل من معينه الزلال، وتعزيز مساهمتهن في حفظ ونشر وتعليم كتاب الله.
ودعت الرئاسة الراغبين والراغبات إلى سرعة التسجيل عبر القنوات المعتمدة، وعدم تفويت فرصة الحضور في هذه الدورة الفريدة، التي تُعقد في رحاب المسجد النبوي، حيث الأجواء الإيمانية تظلل كل ركن، وحيث تُستشعر البركة مع كل آية تُتلى، وكل حرف يُتقن.
وتُعتبر هذه المبادرة من المبادرات التي تترجم توجه المملكة المستمر نحو دعم الأنشطة الدينية والتعليمية في الحرمين الشريفين، وترسيخ مكانتهما كمنارتين علميتين، إلى جانب مكانتهما الروحية، بما يعزز من أثرهما الحضاري والديني محليًا وعالميًا.
وتأتي الدورة في سياق متصل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لاسيما في ما يتعلق بتعزيز الهوية الإسلامية، وتمكين القطاع الديني من أداء دوره بكفاءة واحترافية، وذلك من خلال مبادرات نوعية تؤكد أن خدمة القرآن الكريم وأهله هي من أولويات الدولة وقيادتها الرشيدة.
ويأمل القائمون على البرنامج أن تسهم هذه الدورة في تخريج جيل جديد من القراء والقراءت المتمكنين، القادرين على نشر علوم القرآن بأسلوب علمي سليم، وإحياء سنة الإقراء التي تُعد من أبرز صور التلقي الشرعي المتسلسل، المتصل بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتمثل هذه الدورة دعوة مفتوحة لكل من يرغب في تعظيم كتاب الله في قلبه ولسانه، سواء من الحافظين أو من المبتدئين، في مشوار لا ينتهي من التعلم والتحسين والتدبر، فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه"، وها هي أبواب الخير تُفتح من جديد في المدينة المنورة.