تجربة تقنية ملهمة في جدة.. 521 موهوبًا يشعلون أروقة جامعة "الملك عبدالعزيز" في رحلة علمية فريدة

جامعة الملك عبدالعزيز
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

انطلقت بجامعة الملك عبدالعزيز فعاليات برنامج "موهبة الإثرائي الأكاديمي 2025"، في خطوة جديدة تؤكد التزام الجامعة بدعم الموهبة الوطنية، وذلك بالشراكة مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"، وسط مشاركة واسعة ضمت 521 طالبًا وطالبة من مختلف مناطق المملكة، يمثلون نخبة العقول الواعدة في المملكة، ويعد هذا البرنامج من أبرز المبادرات التي تعكس الطموح الوطني نحو بناء جيل متسلح بالعلم والابتكار.

وتوزعت المشاركة بين 192 طالبًا في شطر الطلاب، و329 طالبة في شطر الطالبات، في مؤشر لافت على اتساع رقعة الإقبال على برامج رعاية الموهوبين، خصوصًا أن البرنامج لا يكتفي بالتدريب الأكاديمي، بل يتجاوز ذلك ليشكل بيئة تعليمية متكاملة تُعنى بتطوير الشخصية وتنمية التفكير الإبداعي وصقل المهارات المستقبلية.


إقرأ ايضاً:المملكة تعلن عن تطوير محمية طبيعية جديدة بأسلوب مبتكر ومستدام "الزكاة والضريبة" تُعلن عن شروط جديدة لاستيراد الدراجات النارية

ويتلقى المشاركون خلال البرنامج وحدات علمية متقدمة مصممة خصيصًا لتواكب الثورة المعرفية العالمية، حيث تشمل مجالات نوعية مثل الذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، الهندسة، الفيزياء، والتشريح، بالإضافة إلى تخصصات دقيقة كالتقنية الحيوية، علم البيانات، الأمن السيبراني، والتشفير، ما يمنح الطلبة أدوات معرفية متقدمة تتجاوز المناهج التقليدية.

ولا تقتصر تجربة الطلاب على الجانب الأكاديمي فقط، بل تتضمن أيضًا حقائب مهارية تهدف إلى صقل الجوانب الشخصية، من خلال موضوعات مثل الذكاء العاطفي، وتعزيز قيم المواطنة، والاعتزاز بالهوية الوطنية، وهي عناصر تُعد حجر الأساس في بناء شخصية متكاملة قادرة على التفاعل الإيجابي مع المتغيرات المجتمعية والتقنية.

ويُعد البرنامج من أبرز المسارات التكاملية بين الجامعات الوطنية والمؤسسات الداعمة للموهبة، إذ يسعى إلى بناء منظومة تعليمية تجمع بين المعرفة التخصصية والمهارة الفردية، في إطار تربوي وطني يسعى إلى إعداد جيل سعودي قادر على المنافسة عالميًا والمساهمة في تقدم البلاد علميًا واقتصاديًا.

ومن أبرز الأنشطة المصاحبة للبرنامج، زيارة مركز التميز البحثي في الحوسبة عالية الأداء بجامعة الملك عبدالعزيز، حيث أتيحت للمشاركين فرصة التعرف على السوبركمبيوتر "عزيز"، أحد أبرز الإنجازات التقنية الوطنية، وذلك بهدف ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، وإلهام الطلاب نحو مجالات البحث العلمي المتقدمة.

ويأتي تنفيذ البرنامج ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تركز على تنمية رأس المال البشري ورفع مستوى الكفاءة التعليمية، من خلال استثمار العقول الشابة وتوجيهها نحو مجالات واعدة، ما يسهم في بناء اقتصاد معرفي يرتكز على الإبداع والتقنية، ويضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة علميًا.

وقد شهد البرنامج دعمًا مؤسسيًا كبيرًا من جامعة الملك عبدالعزيز، التي تؤدي دورًا محوريًا في تمكين برامج الموهبة، من خلال توفير البيئة الأكاديمية، والبنية التحتية البحثية، والخبرات التعليمية التي تعزز من قيمة التجربة وتفتح أمام المشاركين آفاقًا أوسع في التفكير والاكتشاف.

ويُعزز البرنامج فرص الطلاب في استكشاف التخصصات التي تتوافق مع ميولهم وقدراتهم، حيث صُممت المناهج بعناية لتمنحهم تجربة أقرب إلى التعليم الجامعي المتقدم، في سن مبكرة، ما ينعكس على نضجهم الفكري ومهاراتهم التحليلية، ويزيد من فرصهم في اتخاذ قرارات أكاديمية ومهنية مبنية على الوعي والمعرفة.

وتُعد مؤسسة "موهبة" من الشركاء الرئيسيين في هذا التحول النوعي في تعليم الموهوبين، إذ تواصل جهودها في اكتشاف ورعاية وتمكين المتميزين علميًا من خلال برامج ومبادرات متنوعة، ويُعتبر برنامج "موهبة الإثرائي الأكاديمي" أحد أعمدة تلك الجهود، التي تراهن على العقل السعودي كمورد استراتيجي للمستقبل.

وتحظى النسخة الحالية من البرنامج بمتابعة مكثفة من أولياء الأمور والخبراء، الذين يرون في مثل هذه المبادرات فرصة ذهبية لتأهيل الجيل القادم من العلماء والمهندسين والمفكرين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى كفاءات قادرة على التعامل مع التحديات العالمية المتسارعة.

كما يسهم البرنامج في تعزيز روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلبة، إذ يتضمن مشاريع وأنشطة تعتمد على التفاعل المشترك وتبادل الأفكار، ما يرسخ قيم القيادة والتواصل، ويمنحهم القدرة على العمل ضمن فرق متعددة التخصصات، وهي مهارات أساسية في بيئة العمل المستقبلية.

ويعكس البرنامج نجاح تجربة التكامل بين الجامعات والجهات الداعمة للموهبة، حيث يجسد نموذجًا ناجحًا في توجيه الموارد نحو تمكين العقول، واستثمار الإمكانات المحلية، وبناء قاعدة صلبة لمجتمع علمي متطور، لا يكتفي بالاستهلاك، بل يسهم في صناعة المعرفة وإنتاجها.

وينتظر أن تسفر هذه التجربة عن اكتشاف مزيد من الطاقات الواعدة، التي ستحمل على عاتقها مستقبل المملكة العلمي، وتسهم في بناء مجتمع سعودي أكثر استعدادًا للمنافسة والإبداع، ضمن رؤية وطنية ترى في الموهبة طريقًا للتقدم، وفي الشراكات منصة للنجاح.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية