"نهر الخير" يتدفق.. مساعدات سعودية عاجلة تصل إلى 3 دول تعاني من "أزمات حادة".. فما هي؟

يواصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أداء دوره الريادي في تقديم العون والإغاثة للدول المحتاجة، حيث أطلق مؤخرًا دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية ضمن حملة "نهر الخير"، مستهدفًا ثلاث دول تعاني من أزمات غذائية وصحية حادة، هي السودان واليمن ونيجيريا.
الحملة التي تحمل اسمًا يحمل في طياته الأمل والعطاء، جاءت استجابة للاحتياجات المتزايدة في هذه الدول، في ظل التحديات الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها ملايين السكان، سواء بفعل النزاعات المسلحة أو التدهور الاقتصادي أو الكوارث الطبيعية.
إقرأ ايضاً:تجربة تقنية ملهمة في جدة.. 521 موهوبًا يشعلون أروقة جامعة "الملك عبدالعزيز" في رحلة علمية فريدة "الزكاة والضريبة" تُعلن عن شروط جديدة لاستيراد الدراجات النارية
ففي السودان، الذي يمر بظروف استثنائية منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، كثّف المركز جهوده لدعم النازحين داخليًا في ولاية نهر النيل وولايات دارفور، حيث جرى توزيع آلاف السلال الغذائية على الأسر التي فقدت مصادر دخلها وتقطعت بها سبل العيش.
وشملت المساعدات في السودان كذلك توفير مواد طبية عاجلة للمراكز الصحية والمستشفيات الميدانية التي تعاني نقصًا حادًا في الإمدادات، حيث تم تزويد أكثر من 15 منشأة صحية بمستلزمات إسعافية وأدوية أساسية تخدم آلاف المرضى والجرحى.
أما في اليمن، فقد واصل المركز تنفيذ برامجه الإغاثية في عدد من المحافظات المحررة، من خلال توزيع سلال غذائية تحتوي على المواد الأساسية، إضافة إلى حليب الأطفال المدعّم والمواد الوقائية للمصابين بسوء التغذية، بالتعاون مع الجهات المحلية.
وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية في اليمن خلال الأسبوع الماضي فقط أكثر من 32 ألف فرد، وجرى التركيز على الفئات الأشد ضعفًا مثل النساء الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في إطار حرص المركز على العدالة في التوزيع.
وفي المجال الصحي، وفّر المركز شحنات من الأدوية والمضادات الحيوية والمحاليل الوريدية للمستشفيات التي تعاني من نقص في التمويل، كما دعم مراكز الأمومة والطفولة بتجهيزات طبية حديثة، لتحسين فرص الرعاية الصحية للنساء الحوامل والمواليد الجدد.
وفي نيجيريا، إحدى الدول الإفريقية التي تواجه أزمة إنسانية معقدة في المناطق الشمالية الشرقية بسبب الهجمات الإرهابية والنزوح الواسع، قام مركز الملك سلمان بإطلاق مشروع توزيع سلال غذائية طارئة في ولايتي بورنو ويوبي، حيث تنتشر مخيمات النازحين داخليًا.
وتضمنت المساعدات الغذائية في نيجيريا توزيع أكثر من 5 آلاف سلة تحوي مكونات غذائية رئيسية مثل الأرز والزيت والبقوليات والسكر، إلى جانب عبوات مياه نظيفة ومواد تعقيم، بهدف تقليل خطر تفشي الأمراض المعدية بين السكان المتضررين.
كما أطلق المركز بالتعاون مع شركائه المحليين في نيجيريا قوافل صحية متنقلة تقدم الرعاية الطبية الأولية للنازحين، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها منشآت صحية ثابتة، حيث جرى علاج أكثر من 1200 حالة خلال الأيام القليلة الماضية.
ويأتي تنفيذ هذه المساعدات في إطار رسالة المركز التي تقوم على مبادئ الإنسانية وعدم التحيز، إذ لا تُميّز المساعدات بين المتلقين على أساس العرق أو الدين أو التوجه السياسي، وإنما تُقدّم بناءً على تقييم الاحتياج والضرر.
ويؤكد مسؤولو المركز أن اختيار الدول الثلاث جاء استنادًا إلى دراسات ميدانية واستشارات مع منظمات دولية، وأن الدعم المقدم ينسجم مع سياسة المملكة في الوقوف مع الشعوب المنكوبة، ومدّ يد العون لهم في أحلك الظروف.
وتأتي هذه الجهود استكمالًا لدور المملكة العربية السعودية في المجال الإنساني العالمي، حيث يُعد مركز الملك سلمان للإغاثة من أبرز الأذرع التنفيذية للمساعدات السعودية، بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
وتُظهر تقارير المركز أن المساعدات السعودية تجاوزت 90 دولة حول العالم، وبلغت مشاريع المركز أكثر من 2,300 مشروع في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتعليم والإيواء، ما يجعل المملكة في طليعة الدول المانحة على مستوى العالم.
وتُعتبر حملة "نهر الخير" واحدة من المبادرات المستمرة التي يسعى من خلالها المركز إلى تحقيق أثر فعلي على الأرض، عبر سرعة الاستجابة، وجودة التدخل، وتكامل الخدمات التي تُقدّم للمحتاجين في اللحظة المناسبة، وبصورة تحفظ كرامتهم وتعزز صمودهم.