كان على وشك "فقدان البصر نهائياً".. كيف أنقذ فريق طبي في القصيم عين شاب ثلاثيني؟

تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بمدينة القصيم من إنقاذ مريض ثلاثيني من فقدان دائم للبصر، بعد أن أُصيب بحالة طارئة أدت إلى تهتك في أنسجة العين وانفصال شبه كامل في الشبكية، كاد أن يُنهي قدرته على الإبصار نهائيًا.
وكان المريض قد وصل إلى قسم الطوارئ وهو يعاني من فقدان مفاجئ للرؤية في إحدى العينين، بالإضافة إلى آلام حادة واحمرار شديد، بعد تعرضه لإصابة مباشرة أثناء ممارسة نشاط رياضي. وعلى الفور، أُجريت له الفحوصات الطبية العاجلة من قبل فريق العيون المناوب.
إقرأ ايضاً:تجربة تقنية ملهمة في جدة.. 521 موهوبًا يشعلون أروقة جامعة "الملك عبدالعزيز" في رحلة علمية فريدة "الزكاة والضريبة" تُعلن عن شروط جديدة لاستيراد الدراجات النارية
وبحسب التقرير الطبي الصادر عن المستشفى، فقد كشفت الأشعة والفحوص السريرية عن وجود انفصال شبكي معقد مصحوب بنزيف داخلي وتهتك في الجسم الزجاجي للعين، وهي حالة طبية تُعد من الأسباب الأكثر خطورة لفقدان الإبصار إذا لم يتم التدخل العاجل.
وفي وقت قياسي، تم نقل المريض إلى غرفة العمليات حيث باشر الفريق الطبي بقيادة استشاري جراحة الشبكية والجسم الزجاجي، عملية دقيقة استغرقت نحو ثلاث ساعات، تم خلالها إصلاح الانفصال واستئصال النزيف وتنظيف التجويف الداخلي للعين.
وتطلبت الجراحة استخدام تقنيات مجهرية متقدمة وأجهزة حديثة لتثبيت الشبكية في موقعها الطبيعي، إلى جانب حقن مادة خاصة داخل العين تساعد في التثبيت والشفاء التدريجي، وهي تقنية تُستخدم فقط في المراكز المتخصصة التي تمتلك تجهيزات عالية المستوى.
وأكد الطبيب المعالج أن العملية كانت معقدة بسبب تأخر الحالة، حيث مضى على الإصابة أكثر من 48 ساعة قبل وصول المريض للمستشفى، مما زاد من احتمالات التدهور. ومع ذلك، تكللت الجراحة بالنجاح وتم الحفاظ على بنية العين ووظائفها البصرية.
وبعد الجراحة، تم إدخال المريض إلى وحدة المتابعة المكثفة بقسم العيون، حيث خضع للعلاج الداعم والمراقبة المستمرة، وأظهرت المؤشرات الأولية تحسنًا ملحوظًا في الرؤية، مع توقعات إيجابية لعودة النظر إلى مستويات طبيعية خلال الأسابيع المقبلة.
وأشار الطاقم الطبي إلى أن هذا النوع من الحالات يتطلب مهارة عالية في التشخيص والتدخل الجراحي، فضلًا عن ضرورة توفّر أجهزة دقيقة، وهو ما وفره المستشفى من خلال طواقم مؤهلة وتجهيزات طبية على أعلى المستويات.
من جانبه، عبّر المريض عن امتنانه العميق للفريق الطبي، مؤكدًا أنه كان على وشك فقدان الأمل في استعادة بصره، وأن الرعاية الطبية التي تلقاها منذ لحظة دخوله المستشفى وحتى خروجه من غرفة العمليات كانت على مستوى من الاحترافية والإنسانية يستحق الإشادة.
وتأتي هذه العملية في إطار سلسلة من الإنجازات الطبية التي يُحققها مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، الذي يُعد من أبرز المستشفيات المتخصصة في المملكة، خصوصًا في مجالات جراحة العيون الدقيقة والأمراض البصرية المعقدة.
ويؤكد القائمون على المستشفى أن هذا النجاح يعكس التزامهم بتوفير أفضل مستويات الرعاية الصحية، وأنهم يسعون باستمرار لتحديث تقنياتهم وتدريب كوادرهم الطبية وفق أحدث المعايير العالمية المعتمدة في القطاع الطبي.
ويُذكر أن مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب كانت قد حصلت مؤخرًا على عدد من الاعتمادات الدولية في الجودة وسلامة المرضى، مما يكرس موقعها الريادي بين المستشفيات الخاصة في المملكة والمنطقة.
ويشدد الأطباء على أهمية الفحص الفوري والتدخل السريع عند التعرض لأي إصابة في العين، حتى لو بدت بسيطة، لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات لا يمكن تداركها، خاصة في حالات النزيف أو الانفصال الشبكي.
هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسلة قصص النجاح الطبية التي أصبحت علامة فارقة في مسيرة مجموعة الدكتور سليمان الحبيب، ويُبرز مرة أخرى أهمية الاستثمار في الكوادر البشرية والتقنيات الحديثة لضمان تقديم خدمة صحية آمنة ومتقدمة.