بعد تقييم "صارم" لـ 80 ألف مشارك.. من هم الطلاب الذين نجحوا في "أصعب" اختبار فضائي؟

في مشهد علمي استثنائي يعكس تنامي الوعي الفضائي لدى الأجيال العربية الجديدة، أعلنت مسؤولة في مؤسسة «مداك» عن خضوع أكثر من 80 ألف طالب وطالبة من مختلف الدول العربية لمراحل تقييم علمية دقيقة ضمن فعاليات مسابقة الفضاء «مداك».
المسابقة، التي جاءت تحت إشراف علمي وتقني رفيع، استهدفت تحفيز العقول اليافعة على استكشاف علوم الفضاء، وتوظيف قدراتهم في الابتكار والبحث، ضمن بيئة تنافسية تسعى لاكتشاف المواهب الفريدة في هذا المجال المتقدّم.
إقرأ ايضاً:خطأ واحد في "ترتيب الرغبات" قد يكلفك مقعدك الجامعي.. "قبول" تقدم نصائح حاسمةرغم عقده حتى 2030.. "نجم النصر الشاب" على أبواب الرحيل.. والنادي يرحب بالعروض
وشهدت المسابقة مشاركة واسعة من طلاب وطالبات المدارس والجامعات، حيث توافد المتنافسون من بيئات تعليمية وثقافية متعددة، جمعتهم الرغبة في فهم المجهول، والانخراط في تجربة تعليمية غير تقليدية، تنقلهم من الصفوف الدراسية إلى عوالم الفضاء الرحبة.
وتمت عملية التقييم على مراحل متعددة، بدءًا من اختبارات أولية شملت أساسيات علوم الفضاء والفيزياء، وصولًا إلى مشاريع تطبيقية وتصميمات تقنية، قُدمت أمام لجان تحكيم ضمت نخبة من العلماء والمهندسين والخبراء من جهات أكاديمية ومؤسسات فضائية مرموقة.
وعبّرت المسؤولة عن فخرها بنجاح البرنامج في احتضان هذا العدد الكبير من الطلبة، مؤكدة أن المعايير التي وُضعت لاختيار المتأهلين كانت صارمة، حرصًا على ترسيخ العدالة العلمية، وتحفيز التميز والقدرة على التفكير التحليلي وحل المشكلات.
كما أوضحت أن الدعم الذي حظيت به المسابقة من جهات تعليمية ومؤسسات علمية محلية وإقليمية، ساعد في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين بعلوم الفضاء، مما زاد من قوة التنافس، ورفع من جودة المشاريع المتقدمة.
وأشارت إلى أن التجاوب الكبير من المشاركين يؤكد مدى تعطش الشباب العربي للانخراط في ميادين العلم والتقنية، خصوصًا في مجالات مثل الفضاء، التي ما زالت تحمل وعودًا مستقبلية هائلة، من حيث الفرص والمهن الجديدة.
وأكّدت أن المسابقة لم تقتصر على المهارات المعرفية فقط، بل شملت جوانب القيادة والعمل الجماعي، حيث طُلب من المتسابقين تنفيذ مشاريع ضمن فرق صغيرة، بما يعزز روح التعاون والانضباط والابتكار الجماعي.
ولفتت إلى أن بعض المشاركين فاجأوا لجان التحكيم بأفكار سباقة، تصاميم تقنية تعكس فهمًا عميقًا لتطبيقات الفضاء، ما أعطى مؤشرًا واعدًا على جودة التعليم الذي يتلقاه هؤلاء الطلبة، رغم تفاوت الموارد والإمكانات بين الدول.
وكشفت أن الطلاب الذين اجتازوا جميع مراحل التقييم، سينالون فرصًا للمشاركة في ورش عمل تخصصية، وزيارات ميدانية لمراكز أبحاث ووكالات فضاء، ما من شأنه تعزيز تجربتهم الواقعية وربطهم بشكل مباشر بعالم الاستكشاف الفضائي.
وبيّنت أن بعض المشاريع المرشحة لاقت اهتمامًا من مؤسسات علمية عالمية، مع إشارات لوجود إمكانية لدعم هذه النماذج وتطويرها إلى حلول فعلية، يمكن دمجها في برامج علمية وتجريبية مستقبلية.
وتسعى «مداك» من خلال هذه المسابقة إلى ترسيخ ثقافة البحث العلمي، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو مجالات العلوم الدقيقة، في وقت تزداد فيه الحاجة عالميًا إلى كوادر مؤهلة في قطاعات الفضاء والتقنية.
ورغم التحديات اللوجستية والاختلافات بين أنظمة التعليم في الدول المشاركة، نجح القائمون على المسابقة في خلق بيئة افتراضية متقدمة مكّنت الجميع من المشاركة العادلة، سواء من خلال منصات رقمية أو لجان تقييم متنقلة.
واختتمت المسؤولة حديثها بالتأكيد على أن ما تحقق حتى الآن ليس سوى بداية، وأن الخطط المستقبلية تتجه نحو توسيع نطاق المسابقة، وتأسيس برامج طويلة الأمد لإكتشاف ودعم المواهب العلمية في العالم العربي.