احتفالية إيمانية.. تثبيت كسوة الكعبة الجديدة مع مطلع العام الهجري 1447هـجريًا

كسوة الكعبة الجديدة
كتب بواسطة: محمد الحكيم | نشر في  twitter

شهد المسجد الحرام صباح اليوم مراسم مهيبة ومهيبة تم خلالها تثبيت كسوة الكعبة المشرفة الجديدة، تزامنًا مع دخول العام الهجري الجديد 1447هـ، هذه العملية الروحانية التي تحظى باهتمام كبير، تمت تحت إشراف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تتابع بدقة كافة تفاصيل العمل لضمان المحافظة على قدسية هذا الحدث الديني السنوي.

عند وصول الكسوة الجديدة إلى المسجد الحرام، تولى الفريق الفني المختص نقلها فورًا إلى الجهات الأربعة للكعبة المشرفة، حيث تم تثبيتها بدقة عالية واتباع إجراءات دقيقة وفقًا للمعايير الفنية والتنظيمية المعتمدة، هذه العملية التي تحتاج إلى خبرة كبيرة وعناية فائقة، تعد من أهم الطقوس التي تعكس عراقة وحفاوة المملكة بخدمة الحرمين الشريفين.


إقرأ ايضاً:الرقابة تتكثف.. الصناعة تواصل جهودها لضمان جودة الإنتاج وسلامة المصانعلتقليص "الفجوة" بين التعليم وسوق العمل.. كيف ستساعدك هذه المنصة الجديدة على بناء مسارك المهني؟

شارك في تنفيذ هذا العمل 154 صانعًا سعوديًا، جميعهم مختصون في صناعة كسوة الكعبة، ما يعكس الجهود الوطنية المبذولة للحفاظ على هذا التراث الإسلامي العظيم.

استخدم هؤلاء الحرفيون نحو 825 كيلوجرامًا من الحرير الطبيعي، إلى جانب 120 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، و60 كيلوجرامًا من أسلاك الفضة الخالصة، بالإضافة إلى 410 كيلوجرامات من القطن المستخدم في القماش الداخلي للكسوة، مما يعكس دقة التفاصيل وحجم العمل الضخم الذي يتطلب تنسيقًا عاليًا.

الكسوة الجديدة تحمل نقوشًا قرآنية مطرزة بشكل فني راقٍ، لتعبر عن الروحانية والجمال الذي يتميز به هذا الغطاء الذي يعكس مكانة الكعبة في قلوب المسلمين حول العالم، تأتي هذه النقوش ضمن إطار جمالي وروحاني متكامل، يتناغم مع قدسية المكان ويعزز من هالة الإيمان التي تحيط بالكعبة المشرفة.

وشهدت مراسم هذا العام مشاركة خاصة لأبناء شهداء الواجب، في بادرة إنسانية تعكس مكانتهم الرفيعة وتكريم المملكة لهم، هذه المشاركة تُجسد روح الوفاء والعرفان التي توليها القيادة الرشيدة لأبناء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الوطن، مما يعزز القيم الوطنية والإنسانية في هذه المناسبة الدينية العظيمة.

يُذكر أن مراسم تغيير كسوة الكعبة تعد تقليدًا سنويًا ثابتًا يُنفذ مع بداية شهر المحرم، وتُجسد هذه المراسم الاهتمام الكبير والرعاية المستمرة التي توليها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين، انطلاقًا من رسالتها الإسلامية ومسؤوليتها في خدمة ضيوف الرحمن والزوار من كافة أنحاء العالم.

هذا الحدث السنوي لا يقتصر فقط على عملية فنية أو طقوس دينية، بل هو تعبير حي عن عمق الالتزام الديني والوطني للمملكة، ويعكس حرصها الدائم على المحافظة على قدسية بيت الله الحرام وصيانته بأفضل صورة ممكنة.

كذلك تسلط هذه المناسبة الضوء على الجهود الوطنية المكثفة والتقاليد الإسلامية العريقة التي تعزز مكانة المملكة كحامية للحرمين الشريفين وراعية لسلامة وأمن الزوار والحجاج.

من خلال هذا العمل الكبير، يبرز جليًا مدى الاحترافية التي يتمتع بها الحرفيون السعوديون، الذين يكرسون مهاراتهم وإبداعهم لخدمة أهم موقع ديني في العالم الإسلامي، ويأتي هذا في إطار دعم المملكة لمواهبها الوطنية وتكريمها لتراثها الإسلامي والثقافي، وهو ما يشكل نموذجًا فريدًا في الجمع بين الحرفية العالية والروحانية الدينية.

في الختام، يظل تغيير كسوة الكعبة المشرفة مناسبة ذات أبعاد دينية ووطنية وإنسانية عميقة، تؤكد على مكانة المملكة المحورية في العالم الإسلامي، وتعزز من روح الوحدة والتكاتف بين المسلمين، وتبرهن على الدور التاريخي الذي تقوم به في الحفاظ على المقدسات الإسلامية بأعلى درجات الاحترام والتقدير.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية