الأرصاد تطلق تحذيرات رسمية مبكرة.. موجات حر غير معتادة في صيف المملكة 2025

الأرصاد تطلق تحذيرات رسمية مبكرة.. موجات حر غير معتادة في صيف المملكة 2025
كتب بواسطة: سعد محمد | نشر في  twitter

أصدر المركز الوطني للأرصاد في السعودية، توقعاته الموسمية لصيف عام 2025، مشيرًا إلى احتمالية تسجيل درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية المعتادة على عدد من المناطق، تشمل أجزاء من الرياض والقصيم وحائل والمنطقة الشرقية، إلى جانب الحدود الشمالية، ولفت التقرير إلى أن هذه التوقعات تعتمد على نماذج مناخية متقدمة وتحاليل مستفيضة للأنماط الجوية السائدة عالميًا.

وأشار المركز إلى أن فصل الصيف هذا العام قد يشهد موجات حر متكررة تمتد لفترات أطول من المعتاد، خصوصًا خلال شهري يوليو وأغسطس، مع إمكانية تجاوز درجات الحرارة حاجز الـ48 درجة مئوية في بعض المواقع الداخلية، وسط تحذيرات من ارتفاع معدل الشعور بالحرارة، خاصة في ساعات الظهيرة.


إقرأ ايضاً:هل يفقد الأخضر توازنه في ربع النهائي؟.. إصابات تربك الحسابات قبل لقاء المكسيك المرتقبتحذير للحجاج المغادرين.. "وزارة الحج" تكشف عن "أكبر تحدٍ" يواجهكم في المطارات

وتأتي هذه التوقعات في ظل ظواهر مناخية متغيرة على مستوى العالم، أبرزها استمرار تأثيرات التغير المناخي والاحترار العالمي، ما يعزز من فرص تسجيل مواسم صيفية أشد حرارة في مناطق تقع تحت تأثير الكتل الهوائية الجافة والقارية، مثل وسط وشمال المملكة.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للأرصاد أن البيانات المناخية المتاحة تُظهر انحرافًا في درجات الحرارة عن المتوسط المناخي بنسبة تتراوح بين نصف إلى درجة ونصف مئوية فوق المعدل، وهو ما يعد فارقًا كبيرًا في السياق المناخي الإقليمي للمملكة.

وتوقع المركز أن تشهد بعض المحافظات موجات غبار متكررة نتيجة تصاعد درجات الحرارة ونشاط الرياح السطحية، خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض في مدى الرؤية الأفقية خلال فترات النهار، ويؤثر على حركة النقل والسفر.

وحث المركز المواطنين والمقيمين على ضرورة اتباع الإرشادات الوقائية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة، مع التأكيد على أهمية استخدام واقيات الرأس والإكثار من شرب المياه للحد من آثار الإجهاد الحراري وضربات الشمس المحتملة.

وفي هذا السياق، بدأت الجهات المختصة، بما في ذلك وزارة الصحة والدفاع المدني، التنسيق المسبق استعدادًا لأي طوارئ ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، وذلك عبر رفع جاهزية المستشفيات ومراكز التبريد المؤقتة، وتفعيل خطط الطوارئ لمواجهة موجات الحر المتوقعة.

وتُعد المناطق المتأثرة مثل الرياض والقصيم والشرقية من أكثر المناطق كثافة سكانية، ما يستدعي استجابة استباقية لتقليل تأثير ارتفاع الحرارة على البنية التحتية، وخصوصًا في ما يتعلق باستهلاك الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد.

وأكد المركز أن هذه التوقعات تُحدث بشكل دوري طوال فترة الصيف، مع تحديثات أسبوعية تستند إلى الرصد المستمر للأقمار الصناعية ومحطات المراقبة الأرضية، مما يتيح دقة أعلى في التنبؤ وتحديث الإجراءات الوقائية تبعًا لتطور الأحوال الجوية.

وأوضح التقرير أن تأثيرات الاحترار العالمي تزداد وضوحًا في السنوات الأخيرة، حيث أظهرت الإحصائيات المناخية تصاعدًا تدريجيًا في معدلات الحرارة السنوية بالمملكة، ما يجعل الفصول الصيفية أكثر تطرفًا من حيث الحرارة والجفاف.

كما دعا المركز الجهات المعنية بالمرافق العامة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل تأثير الحرارة المرتفعة على الخدمات، بما في ذلك تأمين مصادر المياه والتأكد من كفاءة شبكات الكهرباء، إضافة إلى تنظيم أعمال الصيانة في الطرق والبنية التحتية لتفادي الأعطال الناتجة عن الإجهاد الحراري.

من جانبهم، أبدى خبراء مناخ اهتمامًا خاصًا بالتأثيرات المتوقعة على القطاع الزراعي، لا سيما في المناطق المكشوفة التي تعتمد على الري السطحي، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة قد يتسبب في خسائر للمحاصيل الحساسة ويتطلب إعادة جدولة الري ومراجعة استراتيجيات الزراعة الصيفية.

وعلى الرغم من أن هذه الظروف المناخية تعد امتدادًا لمعدلات الحرارة المعتادة في المملكة خلال الصيف، فإن الاستمرار في تسجيل درجات أعلى من المعدل يفرض تحديات إضافية على القطاعات الصحية والاقتصادية، وهو ما يستوجب تخطيطًا مبكرًا وتعاونًا بين مختلف الأجهزة المعنية.

وختم المركز الوطني للأرصاد بيانه بالتأكيد على أن صيف 2025 سيكون اختبارًا مهمًا لجاهزية المؤسسات والمجتمع للتعامل مع موجات الحر، داعيًا الجميع إلى متابعة النشرات الجوية الرسمية وتجنب تداول المعلومات غير الدقيقة التي قد تُسبب حالة من الهلع أو الارتباك.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية