تجمع الشرقية الصحي يدعو إلى الحذر من أعراض الإجهاد الحراري خلال الصيف

في صيف يزداد وهجه عامًا بعد عام، وجّه تجمع الشرقية الصحي رسالة تحذيرية مدروسة إلى أفراد المجتمع، داعيًا إلى اليقظة والانتباه من مخاطر الإجهاد الحراري، خصوصًا في الأماكن المفتوحة كالشواطئ والمسابح، حيث تتضاعف درجات الحرارة وتقل سُبل الحماية.
الحملة التوعوية التي حملت شعارًا لافتًا "صيفك الصحي يبدأ من وعيك"، لم تأتِ من فراغ، بل من واقع ميداني رصد حالات متزايدة من الإنهاك الحراري، تبدأ عادة بأعراض تبدو بسيطة مثل التعرق الشديد والدوخة والغثيان، لكنها قد تتطوّر سريعًا إذا أُهملت.
إقرأ ايضاً:"بيان عاجل" من وزارة التعليم.. تغيير جذري في آلية القبول الجامعي للعام المقبللتعزيز "مرونته المالية".. صندوق الاستثمارات العامة يطلق "أداة تمويلية" جديدة لأول مرة في تاريخه
وأكد التجمع أن هذه المؤشرات الأولية، وإن بدت مألوفة في الجو الحار، إلا أنها تُعد نداء استغاثة من الجسم، ويجب التعامل معها بجدية، لا سيما في أوساط الفئات الأكثر عرضة للمخاطر كالأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وشدّد الخبراء المشاركون في الحملة على أن أول خطوة للوقاية تبدأ من الوعي، فمعرفة الأعراض والاستجابة السريعة لها، مثل الانتقال إلى مكان بارد وتناول كميات كافية من الماء، قد تكون كفيلة بمنع تفاقم الحالة.
ونبّه التجمع إلى أن حرارة الأجواء في مناطق المملكة الشرقية قد تصل لمستويات خطرة، تجعل من مجرد التعرض للشمس لبضع دقائق دون حماية، سببًا كافيًا لبدء نوبة من الإجهاد الحراري الذي قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
كما أشار إلى أن مظاهر الترفيه الصيفي، رغم متعتها، قد تتحوّل إلى بيئة محفوفة بالمخاطر إذا غاب الوعي، فالمسابح المكشوفة والمسطحات الرملية الساخنة تحت الشمس تمثل تحديًا صحيًا لا يمكن تجاهله.
وأكد الأطباء المشاركون أن الكثير من حالات الإجهاد تبدأ تدريجيًا، ويخطئ البعض في تفسيرها على أنها تعب طبيعي، بينما هي في الحقيقة إنذار يجب ألا يُهمل، محذرين من مغبة التأخر في اتخاذ الخطوات العلاجية السريعة.
وأضاف التجمع أن الجسم في الصيف يفقد سوائل بكميات أكبر من المعتاد، وأن التعويض لا يكون بالماء فقط، بل بتناول وجبات خفيفة غنية بالأملاح والمعادن لتعويض النقص المحتمل ومنع الدخول في دوامة الجفاف.
وفي السياق ذاته، دعا إلى ارتداء الملابس الخفيفة والفاتحة اللون، والابتعاد عن ممارسة النشاطات البدنية الشاقة في ذروة الحر، معتبرًا أن هذه الإجراءات البسيطة تشكّل خط الدفاع الأول ضد الإصابات المرتبطة بالحرارة.
وأكد أن المنشآت الصحية في الشرقية على أتم استعداد لاستقبال أي حالات طارئة ناتجة عن الإجهاد الحراري، مع تجهيز الكوادر الطبية بالتوجيهات اللازمة للتعامل الفوري مع مثل هذه الحالات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.
ولفت إلى أهمية متابعة المؤشرات الحيوية للحالة المصابة، كدرجة حرارة الجسم ونبض القلب، حيث أن تدهورها قد يشير إلى تطور الحالة نحو ضربة شمس، وهي المرحلة الأكثر خطورة وتتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
كما شدد على أن الحذر لا يعني إلغاء الاستمتاع بالصيف، بل يعني تنظيمه بذكاء، فالساعات المبكرة من اليوم أو ما بعد غروب الشمس هي الأنسب للنشاطات الخارجية، ما لم تتطلب تعرضًا مباشرًا ومطولًا لأشعة الشمس.
وأشار إلى أن الجهات الصحية لا تكتفي بالتوعية النظرية، بل تنفذ زيارات ميدانية ونقاط إرشاد في مواقع التنزه والتجمعات الصيفية، لتقديم المشورة الفورية والتوعية العملية التي تعزز الحماية من الإجهاد الحراري.
وأضاف أن الحملة تهدف لتغيير ثقافة "التحمّل" التي يفتخر بها البعض في مواجهة الحر، موضحًا أن الوقاية لا تعني الضعف، بل تعني احترام إشارات الجسم والحرص على تجنّب ما قد يتحوّل إلى أزمة صحية حقيقية.
وأكد التجمع أن الرسالة الأهم في هذا الموسم هي أن الصحة لا تحتمل المجازفة، وأن قليلًا من الوعي قد يصنع فرقًا كبيرًا بين يوم صيفي ممتع ويوم ينتهي في قسم الطوارئ.
واختتم التجمع دعوته بالتشديد على أن "صيفك الصحي يبدأ من وعيك" ليس مجرد شعار، بل هو تذكير يومي بأن متعة الصيف لا تكتمل إلا بصحة جيدة، وأن أجمل الذكريات تُصنع حين يكون الجسد آمنًا والعقل واعيًا.