تدريب 30 شاباً وشابة.. ما هي المبادرة التي تؤهل "جيلاً جديداً" لقيادة التحول البيئي في جدة؟

في خطوة رائدة على طريق تعزيز الاستدامة البيئية والتحول إلى مستقبل أكثر ذكاءً وكفاءة، شهدت محافظة جدة تدشين مشروع "المباني المستدامة" في مركز حي النهضة النموذجي، حيث يجمع المشروع بين التوعية البيئية والتدريب العملي على تقنيات خفض استهلاك الطاقة.
ويستهدف المشروع تدريب 30 شابًا وشابة من أبناء المجتمع المحلي، على تحويل المباني التقليدية إلى مبانٍ ذكية، تعتمد في بنيتها على تقنيات متقدمة تقلل من استهلاك الكهرباء وتحسن من جودة الحياة داخل هذه المباني، ما يُسهم بشكل مباشر في تقليل البصمة الكربونية وتحقيق بيئة مستدامة.
إقرأ ايضاً:"الجوازات" تعلن تمديد تأشيرات الزيارة المنتهية خلال 30 يومًا بداية من هذا الموعد!"ثنائي الأبطال" سالم وليوناردو يصنعان المجد ويشعلان مونديال الأندية!
ويركّز البرنامج على تعزيز وعي المشاركين بمفاهيم الاستدامة والطاقة النظيفة، مع إكسابهم مهارات تقنية تطبيقية، تُمكنهم من تنفيذ حلول مبتكرة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتوجهاتها نحو التحول الأخضر.
المشروع جاء بدعم من مؤسسة الملك خالد الخيرية، والشركة السعودية للكهرباء، تحت مظلة لجنة المسؤولية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، بينما تولّت جمعية المسؤولية الاجتماعية بمحافظة جدة تنفيذه، بالتعاون مع جمعية مراكز الأحياء.
ويُعد المشروع نموذجًا حقيقيًا للشراكة المجتمعية التي تدمج بين القطاع الأهلي والحكومي والخاص، في سبيل تحقيق أهداف بيئية واقتصادية واجتماعية متداخلة تُسهم في رفاهية المجتمع.
ومن خلال هذا البرنامج، سيتمكن المتدربون من التعرف على التقنيات الموفّرة للطاقة، مثل أنظمة الإضاءة الذكية، وأجهزة التحكم في استهلاك الكهرباء، والعزل الحراري الفعّال، إلى جانب حلول الطاقة المتجددة التي يمكن دمجها في الهياكل الحالية.
الهدف لا يقتصر على إعداد كوادر مدربة فحسب، بل يسعى المشروع إلى خلق حركة مجتمعية فاعلة تتبنى هذه المفاهيم وتقوم بتطبيقها داخل الأحياء السكنية والمؤسسات المختلفة، بما ينعكس إيجابًا على البيئة والاقتصاد المحلي.
ويؤمل أن يسهم المشروع في خفض معدلات الاستهلاك المرتفعة للطاقة في المباني، والتي تمثل أحد التحديات الرئيسية في المملكة، خاصة في ظل الطقس الحار الذي يزيد من الاعتماد على التكييف والإنارة.
كما يشجع المشروع على نشر ثقافة البناء الذكي، التي باتت معيارًا عالميًا لتقييم كفاءة المباني، ويضع الأساس لفهم أوسع لدى المجتمع المحلي بأهمية كفاءة الطاقة في تقليل التكاليف ورفع جودة الحياة.
ولم يغفل المشروع الجانب الإنساني، حيث حرص القائمون عليه على دمج الشباب من الجنسين، لإعطائهم فرصة متكافئة للمشاركة في بناء مستقبل أكثر وعيًا ومسؤولية بيئية.
وتأتي هذه المبادرة كخطوة أولى ضمن سلسلة من المشاريع المماثلة التي تخطط لها الجهات الداعمة في مدن سعودية أخرى، ما يجعل من جدة نقطة انطلاق لحراك وطني أوسع في مجال الاستدامة البيئية.
المشروع يعكس التزام المملكة برؤية 2030، حيث يشكّل الاقتصاد الأخضر أحد محاورها الأساسية، ويعزّز من مساهمة المجتمع المدني في دعم هذا التوجّه عبر التمكين والتوعية والتدريب العملي.
ومع تنامي التحديات البيئية عالميًا، فإن مثل هذه المبادرات تمثل استثمارًا طويل الأمد في ثقافة المواطن وسلوكياته، وتفتح آفاقًا جديدة أمام العمل البيئي المؤسسي والابتكار في قطاع المباني.