9 دقائق فقط لعبور الجسر: هل أصبح جسر الملك فهد أسرع معبر في الخليج؟

جسر الملك فهد
كتب بواسطة: حكيم حميد | نشر في  twitter

سجّل جسر الملك فهد يوم الثلاثاء، عبورًا مروريًا استثنائيًا من حيث الانسيابية وسرعة إنهاء الإجراءات، إذ بلغ متوسط زمن العبور نحو البحرين تسع دقائق فقط، وهو الزمن ذاته المُسجّل في الاتجاه المعاكس نحو المملكة العربية السعودية.

ورصدت كاميرات البث المباشر على امتداد الجسر حركة مرورية هادئة دون أي مؤشرات للتكدس أو التأخير، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في أداء المنظومة التشغيلية الخاصة بالمنفذ الحيوي.


إقرأ ايضاً:"الجوازات" على أهبة الاستعداد.. استقبال عظيم لضيوف الرحمن في موسم العمرة 1447 هجريًا!الصندوق العقاري يودع مليار ريال لدعم مستفيدي "سكني" في يونيو

الصور الحية التي تداولها مستخدمو المنصات الاجتماعية دعمت هذا المشهد المريح، مؤكدة أن التنقل عبر الجسر يشهد سلاسة نادرة، خاصة في ظل تزايد أعداد المسافرين مع نهاية موسم الحج وبداية العطلة الصيفية.

اللافت أن هذا الانخفاض في وقت الانتظار لم يكن مجرد مصادفة، بل جاء نتيجة لتخطيط استراتيجي متكامل من قبل إدارة الجسر التي عملت على تحديث بنيته التحتية وتعزيز الأنظمة التقنية.

وأوضحت الإدارة في بيانها الأخير أن التحسينات طالت جوانب متعددة، من بينها توسعة مناطق الإجراءات، واعتماد حلول ذكية لتسريع عمليات التدقيق الأمني والجوازات، مع دعم الكوادر البشرية بالتقنيات الحديثة.

ويمثّل جسر الملك فهد أكثر من مجرد منفذ بري، فهو شريان اقتصادي واجتماعي وإنساني يربط شعبين تجمعهما روابط تاريخية وثقافية عميقة، ما يجعل تحسين تجربته أولوية دائمة للجهات المشغلة.

وفي الوقت الذي تشهد فيه معظم المعابر الحدودية اكتظاظًا في فترات الذروة، بدا جسر الملك فهد وكأنه يتحدى هذا النمط المألوف، ليمنح مستخدميه تجربة سفر ميسّرة لا تختلف كثيرًا عن عبور داخلي داخل المدن.

ويستخدم الجسر يوميًا آلاف المسافرين من المواطنين والمقيمين والسياح، ما يجعله من أكثر المنافذ نشاطًا في المنطقة، وهو ما يُضاعف أهمية الاستعدادات التشغيلية لأي طارئ محتمل.

وأشار مراقبون إلى أن هذا الإنجاز في زمن العبور يعكس أيضًا مدى التنسيق بين الجهات السعودية والبحرينية العاملة على طرفي الجسر، والتي تعمل بانسجام على مدار الساعة لضمان انسياب الحركة.

ورغم التحديات المرتبطة بالمواسم والمناسبات الدينية والوطنية، فإن الأداء التشغيلي للجسر لم يتراجع، بل شهد تحسنًا ملحوظًا يعكس قدرة الكوادر على التكيّف وتطوير آليات العمل.

وبحسب متابعين، فإن توفير تجربة عبور لا تتجاوز تسع دقائق يُعد إنجازًا يُحسب للإدارة، ويُظهر قدرتها على تحويل الجسر من نقطة ازدحام مزعجة إلى ممرّ آمن وسريع وفعّال.

وعبّر عدد من مستخدمي الجسر عن ارتياحهم الشديد لهذا التحول اللافت، مشيدين بسرعة إنهاء الإجراءات وبحفاوة الاستقبال التي يُقابل بها الركاب من كلا الجانبين.

كما لم تغب معايير الأمن والسلامة عن هذا المشهد، حيث شدّدت الإدارة على أن التحسينات لم تأتِ على حساب دقة التفتيش أو كفاءة الفحص الأمني، بل تمت بموازاة رفع مستوى الأمان والموثوقية.

ويأتي هذا التطور ضمن حزمة مبادرات تهدف لتحسين تجربة المسافرين، وضمان تنقلهم بأقل جهد ووقت ممكن، مع دعم الاستثمارات المستمرة في البنية الرقمية والإدارية للجسر.

وتستعد الإدارة خلال الأشهر المقبلة لإطلاق مبادرات إضافية، تشمل توسعة المسارات الحالية وتطوير مواقف السيارات ونقاط الخدمة، بما يواكب النمو المتزايد في أعداد العابرين سنويًا.

ولم تُغفل إدارة الجسر الجوانب الاجتماعية في تحسين الخدمة، إذ تم تدريب العاملين على آليات التواصل الفعّال مع الركاب، وضمان تقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة، دون تأخير أو تعقيد.

وفي ظل هذه الجهود المتسارعة، يبدو أن جسر الملك فهد يسير بخطى ثابتة نحو أن يصبح نموذجًا إقليميًا في إدارة المنافذ البرية، من حيث الكفاءة، والانسيابية، والخدمة عالية الجودة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية