صفقة "هيرنانديز" على المحك.. الهلال يغيّر رأيه في اللحظة الأخيرة

في تطور مفاجئ أثار جدلًا واسعًا، كشفت تقارير إعلامية عن تراجع إدارة نادي الهلال السعودي عن القيمة المالية المتفق عليها مسبقًا مع نادي ميلان الإيطالي، ضمن مسار التفاوض بشأن انتقال النجم الفرنسي ثيو هيرنانديز.
المفاوضات التي بدأت بسلاسة وبنية واضحة لضم اللاعب، شهدت تحوّلًا لافتًا خلال الساعات الماضية، بعد أن غيّرت إدارة الهلال العرض النهائي الذي كانت قد التزمت به شفهيًا، ما تسبب في حالة من الانزعاج داخل أروقة النادي الإيطالي.
إقرأ ايضاً:هل اقتربت صفقة القرن؟..ما هي حقيقة بيع الأهلي والنصر والاتحاد والهلال لشركات جديدة؟!مفاجأة غير متوقعة .. "عودة ثلاثي الهلال" والمشاركة في التدريبات قبل مباراة باتشوكا
وكان من المقرر أن تصل قيمة الصفقة إلى 30 مليون يورو وفقًا لما تم التفاهم عليه في الجولات الأولى من التفاوض، إلا أن الهلال عاد وقدّم عرضًا ماليًا مختلفًا، دون توضيحات رسمية عن أسباب التعديل المفاجئ.
الصحفي الإيطالي الشهير "لويس جيراردي" نشر عبر حسابه في منصة "إكس" أن الهلال لا يزال في محادثات مع ميلان لتحديد المبلغ النهائي، مضيفًا أن التراجع عن العرض المبدئي "أزعج ميلان قليلًا"، على حد تعبيره.
واستدرك جيراردي بأن الخلاف المالي الحالي ليس جوهريًا بالضرورة، مشيرًا إلى أن الطرفين قادران على التوصل إلى اتفاق نهائي خلال 48 ساعة، وهو ما يبقي الصفقة حيّة رغم التوتر العابر.
ورغم هذه العراقيل، فإن رغبة الهلال في ضم هيرنانديز لا تزال قائمة بقوة، مدفوعة بإصرار الإدارة على تدعيم مركز الظهير الأيسر بلاعب يمتلك الخبرة والجودة الأوروبية العالية التي يتمتع بها الدولي الفرنسي.
ويرى مراقبون أن الصفقة إن تمت، فإنها ستمثل واحدة من أبرز الانتقالات في صيف الدوري السعودي، الذي يواصل استقطاب النجوم العالميين ضمن خطة تطويرية مدعومة من مشاريع رياضية كبرى.
وفي المقابل، يلتزم نادي ميلان بسياسة مالية حذرة فيما يخص التخلي عن ركائزه الأساسية، وقد لا يقبل بتخفيض كبير في قيمة اللاعب الذي لا يزال يرتبط بعقد رسمي ويشكّل أحد عناصره البارزة.
ثيو هيرنانديز، الذي انضم لميلان في 2019، قدم مواسم لافتة من الأداء القوي على المستوى الدفاعي والهجومي، ما جعل اسمه محل اهتمام العديد من الأندية، لكن الهلال هو الأكثر جدية حتى الآن.
مصادر مقربة من إدارة الهلال أكدت أن المفاوضات لا تزال جارية، وأن ما حدث لا يعدو كونه "إعادة تقييم" للعرض، في ظل ظروف متغيّرة تتعلق بالسوق وقيم اللاعبين هذا الصيف.
وتُرجّح بعض التقارير أن الهلال يحاول تحسين شروط الصفقة من حيث الدفع أو المتغيرات المرتبطة بالأداء، بدلًا من القيمة الإجمالية فقط، في محاولة لجعل الصفقة أكثر توازنًا من الناحية الاقتصادية.
وفي الوقت الذي لم يُصدر فيه أي من الناديين بيانًا رسميًا حول الأمر، تزايدت التكهنات بين جماهير الفريقين على مواقع التواصل، خاصة بعد تسريب فحوى المحادثات من الصحفيين الأوروبيين.
الهلال، الذي أبرم في المواسم الماضية صفقات من العيار الثقيل، يبدو حذرًا في التعامل مع ملف ثيو، في ظل ضغوط التوازن المالي ومتطلبات الاتحاد القاري التي تفرض سقوفًا معينة للرواتب والانتقالات.
ويأمل أنصار الهلال أن لا تؤدي هذه المماطلات إلى تعقيد الصفقة أو انسحاب أحد الطرفين، خاصة أن الفريق في حاجة ملحّة لتدعيم خطه الخلفي بعد موسم طويل ومرهق محليًا وقاريًا.
ولا تزال إدارة ميلان تتعامل مع الملف بدبلوماسية، مدركةً أهمية عدم خسارة الصفقة، خصوصًا في حال وجود رغبة حقيقية من اللاعب في خوض تجربة جديدة خارج أوروبا.
ومع ترقب الحسم خلال اليومين المقبلين، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح الهلال في إتمام صفقة هيرنانديز رغم التراجع المفاجئ، أم تتسبب التعديلات المالية في انهيار الاتفاق برمّته؟