بعد إعلان ترامب المفاجئ.. رابطة العالم الإسلامي تدعم وقف النار بين طهران وتل أبيب

رحبت رابطة العالم الإسلامي بإعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب حول التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في خطوة وصفتها بـ"الإيجابية" التي من شأنها تهدئة التصعيد المتصاعد في المنطقة منذ أسابيع.
وقالت الرابطة في بيان رسمي صدر عن أمانتها العامة، إن هذا الاتفاق يُعد خطوة أولى نحو تخفيف التوترات الإقليمية، والتي باتت تهدد استقرار المنطقة بأكملها، وتضع العالم على حافة مواجهات عسكرية كارثية.
إقرأ ايضاً:تحديث من "وزارة الموارد البشرية" رفع تدريجي لنسبة استقطاع التقاعد للموظفين الجديد..بداية من هذا الموعد! "المدينة المنورة".. ضبط مخالفة رعي جائر في مرعى الصهوة والجهات الرسمية تدخل فورًا!
وأكدت الرابطة أن وقف إطلاق النار لا يمثل فقط ضرورة سياسية، بل يُعد واجبًا إنسانيًا لتجنيب المدنيين ويلات القصف والدمار، والحد من التصعيد الذي ألقى بظلاله الثقيلة على الأمن العالمي وهدد خطوط الملاحة الدولية.
وأضافت أن أي تهدئة في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تُبنى إلا على أساس متين من الحوار، مشيرة إلى أن الاتفاقات التي لا تُدعم بإرادة حقيقية للسلام سرعان ما تنهار، وتعود الأطراف إلى دوامة العنف والدماء.
وحثت الرابطة المجتمع الدولي على استغلال لحظة التهدئة هذه لدفع جميع الأطراف إلى طاولة الحوار، مشددة على أهمية توفير ضمانات دولية تحمي هذا الاتفاق من الخروقات وتمنحه صفة الاستمرارية.
وأعربت الرابطة عن أملها في أن تلتزم إسرائيل وإيران بما تم التوصل إليه من تفاهمات، وألا يكون الاتفاق مجرد "استراحة مؤقتة" قبل جولة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي الذي أرهق شعوب المنطقة لسنوات طويلة.
وأشارت إلى أن الحروب لا تُنتج إلا الخراب، مؤكدة أن أصوات المدافع لا يمكن أن تبني جسور الثقة، وأن الحل الحقيقي والنهائي لا يكمن في موازين القوى، بل في القدرة على اتخاذ قرارات شجاعة نحو السلام الشامل والعادل.
ونبّهت إلى أن الاستمرار في نهج القوة لا يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة الإنسانية، داعية إلى تغليب الحكمة والعقل، والبحث عن نقاط التقاء يمكن البناء عليها لحل الخلافات العميقة بين الجانبين.
وشددت على أن الوقت قد حان ليتوقف المجتمع الدولي عن التعاطي مع النزاعات في الشرق الأوسط بوصفها مجرد ملفات ساخنة تُدار مرحليًا، مشيرة إلى أن المنطقة تحتاج إلى مقاربات استراتيجية تضمن استقرارًا طويل الأمد.
وبيّنت الرابطة أن الشعوب المتضررة من النزاعات هي الأولى بالاهتمام، وأنه من غير المقبول استمرار استخدامها كرهائن في حسابات الصراع والهيمنة والنفوذ، وسط غياب العدالة وفقدان الأمل في الحلول الجذرية.
وأكدت أن مبادئ الإسلام تقوم على السلام والعدل والتعايش، وأن رابطة العالم الإسلامي تضع في مقدمة أولوياتها الدعوة إلى الحوار البنّاء ورفض منطق القوة، وتقديم المبادرات التي تعزز فرص التفاهم بين الأمم.
وأضافت أن على الجميع أن يُدرك أن صراعات اليوم ليست بمعزل عن الغد، وأن بؤر التوتر إذا تُركت دون معالجة حقيقية فإنها ستتحول إلى أزمات ممتدة تجر المنطقة والعالم إلى صراعات أكبر وأخطر.
وطالبت المجتمع الدولي، خاصة القوى الكبرى، بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه التطورات، والعمل على تحويل الاتفاق إلى فرصة لبناء سلام أوسع، وليس فقط هدنة مؤقتة تتبعها موجة أشد من العنف.
وأعادت الرابطة التأكيد على أن منطق الحرب أثبت فشله على مر العقود، وأن الخاسر الوحيد من استمرار التصعيد هو الإنسان، في حين يظل الرابح الحقيقي من يملك شجاعة التفاوض ويؤمن بقيمة التفاهم.
وذكّرت بأن العديد من الحروب الكبرى بدأت بتوترات جزئية لم يُحسن احتواؤها، وأن الشرق الأوسط لا يحتمل مزيدًا من الانفجارات، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية والبيئية والسياسية التي تحيط بالعالم.
وختمت الرابطة بيانها بالتأكيد على أن هذه المبادرة قد تشكل نقطة تحول إذا ما أُحسن استثمارها، وأن الأمل لا يزال قائمًا في الوصول إلى سلام حقيقي تُبنى فيه الجسور لا الجدران، ويعلو صوت العقل على صوت السلاح.