صفقة عملاقة: مسلخان ومصنع لحوم.. شراكة سعودية يونانية تعزز الأمن الغذائي للمملكة!

في خطوة تعكس تطور العلاقات الاستثمارية بين السعودية واليونان، شهد قطاع الثروة الحيوانية دفعة جديدة نحو الشراكة والتنمية، حيث رعى البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية توقيع اتفاقيتين نوعيتين، على هامش زيارة رسمية نظمها للمستثمرين السعوديين إلى الأراضي اليونانية.
الاتفاقية الأولى تمحورت حول مجال محالب الحليب، حيث جرى التوافق على التعاون لتطوير حلول تقنية متقدمة تسهم في رفع كفاءة الإنتاج وتحسين إدارة عمليات الحلب، مع التركيز على استيراد أفضل الممارسات الأوروبية وتكييفها مع الواقع السعودي.
إقرأ ايضاً:"مبادرتك تعفيك".. حملة توعوية لتعزيز الوعي القانوني بمخاطر المخدراترد رسمي من رئيس النادي.. هل ينتقل سعيد عبدالحميد إلى لانس الفرنسي قريبا؟
أما الاتفاقية الثانية، فكانت أكثر طموحًا من حيث القيمة والمجال، إذ تضمنت مشروعًا استثماريًا ضخمًا تصل قيمته إلى 140 مليون ريال.
ويشمل إنشاء مسلخين حديثين للحوم في منطقتي مكة المكرمة وجازان، بالإضافة إلى مصنع متكامل للحوم ووحدات صناعات تحويلية مرتبطة، ما يعزز من سلاسل الإمداد المحلية.
هذه الاتفاقيات تأتي ضمن استراتيجية البرنامج الوطني لتوطين أحدث الممارسات العالمية في قطاع الثروة الحيوانية، بما يخدم أهداف الاستدامة، ويرفع من كفاءة التشغيل والإنتاج على المدى الطويل.
الزيارة لم تقتصر على توقيع الاتفاقيات فقط، بل شملت جولة علمية ومعرفية مكثفة للوفد السعودي، اطلعوا خلالها على أنظمة متطورة لمراقبة صحة القطيع باستخدام حلول استشعار ذكية وتقنيات رقمية تعزز من جودة وسلامة المنتجات الحيوانية.
كما ناقش الجانبان فرصًا جديدة في مجال التغذية الحيوانية، وسبل تحسين نظم الأعلاف، بدءًا من إعداد التركيبات الغذائية المتوازنة، وصولًا إلى تقنيات الزراعة المحلية للأعلاف وتخزينها بطرق حديثة تُقلل الفاقد وترفع الكفاءة.
وشكلت سلالات الماشية عالية الإنتاجية أحد المحاور المهمة خلال الزيارة، حيث أبدى الجانب السعودي اهتمامًا باستقطاب هذه السلالات، لما لها من تأثير مباشر على جودة الإنتاج وكفاءة الاستهلاك.
ويُنتظر أن تُسهم هذه الاتفاقيات في تعزيز الأمن الغذائي للمملكة، وتوفير منتجات لحوم وألبان ذات جودة عالية، فضلًا عن خلق فرص استثمارية جديدة للمستثمرين المحليين وتطوير بيئة العمل في القطاع الحيواني.
من جانبه، أكد البرنامج الوطني أن هذه الخطوات تأتي ضمن رؤية أشمل لتطوير البنية التحتية لقطاع الثروة الحيوانية، وجعل المملكة مركزًا إقليميًا للصناعات الحيوانية المستدامة والمتقدمة تقنيًا.
كما عبّر المشاركون في الوفد السعودي عن تفاؤلهم بنتائج الزيارة، مؤكدين أن التجربة اليونانية تمثل نموذجًا ملهمًا في إدارة سلاسل الإنتاج الحيواني والتغذية والتصنيع المرتبط بها.
يُشار إلى أن الشراكة السعودية-اليونانية في هذا المجال تعزز من تبادل الخبرات، وتفتح المجال أمام توسيع الاستثمارات المشتركة في قطاعات زراعية وحيوانية أخرى مستقبلًا,
وتأتي هذه التحركات في إطار مساعي المملكة لتنويع مصادر دخلها الوطني، وزيادة نسبة مساهمة القطاع الزراعي والحيواني في الناتج المحلي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.