في تدخل طبي عاجل.. كيف أنقذ أطباء مكة حياة معتمرة يمنية من "مرض قاتل"؟

 أنقذ أطباء مكة حياة معتمرة يمنية
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

في قصة تعكس أقصى درجات التفاني والاحترافية الطبية، نجح فريق طبي متعدد التخصصات بمدينة الملك عبدالله الطبية، التابعة لتجمع مكة المكرمة الصحي، في إنقاذ حياة معتمرة يمنية كانت تواجه خطرًا وشيكًا بسبب التهاب فطري نادر وشديد العدوانية أصاب فكها العلوي ووجهها الأيمن.

هذا الالتهاب، المعروف بسرعته الفائقة في الانتشار ومعدلات الوفاة المرتفعة المرتبطة به، كان يهدد حياة المريضة بشكل مباشر.


إقرأ ايضاً:اعتراف ملكي بالجودة ... "وزارة النقل" تفوز بالمستوى الفضي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودةهل تتجاهل هذه الوجبة؟.. خطأ شائع يرتكبه مرضى السكري قد يؤدي إلى "كارثة" في شرايين القلب

المعتمرة، التي كانت تعاني بالفعل من سرطان الدم وتتلقى العلاج الكيماوي، شهدت تدهورًا مفاجئًا وحادًا في حالتها الصحية، هذا التدهور السريع وضع الفريق الطبي أمام تحدٍ كبير، نظرًا لخطورة وضعها الصحي المعقد والمتشابك.

وعلى الرغم من التحديات الهائلة التي فرضتها حالة المريضة، اتخذ فريق جراحة الوجه والفكين قرارًا جريئًا وحاسمًا بالتدخل الجراحي الفوري، كان الهدف الأسمى من هذا القرار هو إنقاذ حياتها بأي ثمن، مدركين تمامًا حساسية الموقف.

تضمنت الجراحة الدقيقة استئصال جزء كبير من الفك العلوي وسقف الحلق، وهي عملية تتطلب مهارة فائقة وحذرًا شديدًا، استخدم الجراحون تقنيات متقدمة ومواد طبية حديثة لضمان السيطرة الكاملة على النزيف الحاصل ومواجهة الالتهاب بفعالية قصوى.

لم تتوقف جهود الإنقاذ عند هذا الحد، ففي مرحلة لاحقة، تولى فريق جراحة الجيوب الأنفية وقاع الجمجمة استكمال المعالجة، ذلك باستخدام المنظار الجراحي، وهي تقنية تسمح بالدقة العالية وتقلل من التدخل الجراحي الكبير، مما ساهم في تعزيز فرص الشفاء للمريضة.

بعد فترة من المتابعة الدقيقة والرعاية المكثفة، بدأت حالة المعتمرة تستقر بشكل ملحوظ، تحسنت مؤشراتها الحيوية تدريجيًا، مما فتح الباب أمام المرحلة التالية من رحلة تعافيها، والتي كانت تهدف إلى استعادة وظائفها الحيوية الأساسية.

في خطوة مبتكرة ودعمًا لعملية التعافي، تم تصنيع جهاز فموي خاص للمعتمرة، هذا الجهاز لعب دورًا محوريًا في مساعدتها على استعادة قدرتها على النطق والبلع تدريجيًا، مما يعد إنجازًا مهمًا في سبيل عودتها إلى حياتها الطبيعية.

وبفضل هذا الجهد المتكامل والرعاية الشاملة، غادرت المعتمرة وحدة العناية المركزة ثم المستشفى في حالة صحية مستقرة تمامًا، هذه النتيجة المذهلة تجسد قمة التعاون والتنسيق بين مختلف الأقسام الطبية المتخصصة داخل مدينة الملك عبدالله الطبية.

تواصل المعتمرة متابعة حالتها الصحية بانتظام في العيادات الخارجية، مما يؤكد على استقرار وضعها الصحي وقدرتها على العيش بشكل طبيعي، هذه المتابعة الدورية تضمن استمرار تعافيها وتجنب أي مضاعفات مستقبلية محتملة.

هذه القصة لا تبرز فقط الكفاءة الطبية العالية للمؤسسات الصحية في المملكة، بل تؤكد أيضًا على الدور الحيوي الذي تلعبه مدينة الملك عبدالله الطبية في تقديم رعاية صحية متقدمة لضيوف الرحمن، حتى في أشد الحالات تعقيدًا وصعوبة، إنها شهادة حية على التزام المملكة بتقديم أفضل الخدمات الصحية لجميع زوارها.

إن التكامل بين التخصصات الدقيقة والعمل بروح الفريق الواحد كانا العاملين الرئيسيين في تحقيق هذه النتيجة الإيجابية، من جراحة الوجه والفكين إلى جراحة الجيوب الأنفية والرعاية المركزة، كل قسم ساهم بفاعلية في هذه الملحمة الطبية.

تعد هذه الحالة مثالًا يحتذى به على كيفية مواجهة التحديات الطبية النادرة والمعقدة بنجاح، وذلك من خلال التخطيط الدقيق، والتدخل الجراحي الماهر، والرعاية الشاملة والمتواصلة بعد الجراحة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية