هل تتجاهل هذه الوجبة؟.. خطأ شائع يرتكبه مرضى السكري قد يؤدي إلى "كارثة" في شرايين القلب
إن تجاهل وجبة الإفطار ليس مجرد إهمال بسيط، بل هو إنذار صامت يحمل في طياته مخاطر جسيمة، خاصةً لمرضى السكري، فبات الأمر يتجاوز الشعور بالجوع ليلامس صحة القلب والشرايين، مُهددًا بمضاعفات قد تكون وخيمة على المدى الطويل.
لقد دقت الأجراس محذرة من مغبة الاستهانة بوجبة تعد حجر الزاوية في بناء يوم صحي، فالاستشاري الدكتور خالد النمر، خبير أمراض القلب وقسطرة الشرايين، أطلق تحذيرًا صارمًا من تبعات إهمالها المستمر.
إقرأ ايضاً:في خطوة تعكس مكانتها العالمية.. السعودية تنضم إلى "نخبة" دول العالم في هذا المجال التقني الحيويبأعلى تصنيف.. صندوق الاستثمارات العامة يطلق برنامج أوراق تجارية عالمي
وأشار الدكتور النمر إلى أن هذا التجاهل المتكرر لوجبة الإفطار يمهد الطريق لارتفاع ملحوظ في مؤشر حيوي بالغ الأهمية، وهو مؤشر تصلب الشرايين المعروف باسم baPWV.
يُعد هذا المؤشر بمثابة بصمة تكشف عن مدى تعرض الشرايين للتصلب، وهو من أبرز العلامات التي تنذر باحتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين في قادم الأيام، مما يجعله محط اهتمام كبير للمتابعة الطبية.
ولم يقتصر التحذير على مجرد الإشارة إلى الخطر، بل أوضح الدكتور النمر العلاقة الوثيقة بين هذا التصلب التدريجي في جدران الشرايين وبين إهمال النظام الغذائي، مؤكدًا على أن الوجبات المنتظمة، لا سيما الإفطار، تلعب دورًا محوريًا.
تعتبر وجبة الإفطار أساسية في ضبط مستويات السكر والدهون بالدم، وهو ما يؤكد على أهميتها القصوى في الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وحمايتها من التلف.
وشدد النمر على أن درع الوقاية يبدأ من العادات اليومية التي نختارها لأنفسنا، وأن اتخاذ قرار بتناول وجبة الإفطار بانتظام ليس مجرد عادة صحية، بل هو خطوة استباقية نحو حماية القلب.
هذه الخطوة البسيطة لكنها الفعالة تمثل حاجزًا منيعًا أمام تفاقم مضاعفات القلب المزمنة، خاصةً لدى الأفراد الذين يعيشون مع داء السكري، الذي يتطلب رعاية خاصة وانتباهًا دقيقًا لكل تفاصيل النظام الغذائي.
جاءت هذه التحذيرات في ضوء نتائج دراسة علمية معمقة، شملت عينة كبيرة من المرضى، حيث تضمنت 734 مريضًا يابانيًا مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني.
تميزت هذه العينة بخلوها من أي تاريخ مرضي لأمراض القلب والأوعية الدموية الظاهرة، مما أضفى على نتائج الدراسة مصداقية وقوة إحصائية، وساعد على عزل تأثير إهمال الإفطار.
وقد اعتمدت الدراسة على تحليل دقيق لعادات نمط الحياة للمشاركين، وذلك باستخدام استبيانات تعتمد على الإبلاغ الذاتي، ما أتاح جمع بيانات شاملة عن سلوكياتهم الغذائية واليومية.
تضمنت المتابعة قياس سرعة موجة النبض في العضد والكاحل (baPWV) في مراحل متعددة، عند بداية الدراسة، ثم بعد سنتين، وفي النهاية عند مرور خمس سنوات، لرصد التغيرات الطولية.
تم استخدام نموذج إحصائي متقدم، وهو النموذج متعدد المتغيرات الخطي ذي التأثيرات المختلطة، لتحديد القيمة التنبؤية لعادات نمط الحياة وعوامل الخطر المحتملة لتصلب الشرايين.
وفي الختام، كشفت الدراسة بشكل قاطع أن عادة تخطي وجبة الإفطار تُعد سلوكًا مستقلاً يرتبط بزيادة مطردة ومستمرة في تصلب الشرايين لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ما يؤكد على خطورة هذه العادة.