وصلت الطوارئ بألم شديد وتورم.. ما هو الخطر النادر الذي داهم طفلة بعمر 9 سنوات في جازان؟

سجّل مستشفى الملك فهد المركزي في جازان، التابع لتجمع جازان الصحي، إنجازًا طبيًا بارزًا بعد أن تمكّن فريق طبي متعدد التخصصات من تشخيص وعلاج حالة نادرة لطفلة تبلغ من العمر 9 سنوات، كانت تعاني من جلطة دموية وتخثر حاد في الساق اليسرى، في حالة أثارت القلق نظرًا لخطورتها وتعقيدها، وتبيّن لاحقًا أنها ناجمة عن إصابتها بمتلازمة "May-Thurner" النادرة.
وصلت الطفلة إلى قسم الطوارئ وهي في وضع صحي حرج، حيث كانت تعاني من آلام شديدة وتورم متصاعد في الساق، مما استدعى تدخلًا طبيًا فوريًا، بدأ الطاقم الطبي إجراء سلسلة من الفحوصات الدقيقة، التي شملت تصوير الأشعة المقطعية للبطن والحوض، بالإضافة إلى تصوير الأوعية الدموية، لتحديد طبيعة الحالة وتشخيص أسباب الجلطة غير المعتادة.
إقرأ ايضاً:من مجمع تجاري إلى مركز خدمات.. تعرف على المشاريع الجديدة التي ستغير وجه مدينة جيزانالرقابة تتكثف.. الصناعة تواصل جهودها لضمان جودة الإنتاج وسلامة المصانع
كشفت النتائج عن وجود ضغط غير طبيعي في الوريد الحرقفي الأيسر، وهو أحد أبرز مؤشرات متلازمة "May-Thurner"، وهي حالة نادرة تؤدي إلى تضييق الوريد وارتفاع خطر الإصابة بالجلطات الوريدية العميقة، خصوصًا في الجانب الأيسر من الجسم، وتُعد من الحالات التي تتطلب دقة عالية في التشخيص وسرعة في التعامل.
عمل الفريق الطبي بتناغم لافت على إعداد خطة علاجية متكاملة، بدأت بإعطاء الطفلة أدوية مميعة للدم ضمن بروتوكول علاجي خاص، مع متابعة دقيقة وحثيثة لحالتها، وضعت بعين الاعتبار تطور الحالة وسيناريوهات التدخل المحتملة، بما في ذلك تركيب دعامات أو استخدام البالونات الطبية في حال الحاجة إلى إجراء تداخلي.
تعاون فريق قسم الأشعة التداخلية مع وحدة أمراض الدم والأورام للأطفال بشكل مباشر في متابعة الحالة، وهو ما ساهم في اتخاذ قرارات سريعة ومدروسة، حالت دون تفاقم الحالة، وساهمت في الحد من آثار الجلطة، وتفادي أي مضاعفات محتملة قد تمس حياة الطفلة أو وظيفتها الحركية مستقبلاً.
سجّل الفريق الطبي تقدمًا ملحوظًا في العلاج، حيث أظهرت الطفلة استجابة سريعة وفعّالة للأدوية، ما ساعد في تقليص حجم الجلطة وتحسين تدفق الدم في الساق المصابة، لتبدأ العلامات الحيوية بالاستقرار تدريجيًا، ويعود الأمل لأسرتها بعد أيام من القلق والترقّب.
بعد عدة أيام من الرعاية الدقيقة والملاحظة المستمرة، تم السماح بخروج الطفلة من المستشفى، وذلك بعد التأكد من تحسن حالتها واستقرار وضعها الصحي، مع التأكيد على مواصلة المتابعة الطبية المنتظمة في العيادات الخارجية، لمراقبة وضع الأوردة وضمان التعافي التام.
قاد الفريق الطبي الدكتور محمد يحيى سحاقي، استشاري أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، ورئيس وحدة أمراض الدم في المستشفى، الذي أشاد بتكامل الفريق وتفاعل كافة التخصصات الطبية التي شاركت في خطة العلاج، مما كان له الأثر البالغ في إنقاذ الطفلة وتجاوز التحديات المرتبطة بحالتها النادرة.
شارك في الإنجاز أيضًا كل من الدكتور عبدالرحمن كيلاني طبيب الأطفال، والدكتور مراد سدحان استشاري الأشعة، إلى جانب الدكتور أحمد صميلي استشاري الأشعة التداخلية، الذين عملوا بروح الفريق الواحد في تقديم رعاية دقيقة وشاملة تتناسب مع طبيعة الحالة وتعقيدها.
ويُعد هذا الإنجاز شاهدًا جديدًا على قدرة مستشفى الملك فهد المركزي على التعامل مع الحالات الطبية الحرجة والمعقدة، ويؤكد ريادته كمرفق طبي متخصص يقدّم خدمات نوعية ترتقي بالمعايير الطبية الوطنية، لا سيما في التخصصات الدقيقة مثل أمراض الدم والأشعة التداخلية للأطفال.
كما يعكس هذا النجاح النموذج المشرف للتكامل بين الأقسام الطبية، ويبرز أهمية التشخيص الدقيق والتدخل العلاجي المبكر في تجنب المضاعفات القاتلة التي قد تنجم عن الجلطات الوريدية، خاصة لدى الأطفال الذين يحتاجون إلى تعامل خاص وفهم دقيق لحالاتهم.
يعزز هذا الإنجاز من ثقة المجتمع المحلي في كفاءة المستشفيات الحكومية، ويؤكد على أهمية الاستثمار المستمر في الكفاءات الطبية والتقنيات الحديثة، التي تسهم في رفع مستوى جودة الخدمات الصحية وتحقيق أفضل النتائج العلاجية حتى في أعقد الحالات.
وتؤكد هذه الحالة على أهمية الوعي بحالات التخثر الوريدي لدى الأطفال، وضرورة الانتباه لأي أعراض غير طبيعية، مثل التورم أو الألم المفاجئ في الأطراف، كونها قد تكون مؤشرات على أمراض نادرة مثل متلازمة "May-Thurner"، والتي يمكن أن تكون مهددة للحياة إذا لم تُشخّص مبكرًا.
ويواصل مستشفى الملك فهد المركزي ترسيخ مكانته كمركز طبي مرجعي في منطقة جازان، من خلال تقديم خدمات عالية الكفاءة مدعومة بفريق طبي مؤهل وخطط علاجية متطورة، تضمن تحقيق أفضل النتائج الممكنة للمرضى، بما يواكب تطلعات وزارة الصحة في تحسين جودة الرعاية الصحية.