"رغبة اللاعب حسمت كل شيء".. جراي يشعل الميركاتو بانتقال غير متوقع
في خطوة مفاجئة أربكت حسابات جماهيره، منح مجلس إدارة نادي الاتفاق الضوء الأخضر لرحيل الجناح الجامايكي ديماراي جراي، حيث توصل النادي لاتفاق نهائي مع برمنغهام سيتي الإنجليزي يقضي بانتقال اللاعب بشكل كامل خلال سوق الانتقالات الصيفي الحالي، لتُطوى صفحة لم تدم طويلًا في دوري روشن.
المفاوضات بين الطرفين شهدت تسارعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، وسط رغبة متبادلة من الناديين في إتمام الصفقة، فيما أفادت مصادر مقربة أن الصفقة تتضمن بندًا استثماريًا يتيح للاتفاق الحصول على 20% من قيمة أي انتقال مستقبلي للاعب، وهي خطوة تُحسب لإدارة النادي على صعيد الذكاء المالي.
إقرأ ايضاً:في تدخل طبي عاجل.. كيف أنقذ أطباء مكة حياة معتمرة يمنية من "مرض قاتل"؟هل تدعم هذه الشركة جيش الصين؟ واشنطن تكشف عن "ارتباطات مقلقة" لشركة "ديب سيك" بالجيش والاستخبارات.
الصفقة التي لم يُكشف عن قيمتها المالية بعد، جاءت استجابة لرغبة اللاعب في العودة إلى أجواء الكرة الإنجليزية، حيث عبّر عن تطلعاته للانضمام مجددًا إلى البريميرليغ بعد موسم واحد فقط في الملاعب السعودية، ما جعل إدارة الاتفاق تفضل الانفصال الودي بدلًا من الاحتفاظ بلاعب بلا حافز.
جراي البالغ من العمر 28 عامًا، انضم إلى الاتفاق في سبتمبر 2023 قادمًا من إيفرتون الإنجليزي، ووقع عقدًا يمتد حتى 2027، ضمن مشروع استهدف تعزيز القوة الهجومية للفريق، لكنه لم يتمكن من ترك الأثر المنتظر رغم حضوره اللافت في التشكيلة الأساسية.
خلال فترة تواجده مع الفريق، شارك جراي في 48 مباراة بمختلف البطولات، أحرز خلالها 4 أهداف، وصنع 5 آخرين، وهي أرقام لا تعكس ما كان يُنتظر منه، لكنها لم تمنع الجهاز الفني من الاعتماد عليه بسبب سرعته وقدرته على الاختراق من الرواق الأيسر.
في الموسم الماضي تحديدًا، خاض جراي 23 مباراة، 22 منها في دوري روشن، وواحدة في كأس خادم الحرمين الشريفين، دون أن يسجل أي أهداف حاسمة، ما تسبب في موجة انتقادات فنية من الجماهير التي كانت تتطلع لأداء أكثر حسمًا من لاعب بحجمه.
ورغم تلك الملاحظات، حافظ اللاعب على موقعه الأساسي في التشكيلة، مستفيدًا من انضباطه في التدريبات وثقة المدرب ستيفن جيرارد، الذي بدا مقتنعًا بقدراته الفردية وإن لم تُترجم بشكل مباشر على لوحة النتائج.
رحيل جراي يأتي في وقت حساس لإدارة الاتفاق، التي تعمل على إعادة هيكلة التشكيلة استعدادًا للموسم المقبل، وسط تحركات تهدف إلى ضم عناصر أجنبية أكثر تأثيرًا على مستوى الثلث الهجومي، بما يعزز من قدرة الفريق على صناعة الفارق.
الجهاز الفني بقيادة جيرارد بدأ بالفعل في دراسة ملفات عدد من الأجنحة المرشحين للانضمام، مع التركيز على لاعب يتمتع بمزيج من القوة البدنية والمهارة العالية، لتقديم الإضافة الفورية التي افتقدها الفريق في بعض مباريات الموسم المنصرم.
الإدارة من جانبها تأمل أن يسهم المقابل المالي للصفقة في توسيع هامش المناورة داخل السوق، وفتح المجال أمام صفقات جديدة تلبي طموحات الجماهير، خاصة مع تصاعد الأصوات المطالبة بإحداث ثورة هجومية حقيقية في تشكيلة الفريق.
رحيل جراي يُعد أيضًا دليلًا على مرونة الإدارة في التعاطي مع رغبات اللاعبين، حيث اختارت تغليب البعد الإنساني والمهني على المكاسب قصيرة الأمد، في خطوة تُكسب النادي احترامًا داخل الأوساط الرياضية وخارجها.
ومن المنتظر أن يُعلن نادي برمنغهام الإنجليزي تفاصيل الصفقة رسميًا خلال الأيام المقبلة، عقب اجتياز اللاعب للفحوصات الطبية وتوقيعه النهائي على العقد، ما يُنهي ارتباطه رسميًا بالنادي الشرقي.
جمهور الاتفاق الآن يترقب ما ستسفر عنه التحركات الصيفية، في ظل تسريبات تشير إلى اتصالات متقدمة مع أسماء لامعة من أمريكا الجنوبية وأوروبا، قد تعيد الزخم لصفوف الفريق وتمنحه دفعة جديدة نحو المنافسة.
جراي الذي سبق له تمثيل أندية مثل ليستر سيتي وإيفرتون، خاض تجارب دولية مع منتخب جامايكا أكسبته حضورًا لافتًا على مستوى اللعب الدولي، لكنه لم ينجح في تحقيق نفس التأثير داخل المستطيل الأخضر السعودي.
ورغم أن فترة تواجده في الاتفاق لم تتجاوز العام، فإنها كانت كافية لتدوين تجربة جديدة ضمن سلسلة انتقالات الأسماء العالمية إلى دوري روشن، الذي ما زال يستقطب الأضواء الدولية بحراكه اللافت على مستوى النجوم.
صفقة رحيل جراي قد تكون بداية لتحولات أعمق في سياسة التعاقدات داخل النادي، خاصة في ظل رغبة الإدارة في إعادة بناء الفريق على أسس أكثر فاعلية، تضمن تحقيق طموحات المنافسة وليس مجرد الحضور الشرفي.
ومع اقتراب انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد، تتجه الأنظار إلى تحركات إدارة الاتفاق، التي يبدو أنها تجهز لميركاتو حار سيحمل في طياته مفاجآت كبرى، قد تغيّر شكل الفريق كليًا وتعيده إلى دائرة الضوء.