"حفر ومطبات وشاحنات".. كاتب سعودي يدق ناقوس الخطر ويكشف "المخاطر الخفية" على طريق الدمام-الرياض

في ظل ازدياد الحركة المرورية بين الدمام والرياض، أبدى الكاتب الصحفي عقل العقل استياءه الشديد من الحالة الراهنة للطريق السريع الذي يربط المدينتين، مشيرًا إلى أنه يعاني من تدهور ملحوظ في البنية التحتية، تتمثل في الحفر والمطبات المنتشرة، ما يجعل السفر عليه محفوفًا بالمخاطر، خصوصًا في ظل الزحام الكثيف وحركة الشاحنات الثقيلة المتواصلة.
وأشار "العقل" إلى أن السفر بالسيارة يفترض أن يكون خيارًا مريحًا واقتصاديًا، يتيح للمرء حرية الحركة وتوفير الوقت والتكاليف مقارنة بالسفر الجوي، إلا أن الواقع في بعض طرق المملكة، ومنها هذا الطريق الحيوي، يخالف هذه الفرضيات، نتيجة غياب الصيانة المنتظمة، وقلة المحطات والمرافق الخدمية التي من المفترض أن تواكب حركة المسافرين.
إقرأ ايضاً:رد رسمي من رئيس النادي.. هل ينتقل سعيد عبدالحميد إلى لانس الفرنسي قريبا؟بعد رحيل كونجيرتون.. يايسله يربح المعركة داخل الأهلي ويقترب من عقد طويل الأمد
ويرى الكاتب أن طريق الدمام - الرياض يُعد من الطرق الرئيسية في المملكة، حيث أُنشئ قبل عقود، ويتكوّن من ثلاثة مسارات في كل اتجاه، إلا أن الضغط المروري الحالي، وخصوصًا من الشاحنات الثقيلة، قد أرهق بنيته، وتسبب في تآكل الأسفلت، لا سيما في المسار الأيمن الذي يستخدم غالبًا من قبل تلك المركبات.
وأبرز "العقل" خطورة الوضع الحالي على قائدي المركبات الصغيرة، حيث تضاعف الحفر والضيق النسبي للمسارات يزيد من احتمالية وقوع الحوادث، مطالبًا بتوسعة الطريق وإضافة مسارات جديدة، مشيرًا إلى توفر المساحات الشاسعة على جانبي الطريق، ما يتيح تنفيذ هذه الخطوة بسهولة نسبيًا.
واقترح الكاتب حلاً استراتيجيًا طويل الأمد، يتمثل في إنشاء خط سكة حديد مخصص للنقل بمحاذاة الطريق الحالي، ليكون بديلًا فعّالًا لنقل البضائع، ما يخفف من ضغط الشاحنات على الطريق البري، ويوفر من الطاقة ويقلل من الانبعاثات، بالإضافة إلى رفع مستوى السلامة المرورية.
وأضاف أن هذا المشروع قد يكون نواة لإنشاء ممر بري شامل يمتد من الشرق إلى الغرب عبر الجسر البري المخطط له، بما يعزز مكانة المملكة كمركز لوجستي محوري يربط بين القارات، ويدعم الاقتصاد الوطني على المدى البعيد، ويتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي معرض تساؤلاته، أعرب الكاتب عن استغرابه من غياب الصيانة المنتظمة لهذا الطريق، متسائلًا عن أسباب تأخر المعالجة رغم ما يسببه ذلك من أضرار مباشرة لمركبات المسافرين، الذين لا يمكنهم تفادي الحفر في كثير من الأحيان بسبب كثافة الحركة على الطريق.
كما سلّط الضوء على قلة عدد محطات الوقود ومراكز الخدمة على امتداد الطريق، واصفًا إياها بغير الكافية، رغم أهمية هذا الطريق، مؤكدًا أن المسافات الطويلة بين المحطات قد تضع المسافرين في مواقف صعبة، لا سيما في حالات الطوارئ أو الأعطال المفاجئة.
واقترح أن تكون المحطات الجديدة بعيدة نسبيًا عن حرم الطريق لتفادي إرباك الحركة المرورية، مع ضرورة إصدار تصاريح عاجلة لإنشاء مراكز خدمة وراحة متكاملة، تواكب الزيادة المستمرة في حركة المرور وتلبي احتياجات المسافرين على هذا المسار الحيوي.
وتحدث الكاتب عن تجربة شخصية حديثة على هذا الطريق، كشف فيها أن الخدمات المتوفرة بمحطات الوقود الموجودة لا ترقى إلى الحد الأدنى من التوقعات، سواء من ناحية النظافة أو توافر الخدمات الأساسية، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية لتحسينها.
كما انتقد "العقل" مشهد التكدس المروري الناتج عن وقوف الشاحنات الطويل قبل مراكز الوزن، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تشكل خطرًا واضحًا على السلامة العامة، وتحتاج إلى حلول تنظيمية عاجلة من الجهات المختصة، بالتعاون مع المرور والجهات التنفيذية الأخرى.
وأكد أن معالجة هذه المشكلات لا تُعد ترفًا بل ضرورة، لأن الطريق يمثل شريانًا متعدد الأبعاد، ليس فقط للنقل والسفر، بل للتجارة والأمن والسياحة، وكل خلل فيه ينعكس سلبًا على منظومة الخدمات والتنقل داخل المملكة.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن تطوير طريق الدمام - الرياض هو جزء من الارتقاء بجودة الحياة، ومؤشر على مدى التزام الجهات المختصة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة، داعيًا إلى تحرك فوري يجعل هذا الطريق مثالًا يُحتذى به في الكفاءة والسلامة.