الهلال في ورطة حقيقية.. غياب مفاجئ لثنائي الفريق قبل مباراة سالزبورج

قبل ساعات من مواجهة حاسمة في بطولة كأس العالم للأندية، أعلن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لفريق الهلال، غياب اثنين من أبرز لاعبيه عن المواجهة المرتقبة ضد سالزبورج النمساوي، في الجولة الثانية من دور المجموعات.
الخبر جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق اللقاء، حيث أكد إنزاجي بنبرة واضحة أن "ميتروفيتش وكايو لن يشاركا في المباراة غداً"، مما أثار الكثير من التساؤلات حول قدرة الفريق على مجاراة خصم بحجم سالزبورج دون مهاجمه الأول ولاعبه المحوري.
إقرأ ايضاً:وداعاً للتوصيل "العشوائي".. قرار جديد سيدخل حيز التنفيذ في 1 يوليو.. فما هي شروطه؟تحذير شديد اللهجة من "المرور".. لا تترك مركبتك في هذا الوضع أبداً.. حتى لو لثوانٍ
الهلال، الذي يخوض البطولة وسط طموحات جماهيرية عالية، تعرض لاختبار كبير في الجولة الماضية، حين واجه ريال مدريد الإسباني، في مباراة شهدت تحديات بدنية وتكتيكية استنزفت الكثير من طاقة اللاعبين، وجعلت اللقاء المقبل بمثابة "مفترق طرق".
ورغم الغيابات المؤثرة، بدا إنزاجي متفائلًا خلال حديثه، وقال: "نحن نعمل حالياً بجهد كبير لتحسين وضع الفريق، هناك رغبة واضحة في التطور، لكننا نتحلى بالهدوء، خاصة وأن الفترة الاستثنائية للانتقالات لم تكن كافية لتعديل التشكيلة بالشكل الأمثل".
وأكد المدرب الإيطالي أن الهلال لم يكن بعيدًا عن سوق الانتقالات، موضحًا: "كانت هناك بعض المحاولات لتدعيم الفريق بلاعبين جدد، لكننا قررنا التريث قليلاً، الفترة المقبلة ستكون أنسب لإضافة عناصر جديدة قادرة على صنع الفارق".
وفي الوقت الذي يترقب فيه الجمهور مواجهة حاسمة، شدد إنزاجي على أن اللاعبين يدركون حجم المسؤولية، قائلاً: "سأقول لهم إننا أمام مباراة مفصلية، بعد كل ما مررنا به أمام ريال مدريد، علينا أن نثبت قدرتنا على العودة وتقديم أفضل أداء ممكن".
الهلال لا يملك ترف الحسابات المعقدة في المجموعة، فالفوز أمام سالزبورج سيمنحه دفعة قوية نحو التأهل، بينما التعثر قد يعقّد حظوظه في بلوغ الدور التالي، ما يضع الفريق تحت ضغط كبير، خاصة مع غياب عناصر بارزة.
وحول التنظيم العام للبطولة، قال إنزاجي: "التنظيم في كأس العالم للأندية رائع، كل شيء يسير بانضباط واحترافية عالية، وشاهدنا مباريات قوية منذ البداية، التنافسية واضحة، لأن كل الفرق جاءت بأفضل ما تملك من لاعبين".
ورغم إشادته بالإعداد والتنظيم، لم يُخفِ المدرب استياءه من الطقس قائلاً: "الصيف في أميركا شديد الحرارة، وهذا يسبب إجهاداً إضافياً للاعبين، لكنه ليس عذراً، علينا التكيف مع كل الظروف من أجل تحقيق أهدافنا".
المدرب الذي تولى قيادة الهلال قبل أشهر فقط، يدرك أن الجماهير لا تقبل بأقل من المنافسة على اللقب، خصوصًا في ظل الدعم الكبير من إدارة النادي، وتوافر مجموعة من النجوم المحليين والأجانب الذين يمكنهم قلب الطاولة في أي لحظة.
ويُعرف عن إنزاجي التزامه الصارم بالخطط التكتيكية والانضباط داخل الملعب، وهو ما جعله ينجح في بناء شخصية تنافسية للفريق خلال فترة قصيرة، لكنه اليوم يواجه تحديًا مختلفًا، وهو إثبات القدرة على التعامل مع الغيابات والضغوط في آنٍ معًا.
الهلال كان قد استعد جيدًا للبطولة بخوض سلسلة من المباريات الودية، إلى جانب معسكر تدريبي مكثف، ما يعكس رغبة الإدارة في الذهاب بعيدًا في مونديال الأندية، إلا أن الأقدار شاءت أن يتعرض الفريق لسلسلة من الإصابات المقلقة.
غياب ميتروفيتش تحديدًا يُعد ضربة موجعة للخط الأمامي، كونه من أكثر اللاعبين حسماً داخل منطقة الجزاء، فيما يشكل غياب كايو ثغرة دفاعية لا يمكن تجاهلها، ما يضع إنزاجي أمام مهمة صعبة تتطلب حلولًا مبتكرة.
الجماهير، من جانبها، أبدت تخوفها من تأثير الغيابات على أداء الفريق، لكنها في الوقت ذاته، أظهرت دعمًا كبيرًا للمدرب واللاعبين عبر مواقع التواصل، وسط دعوات لتحقيق فوز يعيد الثقة ويثبت أن الهلال بمن حضر.
المباراة المنتظرة قد تحدد ملامح مستقبل الهلال في البطولة، بين آمال بالعبور وتحديات الإصابات، يترقب الجميع ما إذا كان إنزاجي قادرًا على تقديم مباراة تكتيكية تُثبت اسمه في عالم التدريب، وتعيد الفريق إلى المسار الصحيح.