الأرصاد تحذّر ...... أنواء رعدية وجريان سيول محتمل في جازان وعسير

سحب رعدية
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

تعيش مناطق جنوب غرب المملكة، وتحديدًا المرتفعات الواقعة ضمن جازان وعسير، حالة من التقلّب المناخي اللافت، حيث تبدو السماء كأنها تستعد لصبّ ما تحمله من غيوم كثيفة في لحظة واحدة.

تشكّلت سحب رعدية محمّلة بزخات غزيرة من المطر، مصحوبة برياح نشطة وبَرَد متساقط على فترات متفاوتة، ليكون المشهد مشبعًا بجميع عناصر الطقس المتطرف في آنٍ واحد.


إقرأ ايضاً:الأرصاد: أمطار رعدية ورياح ترابية تضرب مناطق الجنوب والوسط"الجريدة الرسمية" تعلن عن تعديلات جديدة على وثيقة تقديم الخدمة الكهربائية وضوابط الدفع المسبق

ما يميز هذه الحالة الجوية ليس فقط غزارة الأمطار، بل أيضًا تنوّع تأثيراتها على مختلف المناطق، حيث لم تقتصر على جازان وعسير فقط، بل تمددت الرياح المصاحبة لها لتثير الأتربة والغبار في مناطق تبعد عنها مئات الكيلومترات، مثل الرياض والمنطقة الشرقية، وصولًا إلى نجران، ما يعكس قوة المنخفض الجوي واتساع نطاق تأثيره.

تلك الرياح لم تمر بهدوء، بل جعلت الغبار سيد المشهد في بعض المواقع، فتقلصت الرؤية الأفقية إلى حدود حرجة، ما زاد من مخاطر القيادة والتنقل في الطرق المفتوحة، يبدو الطريق الساحلي الممتد من مكة إلى جازان أكثر المتأثرين بهذه العاصفة، حيث اجتمعت فيه عوامل عديدة تجعل السفر عليه مغامرة محفوفة بالمخاطر.

انعدام شبه كامل في مدى الرؤية، وغبار كثيف يسبق جبهة مطرية محمّلة بالرعد والبرد، يفرض على المسافرين التوقف المؤقت أو اتخاذ طرق بديلة، أو على الأقل الاستعداد لظروف مناخية قد تتبدل فجأة دون سابق إنذار.

في عمق المرتفعات الجنوبية، تسقط زخات المطر بكثافة، مسببة في بعض الأودية انحدارًا سريعًا للمياه، ما قد يُنذر بجريان سيول غير متوقعة، خصوصًا في المناطق التي تشهد طبيعة جبلية وطرقًا متعرجة.

هذا السيناريو يعيد إلى الأذهان مواقف سابقة عاشها السكان المحليون في مثل هذه الحالات، حيث يتحوّل المطر الغزير من بشارة خير إلى خطر داهم إذا ما اجتمعت معه عوامل طبيعية أخرى كالأرض المشبعة بالمياه، وضيق مجاري التصريف.

ومع هذا المشهد المتشابك من الظواهر، تتحوّل الأنظار نحو تأثير هذه الظروف على حياة الناس اليومية، في المدن المتأثرة بالغبار، يضطر بعض السكان إلى التزام بيوتهم هربًا من الهواء المحمّل بالجسيمات الدقيقة، خاصة المرضى وكبار السن.

أما على صعيد الزراعة، فإن الأمطار في بعض مراحلها تُعدّ نعمة تُرتجى من السماء، لكن وجود البرد قد يُلحق أضرارًا بالمحاصيل الحساسة، ما يثير قلقًا مشروعًا لدى المزارعين الذين يعوّلون على هذا الموسم لتحسين غلالهم.

الرياح النشطة لا تترك مكانًا دون أثر، فهي تضرب الطرق المكشوفة، وتدفع بالغبار نحو المناطق الحضرية، وتؤثر على الملاحة الجوية والبحرية على حد سواء، حتى من يقيمون في العمق الحضري للمناطق البعيدة عن المرتفعات، يشعرون بأن هذه الحالة المناخية ليست عادية. فالصباح يبدأ بهواء خانق ومغبر، وقد ينتهي بأمطار غزيرة مفاجئة.

المشهد بأكمله يعكس تناقضًا مناخيًا يتطلب الحذر واليقظة والتأقلم، كل ذلك يحدث في وقت قصير، ما يجعل من متابعة نشرات الطقس أمرًا يوميًا لا يمكن تجاهله.

حالة عدم الاستقرار هذه قد تتكرر في الأيام المقبلة، وقد تمتد إلى مناطق جديدة، أو تشتد حدتها في أماكن لم تُسجل سابقًا مثل هذا النوع من التأثير. إنها دعوة غير مباشرة لكل من يسكن في هذه المناطق ليعيد ترتيب أولوياته اليومية، ويأخذ في الحسبان أن السماء قد تقرر أن تنهمر في أي لحظة، دون استئذان.

ومع أن المشهد يبدو قاتمًا في بعض ساعاته، إلا أن الأمل يبقى في أن تكون هذه الأمطار سببًا في إنعاش الأرض، وتجديد المياه الجوفية، ورفع منسوب السدود، وفي قلب هذه التحوّلات، تبقى الدعوة قائمة لكل من هم في قلب هذه الحالة الجوية بأن يتعاملوا معها بوعي وهدوء، وأن يستشعروا في كل قطرة مطر رحمة لا عذاب، وفرصة لا خطر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية