أمازون وميتا تترقبان.. كيف سيغير انهيار تحالف OpenAI ومايكروسوفت خريطة سباق الذكاء الاصطناعي؟

بلغت التوترات بين شركة الذكاء الاصطناعي "OpenAI" وشريكتها الكبرى "مايكروسوفت" ذروتها خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل خلافات متصاعدة بشأن مستقبل العلاقة بين الطرفين، وتحديدًا حول إعادة هيكلة "OpenAI" إلى كيان ربحي.
تعود جذور الخلاف إلى رغبة "OpenAI" في التحول من منظمة غير ربحية إلى شركة ذات منفعة عامة تستطيع استقطاب الاستثمارات الكبرى، دون أن تفقد رؤيتها الأخلاقية أو استقلالها العلمي، إلا أن هذا التحول يتطلب إعادة التفاوض مع مايكروسوفت، التي تعد المستثمر الأكبر في الشركة.
إقرأ ايضاً: بين 10 آلاف مشارك و141 دولة .. "منشآت" تفوز بجائزة عالمية خلال مؤتمر ريادة الأعمال في أمريكالم يعد مجرد شرف.. لماذا أصبح الفوز في مباراة واحدة بمونديال الأندية أهم من بعض البطولات القارية؟
مايكروسوفت استثمرت أكثر من 13 مليار دولار في "OpenAI" منذ عام 2019، وتحصل بموجب الاتفاق على حصة من الإيرادات، إضافة إلى امتيازات في الوصول إلى التقنيات المطورة عبر خدمات "Azure" السحابية، غير أن الهيكل الجديد المقترح من OpenAI يهدد بإضعاف نفوذ مايكروسوفت على المدى الطويل.
من أبرز النقاط الخلافية بين الجانبين أيضًا عملية استحواذ OpenAI على شركة ناشئة تُدعى Windsurf، والتي تختص بتطوير أدوات برمجية للترميز والتطوير، ترى مايكروسوفت أن لها الحق في استخدام هذه الأدوات باعتبارها امتدادًا لاستثماراتها، بينما تصر OpenAI على الحفاظ على خصوصية هذه التقنية.
وترغب OpenAI في تقليص حصة مايكروسوفت من الأرباح تدريجيًا حتى عام 2030، إذ تنخفض النسبة من 20% إلى نحو 10%، وهو ما تعتبره مايكروسوفت تقليصًا غير مبرر لعائداتها الاستثمارية الضخمة، خاصة وأن OpenAI تسعى حاليًا لجمع تمويلات جديدة قد ترفع قيمتها السوقية إلى 300 مليار دولار.
الخلاف تعمق أكثر بعد أن طلبت مايكروسوفت ضمانات إضافية، تشمل منحها حصة في الكيان الربحي المزمع تأسيسه، إلى جانب الوصول إلى الملكية الفكرية المستقبلية لتقنيات OpenAI، وهو ما تراه الأخيرة تهديدًا لاستقلالها وخصوصية أبحاثها.
في المقابل، تحاول OpenAI فتح علاقات استراتيجية جديدة خارج دائرة مايكروسوفت، من خلال الشراكة مع مقدمي خدمات سحابية آخرين مثل Google Cloud وOracle، وهو ما تعتبره مايكروسوفت تجاوزًا لحدود الاتفاق القائم بين الطرفين.
على الصعيد الداخلي، عززت مايكروسوفت فريقها المتخصص في الذكاء الاصطناعي مؤخرًا عبر استقطاب شخصيات بارزة من Google DeepMind، وهو ما فسره مراقبون على أنه استعداد لمواجهة محتملة مع OpenAI في حال انهيار التحالف القائم.
في حين تتزايد المخاوف داخل OpenAI من أن ترفض مايكروسوفت المقترحات الجديدة، مما قد يدفع الشركة إلى اللجوء إلى خيارات قانونية، بما في ذلك تقديم شكاوى تتعلق بالاحتكار واستغلال النفوذ الاستثماري.
رغم التوتر، لا تزال هناك محاولات لاحتواء الخلاف عبر مفاوضات مباشرة بين القيادات العليا، وسط قناعة مشتركة بأن إنهاء العلاقة بشكل مفاجئ سيضر بمصالح الطرفين، وخاصة في ظل تزايد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وتشير بعض التقارير إلى أن "سام ألتمان"، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، يعمل على تسوية وسط ترضي الطرفين، تشمل منح مايكروسوفت امتيازات محددة، دون المساس باستقلالية OpenAI وهيكلها المستقبلي.
من جانب آخر، بدأت الشركات التقنية الكبرى الأخرى بمراقبة الخلاف عن كثب، خصوصًا شركات مثل أمازون وميتا، التي ترى في انقسام OpenAI ومايكروسوفت فرصة لتعزيز موقعها في سباق الذكاء الاصطناعي.
وإذا استمرت الأزمة دون حل، فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على مستقبل تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل GPT وDALL·E، التي تعتمد في تشغيلها على الموارد المشتركة بين OpenAI وخدمات Azure السحابية.
ومع أن الطرفين يؤكدان التزامهما بالشراكة الاستراتيجية، إلا أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالملكية الفكرية والهيكل الربحي لا تزال تُشكل حجر عثرة أمام أي اتفاق نهائي حتى الآن.