جهز محفظتك! أسعار النفط تقفز 2% في ساعات.. وهكذا سيؤثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على أسعار البنزين

أسعار النفط تقفز 2% في ساعات
كتب بواسطة: محمد حسنين | نشر في  twitter

ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ خلال الساعات الماضية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية التوتر المتزايد بين إيران وإسرائيل، هذا التوتر المتصاعد أجج مخاوف الأسواق من تعطل الإمدادات النفطية، خاصة عبر مضيق هرمز، الذي يعد أحد أهم الممرات الحيوية لنقل النفط في العالم.

وسجل خام برنت، المعيار العالمي لأسعار النفط، ارتفاعًا بنسبة تجاوزت 2% ليصل إلى مستويات قريبة من 75 دولارًا للبرميل، بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 1،8%، ما يعكس توتر المستثمرين وزيادة الإقبال على الأصول المرتبطة بالطاقة.
إقرأ ايضاً:اللاعب يفكر في الرحيل والنادي في حيرة.. أزمة خفية تهدد استقرار النصرتحذير عاجل من "الحج والعمرة" لجميع الحجاج.. لا ترتكب هذا الخطأ قبل سفرك وإلا ستواجه الزحام والتأخير!

التصعيد الأخير جاء في أعقاب تصريحات سياسية وتهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب، تخللتها هجمات بالطائرات المسيّرة واستهداف منشآت حساسة، ما زاد من احتمالات اندلاع صراع مباشر بين الجانبين، كما دفع هذا الوضع المضطرب بعض الدول إلى إصدار تحذيرات لمواطنيها في المنطقة، ورفع درجة الاستعداد العسكري.

ويرى محللون أن أي تصعيد عسكري واسع النطاق، خاصة إذا شمل استهداف البنية التحتية النفطية أو الملاحة في الخليج، يمكن أن يدفع الأسعار إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل، وهو سيناريو بات أقرب للواقع في ظل فشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في احتواء الأزمة.

ومن جانبه، أصدر البيت الأبيض تحذيرات بشأن تداعيات تصاعد الصراع على الاقتصاد العالمي، وأشار إلى متابعة دقيقة لتطورات المنطقة بالتنسيق مع الحلفاء، كما ألمح عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى أن أي ارتفاع حاد في أسعار النفط قد يؤثر على سياسة الفائدة في المرحلة المقبلة، من خلال تغذية معدلات التضخم.

في المقابل، تسود حالة من القلق في الأسواق الآسيوية والأوروبية، حيث تشكل واردات النفط من الخليج جزءًا أساسيًا من أمن الطاقة لتلك الدول، وتوقعت بعض التقارير أن أي تعثر في الإمدادات قد يؤثر سلبًا على تعافي الاقتصادات الكبرى التي بدأت بالكاد الخروج من تبعات تباطؤ النمو العالمي.

وارتفعت كذلك أسعار المشتقات النفطية في بعض الأسواق المحلية، كما بدأت محطات الوقود في دول مثل الإمارات وأستراليا بتحيين أسعارها تماشيًا مع التغيرات في الأسواق العالمية، وسط دعوات للحكومات بالتدخل لحماية المستهلكين من موجة غلاء متوقعة.

المستثمرون بدورهم أظهروا سلوكًا دفاعيًا، ما انعكس في تراجع مؤشرات الأسهم وارتفاع أسعار الذهب والسندات الأميركية، في وقت يعيد فيه السوق تقييم المخاطر الجيوسياسية بعد فترة من الاستقرار النسبي.

ويرى مراقبون أن منظمة "أوبك+" قد تتخذ موقفًا حذرًا في اجتماعاتها المقبلة، إذ إن ضخ المزيد من النفط الآن قد لا يكون كافيًا لتعويض أي تعطيل كبير في الإمدادات، بينما تخشى الدول الأعضاء الإضرار بتوازن السوق على المدى المتوسط.

ومع استمرار الغموض حول مستقبل العلاقة بين إيران وإسرائيل، يبقى سيناريو التصعيد مرجحًا، خاصة مع تشابك الملفات السياسية والأمنية في المنطقة، بدءًا من الملف النووي الإيراني ووصولًا إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ما يجعل من النفط رهينة مباشرة لهذه التوترات.

في هذا السياق، تبقى الأنظار موجهة إلى الممرات البحرية الاستراتيجية، خصوصًا مضيق هرمز، حيث يمر نحو ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا عالميًا، وأي تهديد لهذا الشريان قد يرفع حالة التأهب عالميًا، ويخلق تأثيرات فورية على أسعار الطاقة والنقل والتصنيع.

ورغم محاولات التهدئة التي تبذلها أطراف دولية، إلا أن تزايد وتيرة العمليات الهجومية وتبادل الاتهامات بين الطرفين يؤشر إلى مرحلة قد تكون أكثر اضطرابًا، وهو ما يدفع بالأسواق إلى حالة ترقب وقلق لا يبدو أنها ستزول قريبًا.

ويعزز من حدة الأزمة عدم وضوح موقف القوى الكبرى، خاصة مع انشغال الولايات المتحدة في معاركها الانتخابية الداخلية، وتفاوت مواقف الاتحاد الأوروبي الذي ينقسم بين الدعوة إلى ضبط النفس والقلق من تأثير الأزمة على أمن الطاقة.

في المحصلة، يبدو أن أسعار النفط ستظل رهينة لتطورات التوتر بين إيران وإسرائيل، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات إذا لم تُتخذ خطوات عملية وسريعة لاحتواء الأزمة ومنع انفجار الموقف إلى صراع شامل في المنطقة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية